Quantcast
2023 ديسمبر 17 - تم تعديله في [التاريخ]

أبريغاش لـ"العلم": على المغرب أن يتحول إلى جسر حقيقي بين الثقافتين العربية الإفريقية والإسبانية

بالنظر إلى الماضي الإسباني في المغرب يجب أن تكون لنا إذاعة وتلفزيون خاصان باللغة الإسبانية


أبريغاش لـ"العلم": على المغرب أن  يتحول إلى جسر حقيقي بين الثقافتين العربية الإفريقية والإسبانية
العلم - حاوره أنس الشعرة

محمد أبريغاش، هو واحد منَ المغاربة القلائل المختصين في حقل الدراسات الإسبانية، مسارهُ الطويل في هذا المجال، يكشف عن حضوره المتميز  ومساهماته في تطوير  وتطويعِ اللسان الإسباني في المغرب. نستضيفه في هذه النافذة، لكي يطل علينا من شرفته بحديث أنيق عن وضعية الإسبانية في المغرب وسبل تطويرها، في سياق العلاقات المغربية الإسبانية المتينة.

مرحبا بكم في "العلم" أستاذ محمد أبريغش، هلاّ قدمتم للقارئ الكريم، نبذة عن مساركم الأكاديمي والمهني؟

أهلا وسهلا؛ شكرًا على هذه الاستضافة، في الحقيقة أنا متخصص في الدراسات الإسبانية وكاتب ومؤلف باللغة ذاتها. على المستوى المهني شغلت منصب مديرا لقسم اللغة الإسبانية في كلية الآداب بأكادير، ومديرا لمختبر البحث حول المغرب والعالم الإسباني، كما شغلت أيضًا منصب مسؤول تنسيقي في المجلة السنوية الشهيرة   Anales. Revista de Estudios Ibéricos" e Iberoamericanos". وحاليًا، رئيسا لجمعية الدراسات الإيبيرية والإيبيروأمريكية المغربية، ومسؤول عن برنامج ماستر بكلية الآداب أكادير، تحت عنوان:  التعدد الثقافي، بين المغرب والعالم الإسباني.

استقبال ملك إسبانيا لكم ولمجموعة من الكتاب الناطقين باللغة الإسبانية في 2019، يترجم رغبة مدريد في دعم اللغة والثقافة الإسبانيتين في المغرب، ما هي مؤشرات ذلك؟  

الاستقبال كان حدثا تاريخيا، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها ذلك،  وقد كانت التفاتة رمزية، في سبيل دعم اللغة والثقافة الإسبانيتين في بلدنا، ودعني أقول لك، أن الاستقبال في حد ذاته هو إرادة صريحة من جانب الملك والحكومة الإسبانيتين، للاعتراف بالجهد الذي نقوم به نحن (الناطقين بالإسبانية)، في الترويج للغة والثقافة الإسبانيتين، من خلال التدريس والبحث والإبداع.

ومنذ  إعلان فيليبي السادس ملكًا لإسبانيا في عام 2014، لم يتوقف عن إبداء دعمه واعترافه،  ففي عام 2015، احتفى بالفرنسيين المتخصصين في حقل الدراسات الإسبانية، ثم عام 2018 احتفى بالدارسين والناطقين باللغة الإسبانية عبرَ العالم بمناسبة احتفال مؤسسة "Duques de Soria " بتكريم اللغة الإسبانية على المستوى الدولي. 

أما في عام 2022، فقد استضاف فيليبي السادس في قصر "إل باردو"، اللجنة العلمية للمرصد الدائم للإسبانية، وبالتالي؛ يأتي استقبال المغاربة المشتغلين بحقل الدراسات الإسبانية في عام 2019، في سياق هذه الدينامية.

في دورة 2019 من المعرض الدولي للكتاب بالمغرب، كانت إسبانيا هي ضيفة الشرف، وفي تصريح لكم قلت إن ذلك يدعم العلاقات الثقافية بينَ المغرب وإسبانيا، هل هناك ما يدعم ذلك اليوم؟

تمت دعوة إسبانيا بوصفها ضيفة شرف لمرتين، في عامي 2012 و2019، كما تم دعوة تشيلي والمكسيك معًا في عام 2005. هذا الحضور كان استثنائيا وساهم في جعل المكون الثقافي الإسباني حاضرًا بشكل كبير في المعرض الدولي بالمغرب، حيث تعرف المجتمع المغربي بشكل أكبر على اللغة والثقافة الإيبيرية والإيبيرو-أمريكية، وفي الدورة السابقة قُدمت لخوان غويتيصولو شهادات تكريمية، حيث شارك في ذلك كتّاب كبار مثل: لويس غارثيا مونطيرو، ولورنزو سيلفا، وإغناثيو رامونيدا، وسيرخيو دِل مولينو، وماريو أنطونيو كامبوس، وشاركَ أيضا كتّاب المهجر من أصل مغربي مثل: نجاة الهشمي، وسعيد القضاوي، وليلى كاروش، وكريمة زيالي، وكتاب مغاربة يكتبون بالإسبانية، حيث شاركتُ إلى جانب محمد المرابط، وعزيز أمحجور، وعزيز تازي، وغيرهم،  وأتمنى أن تستمر هذه الدينامية ويزداد تعزيزها.

أبريغاش لـ"العلم": على المغرب أن  يتحول إلى جسر حقيقي بين الثقافتين العربية الإفريقية والإسبانية
في سياق تعميق كل ما له علاقة بالمجال الثقافي؛ كيفَ تفسرون الغياب المتكرر لدور النشر الإسبانية عن معرض الكتاب الدولي سواء بالرباط أو الدار البيضاء سابقا؟

عادةً ما تكون دور النشر الإسبانية حاضرة بشكل دائم في أسواق جنوب أمريكا اللاتينية، حيث لديها جمهور كبير ومضمون أيضا، وفي الحقيقية هي ليست معتادة على المشاركة في المعارض الإفريقية الكبرى أو في العالم العربي مثل : مصر، والإمارات العربية المتحدة، والدار البيضاء سابقا، والرباط حاليا، لأنها تعتبرها غير مجدية بسبب وفرة الكتاب العربي، والفرنسي المهيمن في إفريقيا عموما،  وهي لا تهتم حتى بغينيا الاستوائية، البلد الذي يتحدث الإسبانية كلغة رسمية. ومع ذلك، ففي دورة "المعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء  "، لعام 2019  كانت إسبانيا ضيفة الشرف، وكان هناك حضور لعدة ممثلين لدور النشر الإسبانية مثل:  Verbum وCátedra وأخرون.

ولكي أكونَ موضوعيًا معك، يجب عليّ أن أشير إلى أن دور النشر المغربية أيضا، لم تحضر أبدًا في أي معرض سنوي للكتاب بمدريد، ولا في المعارض الكبرى بمدن إسبانية أخرى. ولم تحضر أيضا ، خلال المعرض المهني الدولي الشهير لعالم النشر بمدريد. وفي تقديري؛ ينبغي بذل الكثير من الجهود الثنائية، لتعزيز التعاون المغربي الإسباني في هذا المجال.

ما هو تعليقكم، على من يرى أن الدينامية الثقافية والأكاديمية ضعيفة بين البلدين مقابل الجانب الديبلوماسي والتجاري؟

العلاقات الإسبانية المغربية معقدة بل متناقضة للغاية، والنظرية التي اتجهت نحو خلق ما يسمى بـ "بيت المصالح"، (colchón de intereses) تراهن على تعزيز النشاط الاقتصادي بشكل أكبر. لكن الثقافة والمعرفة هما أفضل العوامل التي تخلق التآلف والتعاطف، خاصةً مع وجود ترسبات متجذرة بين الجانبين، ويظل أمر تعزيز ثقافاتنا، وأدبنا، وفنوننا، ولغاتنا، هو أمر ضروري لتعزيز الجهد الاقتصادي والسياسي على حد سواء.

بخصوص سياسة ثقافية للمغرب في إسبانيا،  للأسف ليس للمغرب سياسة ثقافية في إسبانيا، على الرغم من وجود ما يقرب من مليوني مواطن مغربي هناك، وليس لديه أي مركز ثقافي لتعزيز ثقافته والدفاع عن قضاياه الوطنية.  بالمقابل تحظى إسبانيا بوجود ثقافي هام في بلدنا، بفضل اثني عشر مدرسة وسبعة معاهد ثقافية إسبانية، وأدعو إلى أن يلتزم البلدين بتعزيز هذا الجانب، وأتمنى أن يتم تفعيل المذكرات التي تم توقيعها في مجال الثقافة بالرباط، وأن يُعاد النظر في المشروع المحفز للأمل، في إنشاء جامعة إسبانية مغربية بمدينة تطوان.

كيفَ تجدون حضور الصحافة الناطقة بالإسبانية في المغرب؟ وكيف يمكن تعزيز دورها في ضوء الاستحقاق المونديالي القادم؟

وجود الصحافة باللغة الإسبانية  بالمغرب هامشي جدا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد اختفت أسبوعية " La Mañana" في عام 2001، ولا يوجد اليوم، أي هيكل للصحافة المطبوعة، باستثناء بعض الإضافات التي نجدها في بعض صحف شمال المملكة. أما على صعيد السمعي البصري، يستحق عمل الصحفيين في الإذاعة والتلفزة المغربية، إشادة كبيرة، سواء في نشرات الأخبار باللغة الإسبانية على التلفزيون أو في القسم الإذاعي الإسباني.

ولكي نكون أكثر دقة، فإن المستقبل ينتمي للصحافة الرقمية بجميع أجناسها. وتبقى مسألة إنشاء اتحاد وطني للصحفيين المغاربة الناطقين بالإسبانية مبادرة جيدة وستفتح آفاقًا جديدة للتعاون الضروري مع نظرائهم في إسبانيا وأمريكا اللاتينية، خصوصا في سياق  تنظيم كأس العالم 2030 المشتركة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، حيث ستكون فرصة كبيرة، يجب على وسائل الإعلام الاستفادة منها إلى أقصى حد؛ أولاً بتحسين المهنية واكتساب المزيد من الخبرة، وثانياً للتنافس مع وسائل الإعلام الناطقة بالإسبانية ونقل صورة إيجابية عن المغرب.

وبكل صدق، بالنظر إلى الماضي الإسباني في المغرب ووضعه الجغرافي، يجب أن تكون لنا  إذاعة وتلفزيون خاصة باللغة الإسبانية، ولاسيما إذا كان هذا الأمر  يلعب دورًا في التأثير على الساحة الإقليمية، والعمل كجسر بين العالمين العربي الإسباني.

على هامش زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى المغربي ما هو الهدف من لقائكم في عشاء خاص الأربعاء الماضي؟

كما أشرتَ اللقاء يأتي في سياق، زيارة مانويل ألباريث، للقاء نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وقد جمعنا وإياه لقاء عشاء رسمي، حيث حضر فيه مجموعة منَ  المهتمين باللغة والثقافة الإسبانيتين، تماشيًا مع الأهداف المعلنة في خارطة طريق المملكتين، وهو في الحقيقة تعبير من إسبانيا عن الاعتراف الرمزي بالعمل الذي نقوم به كما أسلفت ، وعن إرادتها في دعم وتعزيز اللغة والثقافة الإسبانية في بلدنا.
كلمة أخيرة.

العنصر الإسباني والأندلسي يشكل جزءًا كبيرًا من هويتنا الجمعية، واللغة الإسبانية متأصلة بشكل كبير في المغرب. إنها ضرورية، من جهة لمعرفة تاريخنا ولغاتنا، ومن جهة أخرى، للتواصل مع مجتمع واسع جدًا مثل المجتمع الإسباني الذي يضم أكثر من 500 مليون ناطق بالإسبانية. والأهم من هذا كله، هو أن يتحول المغرب إلى جسر حقيقي بين العالمين الثقافيين: العالم العربي/الإفريقي، والعالم الإسباني.

أبريغاش لـ"العلم": على المغرب أن  يتحول إلى جسر حقيقي بين الثقافتين العربية الإفريقية والإسبانية

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار