العلم - عبد الإلاه شهبون
رغم البرامج والموارد البشرية والمالية التي عبأتها الوزارة لتقليص مؤشرات الهدر المدرسي التي ما تزال تستنزف المنظومة التربوية، فإن إحصائيات رسمية كشفت أن مجموعة التلاميذ الذين غادروا فصول الدراسة في سنة 2023 يصل إلى 334 ألفا و664، منهم 183 ألفا و893 بالثانوي الإعدادي، و76 ألفا و233 بالابتدائي، و74 ألفا و538 بالثانوي التأهيلي، مما سيؤدي إلى إغلاق 557 مؤسسة تعليمية.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ فوزي بوخريص، خبير تربوي، أن هذا الرقم ومنذ عدة سنوات لم يعد يشكل مفاجأة، لأن كل سنة نواجه بأرقام من هذا القبيل أي مئات الآلاف من التلاميذ الذين يغادرون المدرسة، مشيرا في تصريح لـ"العلم"، إلى أنه حسب بيانات المجلس الأعلى للتعليم أعطت سنة 2018 حوالي 432 ألف تلميذ، أي كل سنة هناك أكثر من 300 ألف يغادرون منظومة التربية والتكوين ببلادنا دون الحصول على أية شهادة.
وتابع المتحدث، أن هذا الرقم هو فقط مؤشر لتداعيات وتمظهرات أزمة عميقة تعاني منها منظومتنا التعليمية، وإذا حصرنا هذه الأزمة في هذا الرقم يمكن اعتبارها "الشجرة التي تخفي الغابة"، لأن هذه المنظومة تعاني من ضعف مردودية عميق، موضحا أن هذه المردودية تنقسم إلى مستويين، مردودية داخلية تتجلى في ضعف التمكن من اللغات، المعارف، الكفايات والقيم، والنتيجة الأخيرة لمؤشر "إيزا" تسجل احتلال المغرب للرتبة الأخيرة حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
ونبه الخبير التربوي، إلى أن الضعف في اللغات والمعارف والكفايات والقيم يؤدي إلى الهدر المدرسي، وبالتالي مغادرة مئات الآلاف من التلاميذ للمدرسة دون شهادات، مضيفا أن هذا الضعف لا يمكن قراءته بمعزل عن ضعف نجاعة أداء الفاعلين التربويين وأزمة تكوين الأساس المستمر للمدرسين والولوج المحدود للتعلمات عبر التكنولوجيا والمستجدات والحوامل البيداغوجية الجديدة والتمكن منها.
أم المردودية الخارجية، فأشار المتحدث إلى أنها تكمن في صعوبة الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للخريجين، ومحدودية انفتاح وتفاعل المدرسة مع محيطها، وهذا الرقم من نسبة الهدر المدرسي هو جزء أزمة عميقة هي أكثر من ذلك.
وقال الأستاذ بوخريص، إن الأزمة الخطيرة التي تهدد مستقبل المجتمع المغربي إذا أضفنا ضعف المردودية الداخلية والخارجية، هي أن المدرسة لم تعد تنهض بأدوارها الأساسية المتمثلة في تكوين المواطنين والمواطنات وتمكين المجتمع من الانخراط في عالم المعرفة والابتكار والتكنولوجية وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة.
وبخصوص الحلول الكفيلة للخروج من الأزمة، أكد الخبير التربوي، أن تقارير المجلس الأعلى للحسابات حذرت من خطورة هذه النسبة الكبيرة من الأطفال والشباب التي تغادر المدرسة وتدخل في وضعية هشاشة، مقترحا لتجاوز هذه الأزمة، أنه لا بد من مداخل أبرزها إعادة النظر في الفصل الدراسي، وإعطاء الأولوية للمتعلم والاهتمام بالمدرس والفاعل التربوي وتحسين ظروف التمدرس، ومراجعة البرامج والنهوض بها، وإعادة العلاقة بين المتمدرس والمدرسة ومحيطها، وتحسين كذلك جودة التعلمات وإرجاع الثقة للمغاربة في المدرسة، علما أن تقرير النموذج التنموي الجديد راهن على جعل التعليم رافعة للتنمية ونهضة تعليمية.
رغم البرامج والموارد البشرية والمالية التي عبأتها الوزارة لتقليص مؤشرات الهدر المدرسي التي ما تزال تستنزف المنظومة التربوية، فإن إحصائيات رسمية كشفت أن مجموعة التلاميذ الذين غادروا فصول الدراسة في سنة 2023 يصل إلى 334 ألفا و664، منهم 183 ألفا و893 بالثانوي الإعدادي، و76 ألفا و233 بالابتدائي، و74 ألفا و538 بالثانوي التأهيلي، مما سيؤدي إلى إغلاق 557 مؤسسة تعليمية.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ فوزي بوخريص، خبير تربوي، أن هذا الرقم ومنذ عدة سنوات لم يعد يشكل مفاجأة، لأن كل سنة نواجه بأرقام من هذا القبيل أي مئات الآلاف من التلاميذ الذين يغادرون المدرسة، مشيرا في تصريح لـ"العلم"، إلى أنه حسب بيانات المجلس الأعلى للتعليم أعطت سنة 2018 حوالي 432 ألف تلميذ، أي كل سنة هناك أكثر من 300 ألف يغادرون منظومة التربية والتكوين ببلادنا دون الحصول على أية شهادة.
وتابع المتحدث، أن هذا الرقم هو فقط مؤشر لتداعيات وتمظهرات أزمة عميقة تعاني منها منظومتنا التعليمية، وإذا حصرنا هذه الأزمة في هذا الرقم يمكن اعتبارها "الشجرة التي تخفي الغابة"، لأن هذه المنظومة تعاني من ضعف مردودية عميق، موضحا أن هذه المردودية تنقسم إلى مستويين، مردودية داخلية تتجلى في ضعف التمكن من اللغات، المعارف، الكفايات والقيم، والنتيجة الأخيرة لمؤشر "إيزا" تسجل احتلال المغرب للرتبة الأخيرة حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
ونبه الخبير التربوي، إلى أن الضعف في اللغات والمعارف والكفايات والقيم يؤدي إلى الهدر المدرسي، وبالتالي مغادرة مئات الآلاف من التلاميذ للمدرسة دون شهادات، مضيفا أن هذا الضعف لا يمكن قراءته بمعزل عن ضعف نجاعة أداء الفاعلين التربويين وأزمة تكوين الأساس المستمر للمدرسين والولوج المحدود للتعلمات عبر التكنولوجيا والمستجدات والحوامل البيداغوجية الجديدة والتمكن منها.
أم المردودية الخارجية، فأشار المتحدث إلى أنها تكمن في صعوبة الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للخريجين، ومحدودية انفتاح وتفاعل المدرسة مع محيطها، وهذا الرقم من نسبة الهدر المدرسي هو جزء أزمة عميقة هي أكثر من ذلك.
وقال الأستاذ بوخريص، إن الأزمة الخطيرة التي تهدد مستقبل المجتمع المغربي إذا أضفنا ضعف المردودية الداخلية والخارجية، هي أن المدرسة لم تعد تنهض بأدوارها الأساسية المتمثلة في تكوين المواطنين والمواطنات وتمكين المجتمع من الانخراط في عالم المعرفة والابتكار والتكنولوجية وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة.
وبخصوص الحلول الكفيلة للخروج من الأزمة، أكد الخبير التربوي، أن تقارير المجلس الأعلى للحسابات حذرت من خطورة هذه النسبة الكبيرة من الأطفال والشباب التي تغادر المدرسة وتدخل في وضعية هشاشة، مقترحا لتجاوز هذه الأزمة، أنه لا بد من مداخل أبرزها إعادة النظر في الفصل الدراسي، وإعطاء الأولوية للمتعلم والاهتمام بالمدرس والفاعل التربوي وتحسين ظروف التمدرس، ومراجعة البرامج والنهوض بها، وإعادة العلاقة بين المتمدرس والمدرسة ومحيطها، وتحسين كذلك جودة التعلمات وإرجاع الثقة للمغاربة في المدرسة، علما أن تقرير النموذج التنموي الجديد راهن على جعل التعليم رافعة للتنمية ونهضة تعليمية.