العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
انفض نهاية الأسبوع الماضي , المؤتمر العام 16 لجبهة الانفصاليين بضواحي تندوف مخلفا وراءه سيلا من التساؤلات و علامات الاستفهام العريضة حول من يقف وراء استمرار مسيرة الوهم الانفصالي المصطنع بصحراء لحمادة ....
انفض نهاية الأسبوع الماضي , المؤتمر العام 16 لجبهة الانفصاليين بضواحي تندوف مخلفا وراءه سيلا من التساؤلات و علامات الاستفهام العريضة حول من يقف وراء استمرار مسيرة الوهم الانفصالي المصطنع بصحراء لحمادة ....
تجاوز, زعيم الجبهة الخالد إبراهيم غالي الصحراوي الجنسية في مخيمات لحمادة أو غالي سيدي محمد بن عبد الجليل الاسباني الجنسية بموجب بطاقة تعريف اسبانية سلمت له نهاية يونيو 2016 , و هو أيضا محمد بن بطوش الجزائري الجنسية بموجب جواز السفر الجزائري المسلم له من سلطات وهران منتصف ابريل 2021 , تجاوز منافسيه و معارضيه بالمؤتمر المسرحية الذي تكلفت المخابرات الجزائرية بمختلف تفاصيله اليومية بدءا من نقل المدعوين و المؤتمرين جوا و انتهاء بالكومبارسات و الممثلين الذين نفدوا بتفان سيناريو ديمقراطية خادعة , تؤكد شهادات من داخل كواليس المؤتمر أنه كلف خزينة الدولة الجزائرية 700 ألف دولار امريكي تنضاف الى شيك جزائري ب2,6 مليون أورو صرفته سفارة الجزائر ببروكسيل لتمويل أنشطة دبلوماسية و لقاءات ترويجية بدول شمال أوروبا أسابيع قبل انعقاد مؤتمر لحمادة .
المتأملون في التقرير المالي للجبهة الانفصالية المسرب من داخل المؤتمر ,الذي يغطي ثلاث سنوات من العهدة الثانية لبن بطوش , سيندهشون للأرقام الفلكية لنفقات و مداخيل حركة انفصالية يفترض أن عناصرها لاجئون و أنها تعيش فقط على الإعانات الدولية و ما تجود به خزينة الدولة المحتضنة للمخيمات .
من الطبيعي أن تثير هذه المبالغ الخيالية غضب و استياء و انتفاضة مؤتمري الجبهة و تسيل لعاب القيادة المتمسكة بالمناصب التي تبيض ذهبا ...
تصوروا حركة انفصالية لا يتعدى تعداد عناصرها ال 100 في أقصى التقديرات , تصرف خلال ثلاث سنوات 1059 مليار بالعملة الجزائرية , و تحقق خلال نفس المدة مداخيل ب1006 مليار .
حركة مسلحة تقتات على مساعدات الإنسانية للصليب الأحمر الاسباني ، تصرف 600 مليار على التسليح و الانتدابات الدبلوماسية الخارجية و هي مصاريف إذا تم تحويلها للدولار ستتجاوز قطعا ميزانية حزب الله الممول من طرف ايران ...
من الواضح أن قيادة انفصالية يتم صرف رواتبها من الخارج و لا تتوفر على مصادر عائدات ذاتية يمكن أن تجنيها من لاجئين محاصرين وسط الخيام، لا يمكن أن تتصرف في هذه المبالغ الخيالية العصية على الهضم الا إذا كانت مرتبطة جنينيا بأب روحي و محتضن صارخ الثراء يمكنه توفير ميزانية بهاذه الضخامة التي يمكن أن تنافس مالية دويلات صغيرة ذات سيادة ترابية و مالية .
في هذه الحالة يتضح أن الخزينة الجزائرية تظل الراعي الرسمي و الوحيد لقيادة الرابوني و لمخيماتها و مؤتمراتها و رواتب عناصرها وحتى نفقات اسكانهم و تغذيتهم و مصاريف تجوالهم بين القارات و اقامتهم بأفخم الفنادق و المنتجعات.
فترة علاج و نقاهة زعيم الانفصاليين بإسبانيا قبل زهاء سنتين تجاوزت 100 ألف أورو تنضاف الى نفقات تجهيز و تسخير الطائرة الخاصة المكتراة من الرئاسة الجزائرية لنقل و إعادة بن بطوش .
منذ سنة 1974 , صرفت الخزينة الجزائرية حسب تقديرات هيئات مستقلة ما يناهز 450 مليار دولار لتمويل الكيان الانفصالي الذي أسكنته صحراء لحمادة ضواحي تندوف.
مصادر جزائرية أكدت أن الخوض في العلاقات المالية بين الجزائر و قيادة البوليساريو فعل محظور على الصحافة الجزائرية و الأحزاب السياسية المحلية و أن النظام الجزائري أحدث منذ منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي صناديق سوداء لا تخضع لرقابة الدولة أو البرلمان يتم ضخ نسبة من ميزانيات تسيير جميع الوزارات و مؤسسات الدولة و شركاتها فيها مباشرة لتغطية كلفة المشروع الانفصالي .
ذات المصادر كشفت أن النظام العسكري الجزائري يرصد أيضا سنويا ما يناهز 300 مليون دولار لتغطية تنقلات عناصر قيادة البوليساريو و تسديد فاتورات خدمات لوبيات الضغط التي شكلتها المخابرات الجزائرية بأهم العواصم العالمية.
الوضع الحقيقي لخصه المعارض الجزائري أنور مالك في تصريح سابق لموقع CNN الأمريكي معتبرا أن الجزائر تخسر الكثير من الثروات الطائلة لأجل جبهة البوليساريو على حساب الجزائريين، لأنها تعتبر هذه التضحيات المالية ضرورية لشغل المغرب عن المطالبة بثغوره الشرقية المغتصبة . قيادة البوليساريو الجاثمة منذ نصف قرن على أنفاس مخيمات تندوف , بدورها تستفيد من الخطة الجزائرية يضيف الدبلوماسي الجزائري السابق الذي اختار المنفى القسري , لأنها مع استطالة أمد النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء , معتادة على تحصيل رواتب وامتيازات مالية و عينية , ستنقطع إذا وجد الخلاف المصطنع حله النهائي .