العلم الإلكترونية - بدر بن علاش
عبر محمد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق عن صدمته الكبيرة عقب الخطوة الخطيرة و غير المحسوبة العواقب، التي قام بها الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد،عندما عمد إلى استقبال زعيم "الجمهورية الصحراوية الوهمية" التي يصنفها مجموعة من المراقبين و المنظمات الدولية كجماعة متطرفة، معتبرا أن هذه الخطوة تشكل منعطفا خطيرا في العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين الشقيقين،و انقلابا عن السياسة التونسية المعهودة و الواضحة المعالم منذ الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حتى عهد قريب جدًا.
و أضاف المرزوقي، خلال استضافته من قبل تنسيقية مغاربة العالم لحزب الاستقلال يوم الجمعة 7 أكتوبر 2022 في ندوة "عن بعد" بأن الاستقبال الذي خص به المدعو "إبراهيم غالي" بمناسبة قمة "تيكاد" التي احتضنتها أخيرا تونس،يعد اعترافا ضمنيا بالكيان الوهمي "لكون الاستقبال جرى تحت علمين مختلفين، علم تونس كدولة معترف بها وعلم البوليساريو"، وهو ما يعد بمثابة " ضربة لسياسة تونس الأزلية التي لا يجب أن تقع في فخ شقيق ضد شقيق آخر" في إشارة ضمنية إلى الجزائر و المغرب.
الخطوة تشكل منعطفا خطيرا في العلاقات الثنائية وانقلابا عن السياسة التونسية المعهودة والواضحة المعالم
وأوضح أن ما حصل يشكل خطوة غير مبررة من شأنها إدخال الدول المغاربية في دوامة صراعات هم في غنى عنها، بحكم أنها ستساهم في تعطيل مسلسل بناء المغرب العربي الكبير الذي هو أصلًا معطل منذ عدة سنوات. ثم عاد للتوضيح بأن موقف الرئاسة التونسية الحالية سابقة في تاريخ العلاقات التونسية المغربية، التي عرف عنها دائما التقارب و التوافق و التناغم في المواقف، و هي تعد علاقات متميزة على المستوى المغاربي، لكن ما حدث في الآونة الأخيرة قلب كل الموازين. ثم عرج ليؤكد أن ما و قع هو بدون أدنى شك مسألة ظرفية محددة،و سحابة صيف عابرة لا يمكنها في أي حال من الأحوال ان تستمر لمدة طويلة، نظرًا للأخوة و العلاقة الطيبة و المتميزة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
اعتقاد راسخ وقناعة عميقة بمغربية الصحراء وسيادته التاريخية عليها المتجذرة والضاربة في عمق التاريخ
وشدد الرئيس التونسي السابق على اعتقاده الراسخ واقتناعه العميق بمغربية الصحراء و سيادته التاريخية عليها و المتجذرة الضاربة في عمق التاريخ،و بأن المسلك السياسي المتبع من طرف الحكومة الجزائرية في هذه القضية المفتعلة كان على الدوام مجانبا للصواب و للأعراف المتداولة بين الجيران و شعوبهم الذين توحدهم اللغة و الدين و الثقافة و التقاليد. و لم تفته الفرصة للتذكير بأن هذا الموقف لا يعبر بالإطلاق على رأي أو نظرة الشعب الجزائري، حيث قال إن هناك فرقًا شاسعًا بينه و بين الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية. مفندا في هذا الإطار، الأسطوانة الجزائرية المتآكلة بشأن الصحراء المغربية، متسائلا باستغراب عن قصة "استعمار" المغرب لصحرائه، التي هي جزء لا يتجزأ من التراب المغربي الذي كان خاضعا فيما قبل للاستعمار الاسباني على غرار منطقة الشمال قبل أن يتمكن المغرب من اكتمال استقلاله.
وأبرز المرزوقي أن الوحدة المغاربية تشهد تخبطات غير مسبوقة في ظل النزاعات و التشنجات المفتعلة من بعض الأطراف لنسف أي مبادرة هادفة من شأنها أن ترأب الصدع و توحد الصفوف. ومن ضمنها المبادرات التي يسعى المغرب جاهدا القيام بها،وذلك حينما أعلن في ديباجة دستوره على ضرورة "العمل من أجل بناء الوحدة المغاربية كخيار استراتيجي" لا محيد عنه.
تقدير كبير لجلالة الملك محمد السادس الذي وقف دائما إلى جانب الجمهورية التونسية وشعبها
وعبر في هذا السياق عن مدى احترامه و تقديره لجلالة الملك محمد السادس، الذي وقف دائما إلى جانب الجمهورية التونسية وشعبها،سواء عند زيارته المطولة لتونس سنة 2014 لمساندتها في اجتياز محنها آنذاك، أو مؤخرا إبان أزمة كوفيد 19 .
وتوقف المتحدث عند الآثار الوخيمة التي تعاني منها الشعوب المغاربية ضحية السياسات و الحسابات الضيقة التي أفسدت العلاقات بين دول الجوار، والتي هي الآن بصدد إفسادها بين الشعوب أيضا إن استمرت على حالها، حيث بدأ، على حد قوله "السم" يتسلل بين الشعوب المغاربية،وهو ما يشكل ضربة قاسية لعلاقاتهم الطبيعية.
وقال المرزوقي بأن الاختيار الذي نهجته الحكومة الجزائرية بجعل قضية الصحراء المغربية قضية جوهرية لها و لسياستها الخارجية أدى إلى تدمير الاتحاد المغاربي من الداخل، وأيضا تدمير حظوظ شعوب المنطقة ككل،و كذا إمكانية التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ودمر بالأساس .
وهنا ذكر المرزوقي بسعيه الحثيث خلال فترة رئاسته لتونس الشقيقة لإذكاء الروح و المضي قدماً بالاتحاد المغاربي، عبر مقترحات سهلة التنفيذ، بدءًا بإرساء مبدأ الحريات الخمس وهي : حرية التنقل وحرية الاستقرار و حرية العمل و الاستثمار وحرية الملكية وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية لكل المواطنين المغاربيين.معبرا هنا عن أسفه كون هذه المجهودات ذهبت مهب الريح و باءت بالفشل للأسف.
ليست هناك أدنى إمكانية لأي شعب أن يتطور وسط فضاء صغير وضيق
وفيما يخص التصور الاستشرافي للوحدة المغاربية في ظل الخلافات الدائمة بين دول الجوار، أكد الرئيس السابق أن الحل واضح و جلي، وهو العودة إلى الاتحاد المغاربي باعتباره فضاء شاسعا يحتضن الجميع"فلا المغرب و لا الجزائر ولا تونس ولا ليبيا ولا موريتانيا يستطيعون التحرك والتقدم وسط هذه الحدود، فهذه الحدود - يضيف - لعنة لهذا رفعوها في أوروبا وأصبح هناك فضاء لـ 500 مليون نسمة". مسترسلا " ليست هناك أدنى إمكانية لأي شعب أن يتطور وسط فضاء صغير و ضيق، لكن للأسف من حبسوا عقولهم وقلوبهم في سردية خاطئة،وتسمموا بهذه السردية،سيواصلون التسمم بها وأنا لا أعتقد أنهم سيغيرون هذه السردية، لذلك فالأمل الوحيد هو التغيير الذي قد تحمله الأجيال السياسية القادمة للشعوب المغاربية، عبر القطع مع السرديات القاتلة والمميتة،وأن يفهموا بأن مصيرهم واحد وأنهم لابد أن يعيدوا الحياة للاتحاد المغاربي".
تبقى الإشارة إلى أن هذا اللقاء نشطه الحاج شفيق، مستشار رئيس مجلس المستشارين و منسق حزب الاستقلال بأوروبا لمغاربة العالم،وعرف مشاركة مهمة للعديد من الشخصيات السياسية المغاربية اللامعة كالسيد عبد القدوس السعداوي، كاتب الدولة للشباب في عهد الرئيس السابق الفقيد محمد الباجي قائد السبسي.
عبر محمد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق عن صدمته الكبيرة عقب الخطوة الخطيرة و غير المحسوبة العواقب، التي قام بها الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد،عندما عمد إلى استقبال زعيم "الجمهورية الصحراوية الوهمية" التي يصنفها مجموعة من المراقبين و المنظمات الدولية كجماعة متطرفة، معتبرا أن هذه الخطوة تشكل منعطفا خطيرا في العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين الشقيقين،و انقلابا عن السياسة التونسية المعهودة و الواضحة المعالم منذ الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حتى عهد قريب جدًا.
و أضاف المرزوقي، خلال استضافته من قبل تنسيقية مغاربة العالم لحزب الاستقلال يوم الجمعة 7 أكتوبر 2022 في ندوة "عن بعد" بأن الاستقبال الذي خص به المدعو "إبراهيم غالي" بمناسبة قمة "تيكاد" التي احتضنتها أخيرا تونس،يعد اعترافا ضمنيا بالكيان الوهمي "لكون الاستقبال جرى تحت علمين مختلفين، علم تونس كدولة معترف بها وعلم البوليساريو"، وهو ما يعد بمثابة " ضربة لسياسة تونس الأزلية التي لا يجب أن تقع في فخ شقيق ضد شقيق آخر" في إشارة ضمنية إلى الجزائر و المغرب.
الخطوة تشكل منعطفا خطيرا في العلاقات الثنائية وانقلابا عن السياسة التونسية المعهودة والواضحة المعالم
وأوضح أن ما حصل يشكل خطوة غير مبررة من شأنها إدخال الدول المغاربية في دوامة صراعات هم في غنى عنها، بحكم أنها ستساهم في تعطيل مسلسل بناء المغرب العربي الكبير الذي هو أصلًا معطل منذ عدة سنوات. ثم عاد للتوضيح بأن موقف الرئاسة التونسية الحالية سابقة في تاريخ العلاقات التونسية المغربية، التي عرف عنها دائما التقارب و التوافق و التناغم في المواقف، و هي تعد علاقات متميزة على المستوى المغاربي، لكن ما حدث في الآونة الأخيرة قلب كل الموازين. ثم عرج ليؤكد أن ما و قع هو بدون أدنى شك مسألة ظرفية محددة،و سحابة صيف عابرة لا يمكنها في أي حال من الأحوال ان تستمر لمدة طويلة، نظرًا للأخوة و العلاقة الطيبة و المتميزة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.
اعتقاد راسخ وقناعة عميقة بمغربية الصحراء وسيادته التاريخية عليها المتجذرة والضاربة في عمق التاريخ
وشدد الرئيس التونسي السابق على اعتقاده الراسخ واقتناعه العميق بمغربية الصحراء و سيادته التاريخية عليها و المتجذرة الضاربة في عمق التاريخ،و بأن المسلك السياسي المتبع من طرف الحكومة الجزائرية في هذه القضية المفتعلة كان على الدوام مجانبا للصواب و للأعراف المتداولة بين الجيران و شعوبهم الذين توحدهم اللغة و الدين و الثقافة و التقاليد. و لم تفته الفرصة للتذكير بأن هذا الموقف لا يعبر بالإطلاق على رأي أو نظرة الشعب الجزائري، حيث قال إن هناك فرقًا شاسعًا بينه و بين الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية. مفندا في هذا الإطار، الأسطوانة الجزائرية المتآكلة بشأن الصحراء المغربية، متسائلا باستغراب عن قصة "استعمار" المغرب لصحرائه، التي هي جزء لا يتجزأ من التراب المغربي الذي كان خاضعا فيما قبل للاستعمار الاسباني على غرار منطقة الشمال قبل أن يتمكن المغرب من اكتمال استقلاله.
وأبرز المرزوقي أن الوحدة المغاربية تشهد تخبطات غير مسبوقة في ظل النزاعات و التشنجات المفتعلة من بعض الأطراف لنسف أي مبادرة هادفة من شأنها أن ترأب الصدع و توحد الصفوف. ومن ضمنها المبادرات التي يسعى المغرب جاهدا القيام بها،وذلك حينما أعلن في ديباجة دستوره على ضرورة "العمل من أجل بناء الوحدة المغاربية كخيار استراتيجي" لا محيد عنه.
تقدير كبير لجلالة الملك محمد السادس الذي وقف دائما إلى جانب الجمهورية التونسية وشعبها
وعبر في هذا السياق عن مدى احترامه و تقديره لجلالة الملك محمد السادس، الذي وقف دائما إلى جانب الجمهورية التونسية وشعبها،سواء عند زيارته المطولة لتونس سنة 2014 لمساندتها في اجتياز محنها آنذاك، أو مؤخرا إبان أزمة كوفيد 19 .
وتوقف المتحدث عند الآثار الوخيمة التي تعاني منها الشعوب المغاربية ضحية السياسات و الحسابات الضيقة التي أفسدت العلاقات بين دول الجوار، والتي هي الآن بصدد إفسادها بين الشعوب أيضا إن استمرت على حالها، حيث بدأ، على حد قوله "السم" يتسلل بين الشعوب المغاربية،وهو ما يشكل ضربة قاسية لعلاقاتهم الطبيعية.
وقال المرزوقي بأن الاختيار الذي نهجته الحكومة الجزائرية بجعل قضية الصحراء المغربية قضية جوهرية لها و لسياستها الخارجية أدى إلى تدمير الاتحاد المغاربي من الداخل، وأيضا تدمير حظوظ شعوب المنطقة ككل،و كذا إمكانية التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ودمر بالأساس .
وهنا ذكر المرزوقي بسعيه الحثيث خلال فترة رئاسته لتونس الشقيقة لإذكاء الروح و المضي قدماً بالاتحاد المغاربي، عبر مقترحات سهلة التنفيذ، بدءًا بإرساء مبدأ الحريات الخمس وهي : حرية التنقل وحرية الاستقرار و حرية العمل و الاستثمار وحرية الملكية وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية لكل المواطنين المغاربيين.معبرا هنا عن أسفه كون هذه المجهودات ذهبت مهب الريح و باءت بالفشل للأسف.
ليست هناك أدنى إمكانية لأي شعب أن يتطور وسط فضاء صغير وضيق
وفيما يخص التصور الاستشرافي للوحدة المغاربية في ظل الخلافات الدائمة بين دول الجوار، أكد الرئيس السابق أن الحل واضح و جلي، وهو العودة إلى الاتحاد المغاربي باعتباره فضاء شاسعا يحتضن الجميع"فلا المغرب و لا الجزائر ولا تونس ولا ليبيا ولا موريتانيا يستطيعون التحرك والتقدم وسط هذه الحدود، فهذه الحدود - يضيف - لعنة لهذا رفعوها في أوروبا وأصبح هناك فضاء لـ 500 مليون نسمة". مسترسلا " ليست هناك أدنى إمكانية لأي شعب أن يتطور وسط فضاء صغير و ضيق، لكن للأسف من حبسوا عقولهم وقلوبهم في سردية خاطئة،وتسمموا بهذه السردية،سيواصلون التسمم بها وأنا لا أعتقد أنهم سيغيرون هذه السردية، لذلك فالأمل الوحيد هو التغيير الذي قد تحمله الأجيال السياسية القادمة للشعوب المغاربية، عبر القطع مع السرديات القاتلة والمميتة،وأن يفهموا بأن مصيرهم واحد وأنهم لابد أن يعيدوا الحياة للاتحاد المغاربي".
تبقى الإشارة إلى أن هذا اللقاء نشطه الحاج شفيق، مستشار رئيس مجلس المستشارين و منسق حزب الاستقلال بأوروبا لمغاربة العالم،وعرف مشاركة مهمة للعديد من الشخصيات السياسية المغاربية اللامعة كالسيد عبد القدوس السعداوي، كاتب الدولة للشباب في عهد الرئيس السابق الفقيد محمد الباجي قائد السبسي.