Quantcast
2020 ديسمبر 21 - تم تعديله في [التاريخ]

العراقي قاسم حول يكتب l l الدكاترة والأطباء!

الفلسطينيون وقسم من أهل الشام يسمون الطبيب "حكيم" وعلى سبيل المثال فإن القائد الفلسطيني "جورج حبش" وهو طبيب يحمل شهادة الدكتوراه في الطب، يسميه الفلسطينيون "الحكيم" وهم يرمزون إليه الحكمة أيضا في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينين إضافة لمهنته كحكيم في الطب.


 
في العراق يسمون الطبيب "دكتور" وقد جاء في مونولوج عزيز علي "دكتور دخل الله ودخلك متداوينا .. دكتور .. داء اللي بينا منا وبينا .. دكتور .. دتجينا الحمى من رجلينا .. دكتور .. إسكينا العلكم بس شافينا".
 
كثير من العراقيين، لا يفرقون بين المهنة والشهادة الأكاديمية!
 
عندما حصلت ثورة الرابع عشر من تموز 1958 أذيع بيان تشكيل الوزارات العراقية وكنا أنا ووالدي رحمه الله نستمع للأخبار .. "الدكتور فيصل السامر وزيرا للإرشاد .. الدكتور إبراهيم كبة وزيرا للإقتصاد .. الدكتور عبد الجبار الجومرد وزيرا للخارجية .. الدكتور محمد صالح محمود وزيرا للصحة .."
 
إلتفت نحوي والدي وقال لي "بويه أشو حكومتنا كلها أطباء"؟ .. شرحت له معنى الطبيب ومعنى أن يحمل الطبيب شهادة أكاديمية!
لم يكن والدي رحمه الله يتوقع أن يأتي يوم يصبح فيه وطننا ، وكل شخص فيه يحمل شهادة الدكتوراه ويظنهم البسطاء أطباء، ولا أحد من هؤلاء الأطباء، يفتي بعلاج لجائحة الكورونا!
 
حين حلت بنا جائحة الكورونا إستدعت حكومتنا طبيبا من بريطانيا ويحمل شهادة الدكتوراه ليعمل مستشاراً في وزارة الصحة .. فـ"أفتى" بعلاج لجائحة الكورونا فتوى تقول حتى تقضي على فايروس الكورونا ما عليك سوى أن تتوضأ قبل النوم .. وهو وضوء يختلف عن وضوء الصلاة".
 
شهادات الدكتوراه تباع في هولندا وفي بريطانيا وفي سوق مريدي وحتى في الهند إن رغب أحدهم أن يحمل شهادة الدكتوراه في " الكاري"  مثلا!.
 
نم يا والدي .. نم قرير العين، فكل وزرائنا ووكلاء وزرائنا والمديرون العامون والموظفون المنتسبون للوزارات هم من ألآطباء فهم يحملون شهادات الدكتوراه .. كل أطبائنا وزراء وكل وزرائنا أطباء، ولا أحد منهم يفتي عن جائحة الكورونا .. ليس هذا فحسب بل جلهم وكلهم يطلقون لحاهم بالتشكيلية الجديدة وينتمون إلى أحزاب دينية يطلق عليها المكونات وصار الناس يشبهون بعضهم، وإذا دخلت المستشفى فلا يمكنك أن تفرق بين الفراش والطبيب وبين الطبيب والدكتور "كلهم لحاهم سود ومنين أعرفه"!؟.
 
نم قرير العين يا والدي .. فكلهم يتوضأون من مياه دجلة والفرات ومن مياه شط العرب ونهر ديالى .. تأتي المياه صافية من المنبع وحين تدخل الوطن تفاجا بسيول من الفضلات التي تنطلق من المراحيض "الطاهرة" ومن بقايا نفايات المستشفيات ودماء الحيض والإجهاض لتزرع الموت في الحياة.
 
"وجعلنا من الماء كل شيء حي"!؟.
 
في العالم يا والدي .. حين تدهم البلدان جائحة فيروسية أو مرض خطير تحال صلاحيات رئيس الوزراء إلى وزير الصحة ويصبح هو صاحب القرار، هو وحده رئيس البلاد وهو وحده رئيس الوزراء وهو وحده رئيس البرلمان .. يغلق الحدود ويمنع التجوال ويحدد ساعات التسوق .. يعطل المدارس ويغلق الوزارات وتخضع كل وسائل الإعلام لصلاحياته .. وينظم مراقبة الأطباء ويصبح في إجتماع دائم مع أطبائه وممرضيه .. فيما الحياة في عراقنا وتحت رحمة جائحة الكورونا مفتوحة الحدود والمولات، وحين يصاب المواطن بفيروس الكورونا ويذهب  للصيدلية يسأله صاحب الصيدلية "تريد دواء مغشوش لو أصلي"؟.
 
الناس الفقراء يشترون الدواء المغشوش، ويتوضأون قبل النوم بمياه الفراتين والشاطئ!، حسب فتوى المستشار الصحي!.
 
 قاسم حول سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار