العلم الالكترونية - الحسيمة
أكدت مصادر مطلعة لجريدة العلم أن الغطاء الغابوي المتشكل أساسا من أشجار الأرز، يعرف ضغطا كبيرا واستغلالا عشوائيا مكثفا من طرف ” البزنازة ” وتجار المصالح الآنية، وأضاف المصدر أن أشجار الأرز ومنذ سنين خلت تعرف استنزافا وقطعا مكثفا دون حسيب ولا رقيب، حيث لم تفلح كل الخرجات الإعلامية واحتجاجات الغيورين في ثني ” مافيا الغابة ” على التوقف عن جرائمها في حق هذه الثروة الغابوية المحمية، والبيئة ومستقبل الأجيال المقبلة.
مصدرنا أكد أن ” بزنازة ” معروفين بنفوذهم وعلى قدر كبير من العلاقة ببعض برلمانيي المنطقة عمدوا بلا هوادة إلى تخريب غابة الأرز بالمكان المسمى ” سطح تدوين ” المحاذي لجماعتي كتامة ومولاي أحمد الشريف، مضيفا أن التخريب قد طال ثلثي الأشجار، التي تحمل نهارا جهارا للبيع في الشاحنات مخترقة كل الحواجز الأمنية والسدود، ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل تجاوزته لاستغلال المساحات المتحصلة من التخريب الغابوي في زراعة المخدرات، والبناء العشوائي بالإسمنت المسلح، بدون أن تستطيع أي جهة وضع حد لهذه الجرائم التي يختبئ بعض أبطالها في احتجاجات ساكنة تلا رواق
قطع أشجار الأرز لم يتوقف بالمكان المذكور، بل تعداه لمناطق أخرى بجبل كريحة التابع لجماعة كتامة، والعجيب أن قطع الأشجار طال محمية ” ايميسك ” المسيجة بجماعة اساكن، التي تم اختراقها من طرف المخربين وحرثها بشكل شبه كامل تقريبا، نفس الأوضاع البيئية المزرية يعرفها جبل ” دهدوه ” بالجماعة نفسها حيث وصل التخريب حد جبل تدغين المعروف في المغرب كوجهة سياحية يؤمه الزوار من كل حدب وصوب.
وعلى طول الغابات المؤدية لجبل تدغين عبر ازيلا، يتم مشاهدة أشجار الأرز الباسقة وهي موضوعة على الأرض بعد أن يتم قطعها باستعمال مناشير تقليدية وكهربائية، حيث وفي لحظة البرق يتم شحنها لإبعادها عن العيون، وهو ما يتكرر كل يوم لدرجة أن السكان المحليين باتوا يشككون في دور الدولة وعناصرها، في حماية الموارد الطبيعية وعلى رأسها الغطاء الغابوي الذي يتعرض لضغط كبير من طرف تجار الخشب والمزارعين الكبار، الذين يسعون لزيادة منتوجهم من القنب ” الهندي “.
ويطالب السكان بضرورة تدخل السلطات المركزية، لوقف هذا العبث الذي يطال الموارد الغابوية بمناطق الكيف، بعد أن أدارت السلطات الإقليمية ظهرها، مكتفية فقط بالمراقبة، ولجوء عناصر المياه والغابات لتحرير المخالفات في حق من تورط في تخريب الغابات وقطع الأشجار، وهي وسائل الزجر التي لم تعمل على الحفاظ على ما تبقى من الغطاء الغابوي السائر نحو الزوال بالريف.