العلم الإلكترونية - سمير زرادي
من المنتظر أن تتزامن سنة 2022 مع عملية تخييم مغايرة لما سبقها، سيما بعد سنتين من تداعيات الأزمة الصحية التي تطلبت الحذر والحيطة حفاظا على الصحة العامة، وفي ضوء تلاشي الفترة الحرجة، بادر الأستاذ عبد السلام اللبار رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين الى طرح سؤال حول موضوع الاستعدادات الجارية من قبل الوزارة الوصية قصد أنجاح مخيم هذه السنة.
وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أكد في سياق جوابه أن الوزارة تعمل على تطوير وتحسين العرض التربوي للبرنامج الوطني للتخييم، وجعله آلية لتعميم الحقوق الدستورية للطفولة المغربية، والمساهمة في التنشئة الاجتماعية، وتيسير حقوق المشاركة، وتعميم الترفيه التربوي في أوساط الطفولة.
وأبرز أن هذا البرنامج، الذي يستأنف مسيرته بعد سنتين من التوقف الاضطراري الذي فرضته جائحة كوفيد 19، يعكس مدى اهتمام الحكومة بالطفولة المغربية عبر مجموع التراب الوطني، معتبرا أن هذه المبادرة تأسست من أجل الحد من التفاوتات الطبقية والتخفيف من آثار انعدام العدالة المجالية بين أطفال المغرب.
وأضاف أن الوزارة أطلقت العرض الوطني للتخييم في شهر أبريل الماضي، الذي حدد سقف الاستفادة، والهيئات المستفيدة، وشروط الاستفادة، ومجالات البرنامج الوطني للتخييم، وأجندة الاشتغال في إطار الاستعدادات والتدابير التي ينبغي اتخاذ ها لتنظيم وإنجاح هذا الموسم، إلى جانب تاريخ وآجال وضع طلبات المشاركة في البرنامج من طرف الهيئات والجمعيات الراغبة في ذلك، والتي تتوفر فيها الشروط المحددة.
وكشف بخصوص المحور المتعلق بتحسين وتجويد الخدمات خاصة الغذائية، أنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير التي تهم دعم التغذية وتعزيز نظام الـمـطعمة، وتأمين المشاركين، وتحسين نقل المستفيدين، وتوفير الوسائل التربوية، مسجلا انه فيما يتعلق بالتغذية سيتم تعميم دليل شروط الصحة والسلامة داخل المخيمات، الذي تم إعداده بتنسيق وتعاون مع وزارة الصحة، والذي سيساهم في تحسين جودة التغذية، خاصة بعد الرفع من المنحة اليومية المخصصة لكل فرد من 30 درهم إلى 50 درهم.
الأخ عبد السلام اللبار أورد في تعقيبه أن خطاب النقد الذاتي الذي طبع التوضيحات قبل الإفصاح عن تفاصيل برنامج التخييم يستحق التنويه بحيث تروم الترتيبات جعل فضاء التخييم مكان فعليا لقضاء أيام مميزة تربويا ورياضيا وثقافيا.
وأضاف أن السيد الوزير كان نقابيا أكثر مما كان وزيرا في تدخله مما يثلج الصدر من جهة، ويبرز من جهة ثانية الإرادة لجعل المخيم مكانا لمحاربة التفاوتات الطبقية، ويشعر الطفل بأنه غادر بيته ليجد نفسه فيما هو أحسن من حيث الدفء والاندماج وسط أقرانه، وكذا على مستوى الوجبات المقدمة التي يجب أن تكون مغايرة عما كان يتناوله وسط أسرته، ولا تكون أقل من ذلك، بفعل رفع المنحة الفردية من 30 على 50 درهما، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة اعتماد مؤطرين تربويين ومثقفين لمصاحبة الأطفال خلال مدة التخييم، منتقدا بعض الجمعيات التي تجلب من هب ودب، ومماسة المساومات التي تسيء إلى سمعة التخييم، وسمعة أجيالنا.
ومضى بعد ذلك في الإشادة بتطلعات الوزارة لتحسين تجربة المخيم، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على صورة المخيم الذي دشن ولادته منذ فجر الاستقلال، وأصبح قائم الذات يسير في تطور تدريجي، متوجها بالشكر إلى الجامعة الوطنية للتخييم، وإلى كل الجمعيات الجادة التي تؤطر الطفولة والشباب على اعتبار أن الطبقة الضعيفة والفقيرة والهشة هي التي تلجأ للمخيم لإيجاد متنفس لأبنائها.