Quantcast
2023 سبتمبر 25 - تم تعديله في [التاريخ]

الاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬آثار‭ ‬الأزمات


العلم الإلكترونية  - الرباط 

‬للاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬أوجهٌ‭ ‬وصيغٌ‭ ‬وأشكالٌ‭ ‬تختلف‭ ‬باختلاف‮ ‬‭ ‬الظروف،‭ ‬وتتباين‭ ‬بتباين‭ ‬الملابسات،‭ ‬وتتشكل‭ ‬وفق‭ ‬الدواعي‭ ‬والأسباب،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر،‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الخصوصيات‭ ‬التي‭ ‬ينفرد‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬وضع‭ ‬طارئ‭ ‬وحالة‭ ‬عارضة‭ ‬وأزمة‭ ‬مفاجئة،‭ ‬وتعكس‭ ‬الطبيعة‭ ‬المتميزة‭ ‬للسياسات‭ ‬التي‭ ‬تنهجها‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة،‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬و‭ ‬الأوضاع‭ ‬المستجدة‭ ‬على‭ ‬تعدد‭ ‬أنواعها‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ .‬‮ ‬
 
فالاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬حقيقة‭ ‬ثابتة‮ ‬،‭ ‬وميزة‭ ‬متفردة‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬بلادنا،‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة،‭ ‬سياسياً‭ ‬وقانونياً‭ ‬وحقوقياً‭ ‬واقتصادياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬ورياضياً‭ ‬وإبداعياً‭ . ‬ومن‭ ‬جملة‭ ‬ذلك‭ ‬الامتياز‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث،‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أشرق‭ ‬صوره‭ ‬وأبهى‭ ‬ظواهره،‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الآثار‭ ‬والأضرار‭ ‬والمخلفات‭ ‬والتداعيات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬ست‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬مخلفاً‭ ‬كارثةً‭ ‬هائلة،‭ ‬تتعامل‭ ‬معها‮ ‬‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬بأقصى‭ ‬مايكون‭ ‬من‭ ‬الجدية‭ ‬والفعالية‭ ‬والنجاعة‭ ‬والإحساس‭ ‬العالي‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬وإنقاذ‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬ضحايا‭ ‬الزلزال‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬و‭ ‬المعنوي‭ ‬لهم‭ ‬جميعاً‭ ‬وفي‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭. ‬وهذا‭ ‬المثل‭ ‬السامي‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬المغرب‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الذكي‭ ‬والرشيد‭ ‬والفاعل‭ ‬والواقعي‭ ‬مع‭ ‬تداعيات‭ ‬الكارثة،‭ ‬هو‭ ‬ملمح‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬الاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬والجدير‭ ‬بعظيم‭ ‬الاحترام‭ ‬وكل‭ ‬التقدير،‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقارن‭ ‬بين‭ ‬الحالات‭ ‬المماثلة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المضمون‭ ‬النتائج،‭ ‬ويحكم‭ ‬على‭ ‬الظواهر‭ ‬الناطقة‭ ‬والحقائق‭ ‬الملموسة،‭ ‬بالإنصاف‭ ‬ودونما‭ ‬محاباة‭ ‬أو‭ ‬مجاملة‭ ‬أو‭ ‬انصياع‭ ‬مع‭ ‬العواطف‭ ‬و‭ ‬الحسابات‭ ‬التي‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬المعيش،‭ ‬وتتنافى‭ ‬مع‭ ‬المنطق‭ ‬السليم‭ ‬و‭ ‬طبائع‭ ‬الأشياء‭ .‬
 
‮ ‬لقد‭ ‬انخرط‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مكتملة‭ ‬الجوانب‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬عن‭ ‬الفاجعة‭ ‬التي‭ ‬فاجأت‭ ‬الجميع‮ ‬،‭ ‬بخطة‭ ‬مبتكرة‭ ‬شاملة‭ ‬النواحي‭ ‬مندمجة‭ ‬المجالات‮ ‬،‭ ‬صيغت‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الاستعجالي‭ ‬الطموح‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‮ ‬‭ ‬وتأهيلها‮ ‬‭ ‬وترسيخ‭ ‬الأسس‭ ‬لإنمائها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ازدهارها‭ ‬،‭ ‬لنجعل‭ ‬من‭ ‬المحنة‭ ‬نعمةً‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬الأزمة‭ ‬فرصةً‭ ‬لإعادة‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬إلى‭ ‬أحسن‭ ‬و‭ ‬أفضل‭ ‬وأجمل‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الكارثة‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬والشرس‭ ‬والمهول،‭ ‬الذي‭ ‬استطاع‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬يشرع‭ ‬في‭ ‬رفعه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬تعبوية‭ ‬شاملة‮ ‬انخرط‭ ‬فيها‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬وحسب‭ ‬قدرته‭ ‬،‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬إسعاف‭ ‬المواطنين‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬الزلزال‭ ‬بشتى‭ ‬الوسائل‭ ‬ووفقاً‭ ‬لخطة‭ ‬عمل‭ ‬مدروسة‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تنفيذها‭ ‬المصالح‭ ‬الحكومية‭ ‬المختصة،‭ ‬بمشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‮ ‬‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬ومن‭ ‬جمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التي‭ ‬تجندت‭ ‬جميعها‭ ‬وتنافست‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬المطلوبة‭ ‬للمتضررين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية،‭ ‬وبأشكال‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ .‬
 
هذه‭ ‬صورٌ‮ ‬‭ ‬من‭ ‬الاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث،‭ ‬بالقيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭. ‬وهي‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬المثل‭ ‬الأسمى‭ ‬في‭ ‬ابتكار‭ ‬الحلول‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬وإيجاد‭ ‬الوسائل‮ ‬‭ ‬الضرورية‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الكارثة‭ ‬وتدبير‭ ‬مخلفاتها‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬الناتجة‭ ‬عنها‭ ‬وتسوية‭ ‬المشاكل‭ ‬الكبرى‭ ‬المترتبة‭ ‬عنها‭.‬
 
فالبرنامج‭ ‬الاستعجالي‭ ‬خطة‭ ‬ضخمة‭ ‬تكتسي‭ ‬الطابع‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬وتعد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الإنقاذية‭ ‬والإنمائية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تنفذ‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الأزمات‮ ‬‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالأوضاع‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ .‬
 
إن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬اليوم‭ ‬الكارثة‭ ‬الزلزالية‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬تقدم‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬قاطبة،‭ ‬النموذج‭ ‬الأروع‭ ‬من‭ ‬الاستثناء‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكارثة،‭ ‬بقيادة‭ ‬واعية‭ ‬بضخامة‭ ‬المسؤولية‭ ‬مبدعة‭ ‬للحلول‭ ‬فاتحة‭ ‬للسبل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬بأقل‭ ‬الأضرار،‭ ‬وبالقدر‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬تنمية‭ ‬المناطق‭ ‬المتضررة‭ ‬بالزلزال‭ ‬تنمية‭ ‬لم‭ ‬تعرفها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬تسعى‭ ‬بلادنا‭ ‬لتكون‭ ‬شاملة‭ ‬ومندمجة‭ ‬ومستدامة،‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ . ‬
 
 
0

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار