العلم الإلكترونية - أميمة كزير (صحفية متدربة)
اضطراب ثنائي القطب أو ما يسمى بالاضطراب الوجداني، هو مجموعة من اضطرابات الدماغ التي تتسبب في تغيرات مزاجية شديدة ومفرطة بين الفرح الشديد والاكتئاب والهوس، يعاني أصحابه من حالات صعود وهبوط هوسية من قبيل: تقدير الذات بشكل مبالغ فيه، والكلام بشكل زائد. له قطبان وهما في الحقيقة ثلاثة أقطاب، الأول نوبة من الهوس بدرجات متعددة، يشعر فيها الانسان بالعظمة، فيكثر كلامه، ويسهب في الانتقال من موضوع لآخر، ينام ساعات قليلة وتكفيه، ينشط نهارا، ثم يعود لحالته الطبيعية، تأتي النوبة الثانية وهي كآبة يضيق فيها صدره ولا ينطلق لسانه، لا يتلذذ الطعام ولا الشراب، يضطرب نومه لكنه يشعر بالإنهاك، وتعتريه أفكار انتحارية، أما النوبة الثالثة فمختلطة تجمع بين الاثنتين.
تم اكتشاف هذا المرض في القرن الأول ميلادي على يد "أريتايوس القبادوقي"، وهو أول من قام بتحليل أعراض الهلع والاكتئاب، وبعد قرون من الصمت، جاء الطبيب الفرنسي "جون بيير فالري" في منتصف القرن 19 ببحث حول "اضطراب هوس ثنائي القطب الاكتئابي"، وفي بداية القرن العشرين جاء الطبيب النفسي الألماني "إميل كريبلين" لتحليل تأثير الاضطرابات العقلية والتي من بينها اضطراب ثنائي القطب.
الأسباب والأعراض
تصرح ندى لحلو، دكتورة في الأمراض النفسية والعقلية، أن اضطراب ثنائي القطب هو مرض نفساني تصاب به النساء والرجال على حد سواء، أسبابه متعددة ومتداخلة فيما بينها، قد تكون وراثية أو بيئية أو نفسية، مضيفة أن أعراضه من الناحية النفسية تتجلى في مرور المصابين به من حالة السرور الى الحزن بسرعة فائقة وفي نفس اللحظة، إلى جانب الإحساس بفرحة وحساسية زائدتين وثقة كبيرة في النفس، أما من الناحية السلوكية فتختصرها ندى لحلو في التحرك الزائد والأفكار السريعة، وكثرة الكلام والنسيان وقلة التركيز والنوم، وانفتاح الشهية والتلاعب بالكلمات، إذ تجتاح المصاب رغبة جامحة في الحديث والضحك والخوض في مواضيع جريئة، كما تزداد الرغبة الجنسية لديه.
وتضيف أن نسبة الإصابة بهذا المرض تتراوح بين 1و5بالمائة
طريقة العلاج
يؤكد أسامة لحلو، أخصائي ومعالج نفساني، أن اضطراب ثنائي القطب هو اضراب نفسي مائة بالمائة، مضيفا في تصريح لـ"العلم"، أن تسميته بهذا الاسم راجعة لطبيعته المزاجية التي تتمحور حول قطبي الحزن والفرح في حديهما الأقصيين.
ويشير الى أنه يستوجب الخضوع لعلاج دوائي وسلوكي معرفي، وأحسن طريقة للعلاج هي الجمع ما بين الأدوية والجلسات، هذه الأخيرة توفر مساحة آمنة للكلام يعبر فيها المرضى عن مشاعرهم وتخوفاتهم والصعوبات التي يواجهونها أثناء فترة العلاج. فدور الطبيب النفسي حسب الدكتور أسامة لحلو هو توجيه المريض لسلوكات تعينه على فرز هرمونات السعادة في مرحلة الاكتئاب عن طريق القيام بمختلف الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تخلق نوعا من المتعة لديه.
تختلف الدورات الخاصة بالاكتئاب والفرح من شخص لآخر، ويأتي العلاج الدوائي لتوفير نوع من الاستقرار النفسي لدى المريض للتمكن من الاستمرار في الخطة العلاجية.
عندما تثبت إصابة الشخص بثنائي القطب يتم ارسال رسالة الى الطبيب المعالج ليقرر مدى حاجة المريض للدواء، وفي هذه الحالة يؤكد التشخيص باختبارات نفسية.
تستغرق الجلسات العلاجية ساعة واحدة إما مباشرة أو عن بعد، يتعرف فيها الطبيب المعالج على المريض والأحداث التي ساهمت في التأثير عليه، ليتم المرور للاختبارات التي تعطي نتائج موضوعية على حد قوله،
الغاية من هذا التشخيص هي فهم المريض وتوجيهه ومواكبته وتحديد أهداف الخطة العلاجية التي تقتضي أحيانا اللجوء إلى متدخلين آخرين من قبيل الطبيب، وأخصائيي ترويض النطق والأخصائي الحسي الحركي.
ويعرب أسامة الحلو على وجود وعي مجتمعي بهذا الاضطراب خصوصا وان الحجر الصحي جعل ثلة من الناس يواكبون وضعهم النفسي، ولكن هذا لا يمنع من استمرار التوعية من لدن الجهات المختصة بذلك.
ويشدد بضرورة وجود محيط يساهم من جهته في الخطة العلاجية لهذا الاضطراب.
اضطراب ثنائي القطب أو ما يسمى بالاضطراب الوجداني، هو مجموعة من اضطرابات الدماغ التي تتسبب في تغيرات مزاجية شديدة ومفرطة بين الفرح الشديد والاكتئاب والهوس، يعاني أصحابه من حالات صعود وهبوط هوسية من قبيل: تقدير الذات بشكل مبالغ فيه، والكلام بشكل زائد. له قطبان وهما في الحقيقة ثلاثة أقطاب، الأول نوبة من الهوس بدرجات متعددة، يشعر فيها الانسان بالعظمة، فيكثر كلامه، ويسهب في الانتقال من موضوع لآخر، ينام ساعات قليلة وتكفيه، ينشط نهارا، ثم يعود لحالته الطبيعية، تأتي النوبة الثانية وهي كآبة يضيق فيها صدره ولا ينطلق لسانه، لا يتلذذ الطعام ولا الشراب، يضطرب نومه لكنه يشعر بالإنهاك، وتعتريه أفكار انتحارية، أما النوبة الثالثة فمختلطة تجمع بين الاثنتين.
تم اكتشاف هذا المرض في القرن الأول ميلادي على يد "أريتايوس القبادوقي"، وهو أول من قام بتحليل أعراض الهلع والاكتئاب، وبعد قرون من الصمت، جاء الطبيب الفرنسي "جون بيير فالري" في منتصف القرن 19 ببحث حول "اضطراب هوس ثنائي القطب الاكتئابي"، وفي بداية القرن العشرين جاء الطبيب النفسي الألماني "إميل كريبلين" لتحليل تأثير الاضطرابات العقلية والتي من بينها اضطراب ثنائي القطب.
الأسباب والأعراض
تصرح ندى لحلو، دكتورة في الأمراض النفسية والعقلية، أن اضطراب ثنائي القطب هو مرض نفساني تصاب به النساء والرجال على حد سواء، أسبابه متعددة ومتداخلة فيما بينها، قد تكون وراثية أو بيئية أو نفسية، مضيفة أن أعراضه من الناحية النفسية تتجلى في مرور المصابين به من حالة السرور الى الحزن بسرعة فائقة وفي نفس اللحظة، إلى جانب الإحساس بفرحة وحساسية زائدتين وثقة كبيرة في النفس، أما من الناحية السلوكية فتختصرها ندى لحلو في التحرك الزائد والأفكار السريعة، وكثرة الكلام والنسيان وقلة التركيز والنوم، وانفتاح الشهية والتلاعب بالكلمات، إذ تجتاح المصاب رغبة جامحة في الحديث والضحك والخوض في مواضيع جريئة، كما تزداد الرغبة الجنسية لديه.
وتضيف أن نسبة الإصابة بهذا المرض تتراوح بين 1و5بالمائة
طريقة العلاج
يؤكد أسامة لحلو، أخصائي ومعالج نفساني، أن اضطراب ثنائي القطب هو اضراب نفسي مائة بالمائة، مضيفا في تصريح لـ"العلم"، أن تسميته بهذا الاسم راجعة لطبيعته المزاجية التي تتمحور حول قطبي الحزن والفرح في حديهما الأقصيين.
ويشير الى أنه يستوجب الخضوع لعلاج دوائي وسلوكي معرفي، وأحسن طريقة للعلاج هي الجمع ما بين الأدوية والجلسات، هذه الأخيرة توفر مساحة آمنة للكلام يعبر فيها المرضى عن مشاعرهم وتخوفاتهم والصعوبات التي يواجهونها أثناء فترة العلاج. فدور الطبيب النفسي حسب الدكتور أسامة لحلو هو توجيه المريض لسلوكات تعينه على فرز هرمونات السعادة في مرحلة الاكتئاب عن طريق القيام بمختلف الأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تخلق نوعا من المتعة لديه.
تختلف الدورات الخاصة بالاكتئاب والفرح من شخص لآخر، ويأتي العلاج الدوائي لتوفير نوع من الاستقرار النفسي لدى المريض للتمكن من الاستمرار في الخطة العلاجية.
عندما تثبت إصابة الشخص بثنائي القطب يتم ارسال رسالة الى الطبيب المعالج ليقرر مدى حاجة المريض للدواء، وفي هذه الحالة يؤكد التشخيص باختبارات نفسية.
تستغرق الجلسات العلاجية ساعة واحدة إما مباشرة أو عن بعد، يتعرف فيها الطبيب المعالج على المريض والأحداث التي ساهمت في التأثير عليه، ليتم المرور للاختبارات التي تعطي نتائج موضوعية على حد قوله،
الغاية من هذا التشخيص هي فهم المريض وتوجيهه ومواكبته وتحديد أهداف الخطة العلاجية التي تقتضي أحيانا اللجوء إلى متدخلين آخرين من قبيل الطبيب، وأخصائيي ترويض النطق والأخصائي الحسي الحركي.
ويعرب أسامة الحلو على وجود وعي مجتمعي بهذا الاضطراب خصوصا وان الحجر الصحي جعل ثلة من الناس يواكبون وضعهم النفسي، ولكن هذا لا يمنع من استمرار التوعية من لدن الجهات المختصة بذلك.
ويشدد بضرورة وجود محيط يساهم من جهته في الخطة العلاجية لهذا الاضطراب.
تجارب حية:
"أعاني من اضطراب ثنائي القطب منذ ست سنوات، تحسنت فيها حالتي إلى الأفضل، هذا لا يعني أنني شفيت تماما، بل لا زال يلزمني الكثير من الوقت والعمل، تصاحبني كل عام أحداث يدعوها الأطباء بالـموسمية تتكرر في شهر يناير وفبراير، يخرج فيها المريض عن السيطرة.
خلال السنة الأولى من مرض، كنت أشعر أنني أعاني من شيء لا أعرفه، تقلبات تجعلني أطير من الفرح أحيانا وأنغمس في الكآبة أحيانا اخرى، قررت إخبار عائلتي بذلك لكنهم اعتبروا الأمر عابرا وعاديا، لم أكن أمتلك الاسم العلمي لما يختلجني لكنني كنت أمتلك الوصف الدقيق لحالتي الشعورية.
بعد مرور عام ونصف، كشف الطبيب عن إصابتي بثنائي القطب، وهو اضطراب يحتاج فيه المريض دعما نفسيا لم أجد. لطالما سألت الأطباء عن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذا الاضطراب، كانت إجابتهم المعتادة دائما "لا أعرف"، الشيء الذي مهد الطريق أمامي للبحث. مررت بصدمة كبيرة، كنت أعاني من الوحدة، لا أخرج إلا نادرا، أما عن عائلتي فإن ثلة من أفرادها يواجهون اضطرابات نفسية، ما جعل السبب يكون وراثيا والأسباب مختلطة.
أصبحت عنيفة جدا، لا أتحمل سماع القرآن، لا أتحمل وجود والدي وأخي بقربي، أصرخ كثيرا، تتحرك قدماي ويداي بسرعتين كبيرتين، استدعت عائلتي "الفقيه" ما جعل حالتي تسوء أكثر وتتدهور.
لذلك فإنني أنصح أسر المصابين أن يتعاملوا بلطف وتفهم، وان لا يستهينوا بتبعيات هذا المرض."
"كان هناك صوت يتعالى داخل ذهني ويؤرقني، شعرت دائما أنه سيتسبب في قتلي أو سيجعلني أختفي إلى الأبد، تقبلت الكثير من الأمور بسبب عائلتي والقواعد التي يفرضها محيطي، حاولت الانتحار وعمري حوالي 9أو 10 سنوات، لا أتذكر السبب لكنه كان كبيرا دون أدنى شك، أنقد أحدهم حياتي حينها.
وفي إحدى المرات، حصل سوء تفاهم بيني وبين زميلة في الفصل، فدفعتها من مكان عال جدا، ونظرًا لأننا كنا أطفالًا فقط (أقل من 10 سنوات)، اعتبره المعلمون حادثا، وحتى ذلك اليوم لم أفهم السبب لكنهم أنقذوني مرة أخرى.
مرت السنوات تباعا وبدأت المشاكل تكبر، وآلام الجسد تزداد، ظننت أنها عادية ولم أقم بالفحص، بل تناولت الأدوية التي تم وصفها في المشفى العام فور شرحي للأعراض وتخلصت منها.
أمست صعوبات التنفس تتفاقم لدي، بدت لي طبيعيًة مجددا، ولم أدرك أبدًا أنها كانت بذلك السوء.
انتقالا إلى الكلية، ازدادت الآلام بجسدي، فأجريت بعض الفحوصات، وكانت النتائج طبيعة، ولم أتحسن على الإطلاق، بل صرت أتعب بسهولة، وأواجه صعوبة في النوم، فتراني أبكي بهستيرية طالبة النجدة،
آكل كثيرًا ولا أتعب، اقترح علي أحد الأطباء إجراء اختبار الاكتئاب، فوجدت أنني أعاني من اكتئاب حاد، وقد استغرق الأمر وقتا طويلا ليكتشف الأطباء أنني مصابة ب "اضطراب ثنائي القطب "و "اضطرابات النوم".
أعيش الآن حالة تقبل وتأقلم مع المرض."
"أعاني من اضطراب ثنائي القطب منذ ست سنوات، تحسنت فيها حالتي إلى الأفضل، هذا لا يعني أنني شفيت تماما، بل لا زال يلزمني الكثير من الوقت والعمل، تصاحبني كل عام أحداث يدعوها الأطباء بالـموسمية تتكرر في شهر يناير وفبراير، يخرج فيها المريض عن السيطرة.
خلال السنة الأولى من مرض، كنت أشعر أنني أعاني من شيء لا أعرفه، تقلبات تجعلني أطير من الفرح أحيانا وأنغمس في الكآبة أحيانا اخرى، قررت إخبار عائلتي بذلك لكنهم اعتبروا الأمر عابرا وعاديا، لم أكن أمتلك الاسم العلمي لما يختلجني لكنني كنت أمتلك الوصف الدقيق لحالتي الشعورية.
بعد مرور عام ونصف، كشف الطبيب عن إصابتي بثنائي القطب، وهو اضطراب يحتاج فيه المريض دعما نفسيا لم أجد. لطالما سألت الأطباء عن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذا الاضطراب، كانت إجابتهم المعتادة دائما "لا أعرف"، الشيء الذي مهد الطريق أمامي للبحث. مررت بصدمة كبيرة، كنت أعاني من الوحدة، لا أخرج إلا نادرا، أما عن عائلتي فإن ثلة من أفرادها يواجهون اضطرابات نفسية، ما جعل السبب يكون وراثيا والأسباب مختلطة.
أصبحت عنيفة جدا، لا أتحمل سماع القرآن، لا أتحمل وجود والدي وأخي بقربي، أصرخ كثيرا، تتحرك قدماي ويداي بسرعتين كبيرتين، استدعت عائلتي "الفقيه" ما جعل حالتي تسوء أكثر وتتدهور.
لذلك فإنني أنصح أسر المصابين أن يتعاملوا بلطف وتفهم، وان لا يستهينوا بتبعيات هذا المرض."
"كان هناك صوت يتعالى داخل ذهني ويؤرقني، شعرت دائما أنه سيتسبب في قتلي أو سيجعلني أختفي إلى الأبد، تقبلت الكثير من الأمور بسبب عائلتي والقواعد التي يفرضها محيطي، حاولت الانتحار وعمري حوالي 9أو 10 سنوات، لا أتذكر السبب لكنه كان كبيرا دون أدنى شك، أنقد أحدهم حياتي حينها.
وفي إحدى المرات، حصل سوء تفاهم بيني وبين زميلة في الفصل، فدفعتها من مكان عال جدا، ونظرًا لأننا كنا أطفالًا فقط (أقل من 10 سنوات)، اعتبره المعلمون حادثا، وحتى ذلك اليوم لم أفهم السبب لكنهم أنقذوني مرة أخرى.
مرت السنوات تباعا وبدأت المشاكل تكبر، وآلام الجسد تزداد، ظننت أنها عادية ولم أقم بالفحص، بل تناولت الأدوية التي تم وصفها في المشفى العام فور شرحي للأعراض وتخلصت منها.
أمست صعوبات التنفس تتفاقم لدي، بدت لي طبيعيًة مجددا، ولم أدرك أبدًا أنها كانت بذلك السوء.
انتقالا إلى الكلية، ازدادت الآلام بجسدي، فأجريت بعض الفحوصات، وكانت النتائج طبيعة، ولم أتحسن على الإطلاق، بل صرت أتعب بسهولة، وأواجه صعوبة في النوم، فتراني أبكي بهستيرية طالبة النجدة،
آكل كثيرًا ولا أتعب، اقترح علي أحد الأطباء إجراء اختبار الاكتئاب، فوجدت أنني أعاني من اكتئاب حاد، وقد استغرق الأمر وقتا طويلا ليكتشف الأطباء أنني مصابة ب "اضطراب ثنائي القطب "و "اضطرابات النوم".
أعيش الآن حالة تقبل وتأقلم مع المرض."