الأزمات التي قد يعاني منها البشر فردا أو جماعات بمختلف أشكالها ومواعيدها وأحجامها تولد ضغوطا لا تتناسب في غالب الأحيان في أحجامها مع مسبباتها وهذه الضغوط عند تراكمها وبدون وجود مقياس ثابت بشأنها تولد الانفجار وهو بدوره في حدته وحجمه لا يتناسب أو يحسب على أساس أي مبدأ أو حساب منطقي. وهذه قاعدة تختلف بشكل أساسي عن تلك المتعلقة بالعمليات الحسابية والفيزيائية الصرفة التي تتعامل مع كل ما هو غير حي. إذا لم يكن من الممكن توقيت وشكل انفجار أزمة ما فإن المعادلة تتبدل عندما يحدث التراكم وهو كثيرا غير مرئي.
انفجار طوفان الأقصى الذي أطلق شرارته الأولى فجر السابع من أكتوبر 2023، كان النتيجة المنطقية لتحرك شعب اغتصبت حقوقه تدريجيا وعلى مراحل عمليا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى في سنة 1918 وإنهيار الدولة العثمانية. فمنذ ذلك التاريخ وعلى طول أكثر من عشرة عقود تخللتها مواجهات وصراعات كان أغلبها يجهض قبل أن تكتمل، ضاعت آمال الفلسطينيين في الحصول على جزء مما يمكن أن يوصف بالاستقلال حتى لجزء من وطن، ورغم كل القرارات والتوصيات الأممية تغول الاستيطان، وأصبحت الخديعة والمشهد واضحين وهو بيع الوعود الكاذبة وربح الوقت وتنويم الشعب الباحث عن أرضه، ولا أبلغ دليل على ذلك كيف توسعت إسرائيل استيطانيا وهيمنة بعد اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر سنة 1979، ووادي عربة في 26 أكتوبر 1994 مع الأردن واتفاقية إعلان المبادئ أوسلو 1993.
استعمل مصطلح الأزمات في مختلف فروع العلوم الإنسانية وبات يعني مجموعة الظروف والأحداث المفاجئة التي تنطوي على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر في طبيعة الأشياء، وهي النقطة الحرجة، واللحظة الحاسمة التي يتحدَد عندها مصير تطور ما، إما إلى الأفضل، أو إلى الأسوأ (مثل الحياة أو الموت، الحرب أو السلم) لإيجاد حل لمشكلة ما أو انفجارها. كما عرف (ألستار بوخان – Alastair Buchan) الأزمة في كتابه "إدارة الأزمات" بأنها تحد ظاهر أو رد فعل بين طرفين أو عدة أطراف، حاول كل منهم تحويل مجرى الأحداث لصالحه.
أما (كورال بل – Coral Bill) فإنها تعرفها في كتابها "إتفاقيات الأزمة – A study in Diplomatic Management, the Conventions of Crisis" بأنها ارتفاع الصراعات إلى مستوى يهدد بتغيير طبيعة العلاقات الدولية بين الدول.
ويشير (روبرب نورث Robert North) إلى أن الأزمة الدولية هي عبارة عن تصعيد حاد للفعل ورد الفعل، أي هي عملية انشقاق تحدث تغييرات في مستوى الفعالية بين الدول، وتؤدي إلى إذكاء درجة التهديد والإكراه. ويشير نورث إلى أن الأزمات غالبا ما تسبق الحروب، ولكن لا تؤدي كلها إلى الحروب إذ تسوى سلميا أو تجمد أو تهدأ لحين، على أنه يمكن دراستها على اعتبارها اشتراك دولتين أو أكثر في المواجهة نفسها.
كما يعرفها (جون سبانير John Spanir) بأنها "موقف تطالب فيه دولة ما بتغيير الوضع القائم، وهو الأمر الذي تقاومه دول أخرى، ما يخلق درجة عالية من احتمال اندلاع الحرب.
