*العلم: شيماء اغنيوة*
كشفت شركة "شاريوت" البريطانية، عن انطلاق عمليات الحفر والتنقيب في بئر الغاز "أنشوا 3" بسواحل مدينة العرائش، وذلك بعد استقبالها سفينة الحفر.
وحسب بلاغ صادر عن ذات الشركة، فإن السفينة وصلت إلى موقع البئر، اذ شرعت في تنفيذ ثلاث مراحل رئيسية من عملية الحفر.
وتشمل المرحلة الأولى من الاستكشاف، تحليل التكوينات الجيولوجية في الموقع لتحديد وجود الغاز الطبيعي، فيما سيتم في المرحلة الثانية، تقييم حجم الموارد المكتشفة وتحديد إمكانيات الإنتاج التجاري، أما المرحلة الثالثة فستركز على تقييم المخاطر المرتبطة بالعمليات وتحديد التحديات المحتملة.
وأكد في هذا السياق خالد الشيبان، خبير في الشأن الاقتصادي، أن عملية التنقيب كانت مستمرة خلال السنوات الماضية، وتدخل هذه العملية في إطار الاستمرارية التي تنهجها الدولة المغربية من أجل الحصول على مصادر للطاقة، وتكتسي هذه الخطوة أهمية كبرى لما لها من تأثير على الاقتصاد الوطني للمملكة عبر المساهمة في خفض الفاتورة الطاقية المرتفعة التي تساهم بشكل مباشر في ميزانية الدولة، وعلى الميزان التجاري المغربي كونها تساهم في الرفع من قيمة الواردات.
وتابع المتحدث في تصريح لـ"العلم" أن استغلال هذه الطاقات الغازية المغربية، يضمن الحاجيات المتصاعدة من الطاقة في بلادنا، وخصوصا أن الغاز الطبيعي هو الصديق الأول للبيئة من بين الطاقات الأحفورية. موضحا أن العدو الأول للنظم البيئية هو الفحم الحجري وبعده البترول، والغاز الطبيعي يقع في منطقة الانتقال بين الطاقات الأحفورية والنظيفة، وبالتالي الشروع في هذه العملية يعكس جدية عالية في التنقيب والاكتشاف والإنتاج، لكون الغاز الطبيعي سيعفي المغرب من الاستيراد.
واستحضر الشيبان جهود المملكة في الرهان على تعزيز سيادتها الطاقية، وتقليص كلفة الطاقة، والتموقع في الاقتصاد الخالي من الكربون في العقود القادمة، واعتبر هذه الخطوة آفاق جديدة لتنمية الطاقة بالمملكة.
وتبقى الإشارة إلى أنه من المتوقع أن تستمر العمليات التي بلغتها شركة «شاريوت» حوالي شهرين، يتم خلالها تقييم الإمكانات الغازية في مناطق متعددة ضمن البئر .وتأتي هذه العمليات في إطار جهود الشركة لتعزيز فهمها للموارد المحتملة في المنطقة، مع التركيز على «أنشوا نورت فلانك»،أي الجزء الأعمق من البئر، والذي يقدر احتياطه بحوالي 213 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.