العلم الإلكترونية – عبد الناصر الكواي
تكشف المعطياتُ الوبائية الدولية المحيّنة، ولا سيما بالجوار الأوروبي، عن وجودِ تباين في تعاطي الدولي مع تلقيح مواطنيها بين مجموعتين أساسيتين؛ الأولى تمثلها البلدان الإسكندنافية التي حققت نسبا متقدمة من تلقيح مواطنيها دون الحاجة إلى فرضه، في مقابل مجموعة ثانية بغرب القارة العجوز لجأت إلى إلزامية التلقيح أمامَ ضعف إقبال مواطنيها عليه. وهنا يبرز السؤال: أي المنهجين سيتبع المغرب علما أن وضعه مشابه للمجموعة الثانية؟
تكشف المعطياتُ الوبائية الدولية المحيّنة، ولا سيما بالجوار الأوروبي، عن وجودِ تباين في تعاطي الدولي مع تلقيح مواطنيها بين مجموعتين أساسيتين؛ الأولى تمثلها البلدان الإسكندنافية التي حققت نسبا متقدمة من تلقيح مواطنيها دون الحاجة إلى فرضه، في مقابل مجموعة ثانية بغرب القارة العجوز لجأت إلى إلزامية التلقيح أمامَ ضعف إقبال مواطنيها عليه. وهنا يبرز السؤال: أي المنهجين سيتبع المغرب علما أن وضعه مشابه للمجموعة الثانية؟
وبالأرقام، فإن دولاً إسكندنافية مثل السويد التي تقوم استراتيجيتها في التلقيح على الاختيار، استطاعت تحقيق نسبة تلقيح للفئة المستهدفة من المواطنين والمقيمين تتجاوز 97 في المائة. والأمر نفسه في الدانمارك، التي حققت نسبة تلقيح تصل إلى 76,1 في المائة مع استبعاد فكرة الإلزامية رغم مخاوف سلطاتها من انتشار الفيروس المتحور مجددا.
بينما يطرح ملف إلزامية التلقيح ضد كورونا على طاولة كل من هولندا وبلجيكا، مع تردد لدى حكومتيهما.
وعلى عكس إسبانيا والبرتغال اللتين حققتا على التوالي نسبتي تلقيح لمواطنيهما هي 80 في المائة و88 في المائة، ولا تفكران في موضوع الإلزامية، فإن ألمانيا والنمسا اللتين لا تتخطى نسبة التلقيح بهما 69 و67 في المائة، تتجهان إلى جعل التلقيح ضد الفيروس التاجي إجباريا انطلاقا من فبراير المقبل.
وتتشابه وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا في المغرب مع نظيرتيها في البلدين المذكورين، حيث لا تتجاوز نسبة الملقحين 65 في المائة.
في هذا السياق، يرى مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، أن قرار إلزامية التلقيح يتطلب الجرأة، ودراسته بكيفية وافية، وإيصال المعلومات والمعطيات التي تبرز الخطر الذي يسببه رفضه إلى الرأي العام. وأضاف في تصريح لـ"العلم"، أن من المهم جدا معرفة انعكاسات أي قرار يتخذه المغرب في هذا الصدد على صورته الديمقراطية.
واعتبر عضو اللجنة العلمية والتقنية لتتبع كوفيد-19، أن نجاح حملات التلقيح ضد سارس كوف-2 في البلدان الإسكندنافية، راجع إلى عقلية التطوع السائدة هناك، وأن العكس لدينا حيث إن البعض يعاكس فكرة التلقيح فقط من أجل المعاكسة، نافيا أن يكون اللقاح غير نافع ومشددا على أن الحالات التي يشتبه في أنها تضررت بأخذ حقناتها كانت تعاني من مشاكل صحية غير ظاهرة كشفها اللقاح.
ودعا خبير الفيروسات ذاته، إلى ضرورة الحفاظ على مكاسب المغرب في التصدي للجائحة، والتي تشكل محط تنويه على الصعيد الدولي، منبها على الخسائر التي يتكبدها المغرب جراء امتناع البعض على التلقيح ومثالها إتلاف كمية كبيرة من اللقاحات.
وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت طالب، أرجع ضعف إقبال المغاربة على الحقنة الثالثة ضد كورونا إلى الإشاعات والأخبار الزائفة المروجة على وسائل التواصل الاجتماعي. وكشف خلال اجتماع له مع أعضاء لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب يوم الثلاثاء الأخير، أن "المعطيات المتوفرة حاليا تفيد بأن اللقاح الصيني سينوفارم هو الأفضل في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون".