العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
أسبوعين بعد تسلمه لمهامه كمبعوث للأمين العام الأممي مكلف بملف الصحراء، يحاول الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا الإمساك بخيوط النزاع المفتعل عبر سلسلة من المشاورات يجريها مع أطراف فاعلة أو مؤثرة في الملف بهدف تجاوز المطبات التي أدت الى انسحاب سلفه هورست كوهلر تاركا مهمة الوساطة شاغرة لأزيد من سنتين .
أسبوعين بعد تسلمه لمهامه كمبعوث للأمين العام الأممي مكلف بملف الصحراء، يحاول الدبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا الإمساك بخيوط النزاع المفتعل عبر سلسلة من المشاورات يجريها مع أطراف فاعلة أو مؤثرة في الملف بهدف تجاوز المطبات التي أدت الى انسحاب سلفه هورست كوهلر تاركا مهمة الوساطة شاغرة لأزيد من سنتين .
ويراهن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غيتريس على خبرة أربعة عقود من الوساطة الدبلوماسية وإدارة النزاعات راكمها الوسيط الأممي الجديد في مهامه الأممية بمختلف مناطق الازمات بالعالم، بدءا من العراق و أفغانستان ثم سوريا .
وضمن مسعى جس نبض الأطراف وتجميع المعطيات والمواقف والتصورات المحيطة بملف النزاع، عقد دي ميستورا بمجرد تنصيبه لقاءات ثنائية مع العديد من التمثيليات الدبلوماسية بمقر الأمم المتحدة، ويتعلق الأمر بكل من سفيرة واشنطن بالأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، ولانا نسيبة، مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة .
وفي السياق نفسه، شرع المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية في استقبال أطراف النزاع، عبر لقائه بالمندوب الدائم لموريتانيا لدى منظمة الأمم المتحدة، سيدي ولد بحام ولد محمد لغظف، وممثل جبهة البوليساريو في نيويورك؛ محمد عمار.
نهاية الأسبوع الماضي حصل ديمستورا على دعم الاتحاد الأوربي الكامل لجهود الأمم المتحدة تحت قيادة مبعوثها إلى الصحراء، لاستئناف العملية السياسية بهدف التوصل إلى حل سياسي للنزاع المفتعل .
وكانت الرباط قد أعلنت قبل شهرين أنّ دي ميستورا يمكنه أن يعوّل على تعاون المغرب ودعمه الثابت في تنفيذ مهمته، لتيسير التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الإقليمي، وذلك «وفقا لقرارات مجلس الأمن، منذ عام 2007، التي كرّست مسلسل الموائد المستديرة مع الأطراف الأربعة المشاركة فيه، ووفق المعايير المحددة».
وفي مقابل ذلك يبدو أن الجزائر توجد في ورطة وحرج شديدين لتصريف موقفها المرحب في البداية بتعيين دي ميستورا كوسيط أممي ورغبتها في إعادة إطلاق مفاوضات مباشرة فعالة وجادة بحسن نية ودون شروط مسبقة بين أطراف النزاع, ثم تبرير انقلابها 360 درجة أسبوعين فقط بعد هذا الموقف المهادن وإعلانها رسميا رفض المشاركة في الموائد المستديرة التي يكرسها قرار مجلس الأمن الأخير (رقم 2602) كآلية وحدة لتدبير المسلسلالسياسي الأممي بمشاركة كافة الأطراف و على رأسها الجزائر المدعوة في قرارات مجلس الأمن المتتالية للانخراط في المسلسل السياسي إلى غاية تتويجه عوض التنصل منه في منتصف الطريق لاعتبارات تخدم الأجندة الضيقة للنظام الجزائري المسؤول الأول والأخير عن اختلاق ومحاولة استدامة الخلاف الإقليمي المفتعل.
فضلا عن الجزائر، توجد صنيعتها جبهة البوليساريو الانفصالية في موقع أشد حرجا بعد أن هاجمت قرار مجلس الأمن الأخيرة ووصفته بالانتكاسة الخطيرة، واتهمت مجلس الأمن و الأمين العام الأممي بالانحياز ثم أعلنت إعادة النظر في مشاركتها في مسار التسوية السياسية الأممية قبل أن تنسحب من إتفاق اطلاق النار و تهدد بتنفيذ عمليات عسكرية في العمق المغربي واستهداف شركات وتمثيليات قنصلية أجنبية وهو ما يضعها بموجب القوانين والأعراف الدولية في خانة المنظمات الإرهابية التي يتعين على المنتظم الدولي أن يجردها من ادعاءات كاذبة بتمثيل الصحراويين وإسناد هذه الصفة الى ممثلي الساكنة الجنوبية للمملكة المنتخبين ديمقراطيا في مختلف المؤسسات .