طوفان الأقصى
بعد مرور 15 شهرا على عملية طوفان الأقصى، وفي ظل الجدل الصاخب والمحتدم بشأن مآلات العملية ونتائجها حتى الساعة، والتي ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات، كيف يمكن تقييم العملية في ميزان الربح والخسارة بنظرة هادئة وموضوعية ومتوازنة؟ وما الأرباح التي حققتها المقاومة وما هي الخسائر التي تكبدتها...؟
وما هي الأثمان التي دفعها الشعب الفلسطيني ومقاومته كردة فعل على عملية طوفان الأقصى؟ وهل كانت حركة حماس تتخيل أن يكون الرد الإسرائيلي بهذا الحجم التدميري الهائل والمروع.. وهل أعدت لذلك عدته أم أنها فوجئت به، وهي تجتهد وتحاول التكيف مع الأوضاع الجديدة، بإعادة ترميم صفوفها، وتنظيم قواتها ومقاتليها؟.
في مقاربته التحليلية والتقويمية لعملية طوفان الأقصى قال الباحث والمؤرخ الفلسطيني عبد العزيز أمين عرار: "يطيب للبعض القول إن خسارة شعبنا كبيرة جدا في معركة طوفان الأقصى، ولا تستحق ما جرى من إبادة وكارثة إنسانية بمعنى الكلمة، وأنها مقامرة بمصلحة شعبنا، وأنها استفزت الثور النائم، وستكون سببا ودافعا له لاحتلال أراض جديدة".
وأضاف: "وما أود قوله والتأكيد عليه أن حساب الثورات وأعمالها لا تخضع دوما لحسابات الربح والخسارة بالمعنى الحرفي، وإلا فلن يحصل أي بلد محتل على استقلاله طالما أنه اعتمد فقط على المطالبة السلمية.
وتابع: "إن الوجود الفلسطيني أصلا مستهدف منذ أن قامت الحركة الصهيونية وأكبر دليل نكبة فلسطين 1948، ولو نظرنا الآن إلى خسائر الفلسطينيين وخاصة قطاع غزة فيها لوجدنا أن حجم الخسائر كارثي، وهي تحتاج إلى ما لا يقل عن 20 مليار لإعادة تعميرها".
وأردف الباحث والمؤرخ الفلسطيني عرار: "لكن بالمقابل فإن إسرائيل خسرت هيبتها وانكشفت على حقيقتها ككيان وظيفي لا يستطيع العيش بمفرده ولا بد له من حبل سري قائم وممتد مع أمريكا والنظام الرسمي الموالي للغرب وغير ذلك من الدول، كما أن هذا الكيان الإسرائيلي خسر أمن مستوطنيه إلى جانب هجرة عشرات الآلاف خارج الكيان، وإلى الداخل نفسه، فباتت منطقة الشمال فارغة من المستوطنين، وهذا يتعارض مع أسس نشأة الكيان وإستمراره.
الخلل
حتى منتصف شهر سبتمبر 2024 كان ميزان المواجهة العسكرية بين إسرائيل وخصومها على جبهتي غزة وجنوب لبنان -دون الحديث عن اليمن- غير موات لتل أبيب حسب تعبير العديد من العسكريين والسياسيين الإسرائيليين بمن فيهم وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وكانت مخاوف واشنطن والمعسكر المساند لإسرائيل مركزة على نية حزب الله اللبناني في توقيت يقرب استخدام كل ترسانته من الصواريخ والمقدرة حسب المخابرات المركزية الأمريكية بما بين 180 الف و220 الف صاروخ في هجوم مركز يستمر عدة أيام، فمثل هذا الهجوم لم يكن يمكن لا لأجهزة الدفاع الإسرائيلية ولو بالتعاون مع الأمريكية وغيرها صده.
كسر قدرة الردع التي يملكها حزب الله بدأت بنجاح الموساد ومسانديه في 17 و 18 سبتمبر في تفجير ما بين 3200 و 4000 جهاز "بيجر" وإتصال في لبنان أساسا مما ولد حالة ارتباك استمرت عدة أيام.
بعد عشرة أيام وفي 27 سبتمبر 2024 اغتِيلَ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومجموعة كبيرة من القيادات السياسية والعسكرية لحزبه في اجتماع خصص لبحث عرض غربي ينص على إنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة مقابل وقف إطلاق النار من جانب حزب الله على إسرائيل بفارق لا يتجاوز 96 ساعة، إثر غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت.
جاءت عملية الاغتيال بعد معلومات حصل عليها الجيش الإسرائيلي تفيد باجتماع لقادة حزب الله في مقرِه المركزي تحت الأرض على عمق حوالي 18 مترا بالضاحية الجنوبية. وتشير المعلومات إلى أن طائرات إف- 35 الشبحية الأمريكية الصنع ألقت قنابلَ ثقيلة خارقة للحصون، يزيد وزن كل واحدة منها على 2000 رطل، أدَت إلى تدمير 6 مباني كليا، واستهداف المقر. القنابل كانت حسب مصادر رصد ألمانية من طراز "مارك 84" (Mk 84)، وقنابل "MPR-2000″، وحتى قنابل "BLU-109" وهي من صنع أمريكي مخصصة لضرب الأهداف المدفونة في عمق الأرض مثل مراكز القيادة وقواعد إطلاق الصواريخ الإستراتيجية.
في هذه الساعات بدأت وجوه الضباط الإسرائيليين والأمريكيين في مراكز الرصد تنفرج وهم يشعرون أنهم يقتربون من عكس مسار المواجهة مع خصومهم حسبما أكد لاري جونسون الضابط المتقاعد في المخابرات المركزية الأمريكية.
بعد أيام صرح نعيم قاسم الامين العام الجديد لحزب الله أن الهجمات الإسرائيلية أربكت حزب الله لعشرة أيام بعد تفجير أجهزة البايجر واغتيال نصر الله وقادة الحزب الأخرين. لكن تلك الأيام العشرة الأولى قدمت دروسا ربما تصبح في المستقبل مادة تدرس في الكليات العسكرية عبر العالم. حيث قام قادة كتائب ضمن وحداتهم في حدودها الجغرافية بقصف إسرائيل في نطاق دائرة متسعة تدريجيا، ولكن ذلك لم يكن الردع الشامل الذي راهن عليه نصر الله. وبسبب ذلك أمكن فرض وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية يوم 27 نوفمبر ولمدة 60 يوما.
الدروس التي يمكن أخذها في العديد من الصراعات أن منطق القوة هو وحده الذي يحسم مصير الاتفاقيات على الورق.
ضم جهود الحلفاء
في 21 أكتوبر 2024 نشر على قناة الحرة التابعة للحكومة الأمريكية تقرير جاء فيه: تمكنت إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة الماضية من تنفيذ سلسلة اغتيالات دقيقة وعمليات عسكرية مكثفة، استهدفت قيادات في حماس وحزب الله، وذلك من خلال مجموعة من العوامل، شملت "تعاونا دوليا".
ركز تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، على العوامل التي ساعدت إسرائيل على تحقيق هذه الاغتيالات خلال فترة قصيرة نسبيا، مؤكدا أنها شملت:
الاعتماد على الاستخبارات الدقيقة
منذ بداية الصراع، شكلت إسرائيل وحدة خاصة داخل جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، هدفها الرئيسي تعقب واغتيال قيادات حماس وحزب الله.
وتلك الوحدة اعتمدت على جمع معلومات دقيقة من مصادر متعددة، بما في ذلك تعاون استخباراتي مع الولايات المتحدة.
وتعاونت تلك الوحدة مع القوات الخاصة الإسرائيلية، لتحديد مواقع القيادات المستهدفة في مناطق شديدة التعقيد، مثل الأنفاق الموجودة في غزة.
ووفق تقرير سابق نشر على موقع "الحرة"، فقد قتل الجيش الإسرائيلي والشاباك، العديد من كبار أعضاء حماس في الأشهر الأخيرة، أبرزهم زعيم الحركة يحيى السنوار، ومحمد الضيف، القائد العسكري الذي لم تؤكد حماس مقتله حتى الآن، ومروان عيسى، نائب ضيف، ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحماس، وأيمن نوفل قائد لواء غزة الأوسط، وأحمد رندور قائد لواء شمال غزة.
لعبت الاستخبارات الأمريكية دورا حيويا في دعم العمليات الإسرائيلية، حيث كانت هذه الشراكة مهمة بشكل خاص في تعقب السنوار، العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر. رغم إفلاته عدة مرات.
وتمكنت القوات الإسرائيلية من تحديد مكانه وقتله بعد اشتباك مع مسلحين، دون أن يدرك الجنود هوية السنوار في البداية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن "خلايا" مكونة من قوات خاصة وضباط استخبارات من الولايات المتحدة، بدأت في مساعدة إسرائيل بعد وقت قصير من هجمات السابع من أكتوبر، وكان لها دور في تضييق نطاق البحث عن السنوار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، أنه بعد أيام من الهجوم غير المسبوق لحماس، أرسلت واشنطن "بشكل سري، العشرات من أفراد قوات الكوماندوز إلى إسرائيل، للمساعدة في تقديم المشورة".
وأضافت أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث "انضمت بعد ذلك مجموعة من ضباط الاستخبارات، عمل بعضهم مع وحدات الكوماندوز الموجودة في إسرائيل، والبعض الآخر عمل عن بعد من مقر الاستخبارات المركزية في فيرجينيا".
وعود نتنياهو
في 27 سبتمبر 2024 كشف رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن رؤيته للشرق الأوسط الجديد، حين طالب العالم "أن يختار بين خارطة "النعمة" الإسرائيلية للشرق الأوسط والمحيط الهندي وأوروبا، وخارطة "اللعنة" الإيرانية، على خلفية الحرب مع حماس وحزب الله. لم يتوقف نتنياهو عن الرهان على قيام تحالف عربي إسرائيلي يؤسس لشرق أوسط جديد بشروطه. وعلى وقع خروج إيران من سوريا والضربات الموجعة التي تلقاها من يصفهم بوكلائها في فلسطين ولبنان واليمن يعود النقاش في هذا الموضوع بين الإسرائيليين من البوابة السورية، التي تبدو بنظرهم مفتاحا أساسيا لرسم المشهد الجيوسياسي الجديد للشرق الأوسط.
كتب ميخائيل ميلشتاين رئيس “منتدى الدراسات الفلسطينية" في "مركز موشيه دايان" بجامعة تل أبيب وباحث كبير في "معهد السياسة والاستراتيجية" في مركز هرتسيليا في مقالته في صحيفة معاريف في 3 أكتوبر 2024 بعنوان: "المرحلة الثانية من الحرب تبدأ، وللمرة الثانية من دون استراتيجية". وفيه أن “ولادة الشرق الأوسط الجديد ليست وشيكة كما يعلن كثيرون في إسرائيل. فالأعداء المجروحون لم يختفوا، وإمكان حدوث انقلاب استراتيجي وتشكيل تحالف إسرائيلي – عربي تحت رعاية أمريكية لا يزال رؤية بعيدة المنال".
لم تتلاشَ الآمال لدى الإسرائيليين الذين يبحثون عن "شراكة سنية" مفقودة حتى الآن، إذ يتصور البعض منهم، بعد سقوط نظام الأسد وإخراج إيران من اللعبة في سوريا، قيام شراكة عربية – إسرائيلية لمواجهة صعود تركيا كقوة إقليمية.
في هذا الإطار، كتب إفرايم عنبار في "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية والأمن" أن "مواجهة المخاوف من تركيا وصعود محور سني متطرف سيدفعان بعدد من الدول العربية إلى الاقتراب من إسرائيل".
يطرح البعض الآخر من الإسرائيليين شراكة لمواجهة طهران والإخوان المسلمين مشفوعة بجزرة تعرض مستقبلا للفلسطينيين دون حل الدولتين، كما عرض عاموس يادلين (رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) بين عامي 2006 و2010)، وافنير جولوف (نائب رئيس منظّمة MIND في إسرائيل، من عام 2018 إلى عام 2023، وكان مديرا أول في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي)، في مقالتهما في "فورين أفيرز" بعنوان "نظام إسرائيل في الشرق الأوسط". إذ كتبا تحت عنوان فرعي "تحالف الراغبين": "يجب على إسرائيل البناء على انتصاراتها التشغيلية من خلال توضيح ومتابعة رؤية استراتيجية متماسكة لتحالف إقليمي معتدل بين إسرائيل والدول العربية السنية، بقيادة السعودية".
وأضافا: “يجب أن تعالج التهديدات الأمنية الرئيسية، وفي مقدمها إيران، وأن تقدم جبهة موحدة ضد محاولات تركيا وقطر تعزيز نفوذ جماعة الإخوان في العالم العربي، وهي مهمة أصبحت أكثر إلحاحا بعد انهيار نظام الأسد". وبرأيهما، "يجب على التحالف أن يوفر للفلسطينيين مستقبلا سياسيا لا يرتكز على حل الدولتين". اعترف الكاتبان بأن "إسرائيل تحتاج إلى الولايات المتحدة لقيادة الجهد المعقد والشراكة العربية لتوفير الشرعية في الشرق الأوسط وتحويل رؤيتها إلى قوة إقليمية فعالة". هذه الرؤية قائمة بنظرهما "على النهوض بعملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية وإنشاء إطار أمني إقليمي جديد".
إذاً يدور "تحالف الراغبين" في حلقة تقفلها السعودية لعدم استعداد نتنياهو وحكومته لتقديم أي تنازلات تتعلّق بحل الدولتين، ولا توجد أي مؤشرات تدل على أن للمملكة بوارد رسم أي تحالفات في المدى المنظور بوجه كل من إيران أو تركيا. فماذا عن النصف الآخر من المشهد في رسم الخريطة السياسية لسوريا الجديدة؟.
سراب شرق أوسط جديد
من وجهة نظر أصحاب القرار في تل أبيب وواشنطن فإن إسقاط الأسد وإزاحة إيران وميليشياتها عن المشهد السوري، وإبعاد روسيا المنشغلة بتحضير أوراق التفاوض على حصتها من الجغرافيا الأوكرانية، عظّمت الفرص لتشكيل شرق أوسط جديد.
ظهرت الصورة الجيوسياسية لهذا التحول الكبير من خلال تحول إيران إلى ما يشبه الـ"Declining power" "القوة المتراجعة"، وبلوغ تركيا وإسرائيل مرحلة متقدمة على طريق الـ "Raising power" (القوة الصاعدة). لكن المشهد الجيوسياسي هذا لن يظهر بصورته الكاملة إلا من خلال ما ستسفر عنه معركة النفوذ التي بدأت بين تركيا وإسرائيل على الإقليم السوري، وبين أنقرة وواشنطن بشأن مخطط الدولة الكردية وتطلعات أنقرة لإحياء الإرث العثماني. أضف إلى ذلك متاهة المشهد السوري في تعدد الفصائل المسلحة وإختلاف تبعياتها، وحاجة الممسكين بمقاليد السلطة حاليا في دمشق على انقاذ البلاد من أزمتها الخانقة بعد 13 سنة من الحصار والعقوبات في وقت لا يظهر فيه الغرب أي استعداد جدي حتى لتخفيف الحصار والعقوبات. هذه المعارك سيكون لها الأثر الكبير في رسم صورة المنطقة وتوازناتها لعقود، حيث لكل من تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة وروسيا والصين والقوى الإقليمية الكبرى رؤيتها الخاصة بالشرق الأوسط الجديد بدءاً من التطورات في الميدان السوري وخارجه عبر اليمن مرورا بليبيا والشمال الأفريقي والتفاعلات في منطقة الساحل.
كشف نتنياهو عن حقيقة الشرق الأوسط الذي يخطّط له، حين أمسك بالمقص للعبث بحدود "سايكس بيكو" من بوابة الجنوب السوري. وليس واضحا حتى الآن ما إذا كان هذا المقص سيقتطع أيضا أجزاء من جنوب لبنان. وفي مقالة نشرتها هآرتس بعنوان "من نتساريم إلى قمة جبل الشيخ: نتنياهو يحقق رؤية إسرائيل الكبرى"، كتب ألوف بن أن إعلان نتنياهو من على هضبة الجولان انهيار اتفاق فصل القوّات يعني "بالمنطق الإسرائيلي إمكانية تحريك الحدود شرقا على الرغم من الانتقادات من جانب الأمم المتحدة ودول عربية صديقة". وأضاف: "لم يكتفِ نتنياهو بمحو الحدود في الجولان، بل ذهب في شهادته أثناء محاكمته بقضايا فساد إلى أبعد من ذلك"، إذ قال: "ما حدث هنا هو شيء ضخم، وزلزال لم نشهد مثله منذ 100 عام، وتحديداً منذ اتفاق سايكس – بيكو”. وبرأي الكاتب، فإن كلام نتنياهو أمام القضاة يهدف للقول إن "منظومة الحدود السابقة في المنطقة لم تعد موجودة".
احتياط
بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق يوم 8 ديسمبر 2024 تقاطرت الوفود الأجنبية عليها كل لهدف ما، بينما اظهر الساسة الجدد أنهم يريدون الإبقاء على كل فرص التوازنات.
صحيفة "Tagesschau" الألمانية اعتبرت في مقال لها يوم 4 يناير 2025 أن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك سارعت لزيارة سوريا "لإبعادها عن روسيا والصين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "كان بإمكان بيربوك عدم التوجه إلى سوريا ورفض التواصل مع الإدارة السورية الجديدة "هيئة تحرير الشام المدرجة على لوائح الإرهاب" ولكن ما دام هناك أمل، فلا بد من استغلال هذه الفرصة لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة.. وفي حال أغلقت ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي الأبواب الآن أمام السلطات الجديدة وامتنعوا عن التواصل معهم، فسيأتي آخرون. وروسيا والصين لا تخاف من الاتصالات والتواصل مع الإدارة السورية الجديدة".
وكانت بيربوك قد طالبت قبل توجهها إلى دمشق بإخراج القوات الروسية من سوريا، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الألمانية في بيان.
في رد على ذلك أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أن دمشق لديها مصالح استراتيجية مع روسيا وهي ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبرى، مشددا على أن الإدارة الجديدة تتطلع إلى مصالح الشعب السوري ولا تسعى لإثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.
كما أفاد مصدر مطلع لوكالة تاس، بأن السلطات السورية الانتقالية لا تخطط لخرق الاتفاقات التي تستخدم بموجبها روسيا القواعد العسكرية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، في المستقبل القريب.
ووفقا لنفس المصدر، فإن الأطراف تتفاوض حتى لا تكون الظروف القاهرة (الأعمال العسكرية والتغيير المفاجئ للسلطة في سوريا) سببا لإنهاء الاتفاقيات، كما أشار محاور الوكالة أيضا إلى أن المشاركين في المشاورات يناقشون تعداد التواجد الروسي.
وتمتلك روسيا منشأتين عسكريتين في سوريا: المركز اللوجستي البحري الروسي في مدينة طرطوس الساحلية وقاعدة حميميم الجوية الواقعة بالقرب من مدينة جبلة في محافظة اللاذقية.
وأنشئت قاعدة طرطوس عام 1971 بموجب اتفاقية ثنائية. تم إنشاء مجموعة الطيران التابعة لقوات الفضاء الروسية في سوريا في 30 سبتمبر 2015 لدعم الجيش السوري في القتال ضد التنظيمات الإرهابية.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ردت على تصريح وزيرة الخارجية الألمانية: "هذا ما قالته وزيرة خارجية الدولة التي توجد بها قواعد عسكرية أمريكية.. لدي سؤال: ألم يحن الوقت من وجهة نظر وزيرة الخارجية الألمانية أن تقول شيئا مماثلا لواشنطن؟".
الضربات
تقول مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين انه إذا كان الغرب قد حقق بعض المكاسب في صراعات الشرق الأوسط، فإنه يواجه تحديا متسعا بسبب ردود فعل روسيا والصين وربما قوى أخرى، فدعم اليمن في مواجهة واشنطن وتل أبيب رد فعل منطقي وطبيعي من جانب الكرملين وبكين، ونفس الوضع ينطبق بشأن دعم حزب الله في لبنان. تجربة فرنسا وأمريكا مع الكرملين في منطقة الساحل الأفريقي كانت واضحة في هذا المجال.
ويلاحظ المراقبون أن قبل حتى أن تنقضى فترة ال 60 يوما لوقف اطلاق النار بين بيروت وتل أبيب أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم يوم 4 يناير 2025 أن إسرائيل عجزت عن التقدم في عمق الأراضي اللبنانية بفعل قوة المقاومة التي عطلت أهداف تل أبيب رغم التدمير الواسع، مشددا على عدم وجود أي جدول زمني يحدد عمل حزب الله لا باتفاق وقف إطلاق النار ولا بانتهاء مهلة الستين يوما.
في واشنطن جاء في تقرير نشرته الحرة: أطلق حزب الله، سلسلة من التهديدات العلنية التي تعد الأولى منذ بدء الهدنة، محذرا من تداعيات استمرار وجود القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان بعد انتهاء مدة الستين يوماً المحددة في الاتفاق، معتبراً أن أي بقاء للقوات الإسرائيلية بعد هذه المهلة سيعتبر "احتلالاً" للبنان.
وفي السياق، أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أن "المقاومة مستمرة وقد استعادت عافيتها"، مما يطرح تساؤلات حول كيفية استعادة الحزب قوته رغم التحديات التي يواجهها، مثل قطع طريق إمداده بالسلاح عبر سوريا، وتشديد المراقبة على مداخل لبنان البرية والجوية والبحرية، إضافة إلى المراقبة الجوية الإسرائيلية للأراضي اللبنانية، والسؤال الأهم: هل يمتلك حزب الله فعلا الإمكانيات اللازمة لخوض جولة جديدة من المعارك مع إسرائيل؟ أم أن تصريحاته مجرد رسائل سياسية تهدف إلى تعزيز النفوذ الداخلي للحزب؟.
التقرير الأمريكي أضاف:
"تأتي تهديدات حزب الله الأخيرة ضمن إطار التهويل الكلامي وشد العصب الداخلي، من دون أن تغير شيئاً من الواقع على الأرض"، كما يرى الكاتب والباحث السياسي جورج العاقوري، ويقول "الأرجح إنها مجرد ذر للرماد في العيون، إذ إن الحزب لم يعد كما كان قبل السابع من أكتوبر 2023، ولن يعود إلى ذلك الوضع نتيجة الضربة القاسية التي تعرضت له بنيته وإمداداته والتحولات الكبيرة التي شهدتها المنطقة وإنهيار محور الممانعة ".
ويشدد العاقوري في حديث لموقع "الحرة" على استحالة استعادة حزب الله لقدراته السابقة، مرجعا ذلك إلى عوامل عدة، منها "الخسائر البشرية الكبيرة التي مني بها وشملت الآلاف من أطره، مما يجعل من الصعب عليه تعويضها سريعا، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الذي كان يمثل شريانا حيويا للحزب وصلة وصل مع إيران وملجأ آمنا لمخازنه، إضافة إلى ذلك، باتت طرق إمداده تحت رقابة مشددة غربيا، سواء عبر سوريا أو المداخل البرية والبحرية والجوية للبنان".
ويضيف "اليوم، محور الممانعة أصبح أطلالا غير قادر على استعادة شكله القديم، الذي كان يتمثل في الهلال الممتد من إيران إلى لبنان مروراً بسوريا، وحتى غزة عبر حماس، فهذه الحقبة انتهت، وأصبحت جزءاً من الماضي".
بالتالي تهدف تصريحات حزب الله بالدرجة الأولى كما يرى العاقوري إلى "توجيه رسائل داخلية لمحاولة استنهاض نفوذه المتراجع"، مشيرا إلى أن هذه المحاولات تبدو غير مجدية، ويشدد "سطوة الحزب التي كانت قائمة لن تعود بأي حال من الأحوال".
كذلك يرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور مكرم رباح أن تهديدات حزب الله "غير واقعية"، مؤكدا أن "الحزب، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، تنازل عن سلاحه، وما يسعى الآن إلى تحقيقه هو تحويل هذه الخسارة إلى نصر داخلي، من خلال التأكيد على حقه في الاحتفاظ بهذا السلاح".
ويقول رباح في حديث لموقع "الحرة" أن التطورات على الأرض، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، جعلت هذه التهديدات تبدو بلا أساس ومجرد "بدعة سياسية إن لم تكن مهزلة".
خلافات
من جانبه يعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر أن "موقف حزب الله الإعلامي أمر طبيعي، خاصة مع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق الهدنة"، ويوضح أن "البيئة الحاضنة للحزب بدأت تطرح تساؤلات حول سياسته، لاسيما أن تلك البيئة لم تستشر عند اتخاذ قرار الحرب"، مما أدى إلى معاناة وصفها بـ"المصائب".
ويشير جابر وهو رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة في حديث لموقع "الحرة"، إلى أن التساؤلات داخل البيئة الحاضنة للحزب تتعلق بالالتزام بالاتفاق الأخير مع إسرائيل، "حيث يرى البعض أن الحزب التزم وحده ببنود الاتفاق، في وقت تستمر الانتهاكات الإسرائيلية" ويؤكد أن هذه الضغوط الداخلية دفعت الحزب إلى "تبني موقف إعلامي واضح يهدف إلى توجيه رسائل سياسية، فالصمت لم يعد خيارا في ظل هذه الظروف".
وسبق أن قدمت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، عبر بعثة البلاد الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، تتضمن "احتجاجا شديدا" على "الخروقات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل" للهدنة.
وأشار لبنان في الشكوى إلى أن "الخروقات الإسرائيلية من قصف للقرى الحدودية اللبنانية، وتفخيخ للمنازل، وتدمير للأحياء السكنية، وقطع للطرقات، تقوض مساعي التهدئة وتجنب التصعيد العسكري، وتمثل تهديدا خطيرا للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
سيناريوهات ما بعد الهدنة
فيما يتعلق بمستقبل الاتفاق بين لبنان وإسرائيل، يرى جابر أن هناك ثلاثة سيناريوهات بعد انتهاء فترة الستين يوماً المحددة، السيناريو الأول، التزام إسرائيل بنصوص الاتفاق، بما في ذلك وقف الخروقات وانسحابها من القرى اللبنانية المحتلة وتسليمها للجيش اللبناني".
السيناريو الثاني "أن تتوقف الخروقات الإسرائيلية دون الانسحاب من القرى المحتلة، والسيناريو الثالث، استمرار إسرائيل بالخروقات وعدم انسحابها، مما يعني فعليا انهيار الاتفاق. من دون استبعاد أن تسعى إسرائيل إلى طلب تمديد الاتفاق لاستمرار الوضع الراهن".
ويشير جابر إلى أن حزب الله "فقد جزءا كبيرا من قوته، لكنه لم يفقدها بالكامل، ولا يناسبه إعادة فتح الجبهة من جديد"، ويحذر من أن "عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي قد يؤدي إلى نشوء مقاومة شعبية مسلحة في القرى المحتلة، شبيهة بتلك التي ظهرت قبل التحرير في عام 2000"، معتبرا أن "هذا السيناريو مرجح إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية"، ويلفت إلى أن "المقاومين في جنوب لبنان، وغالبيتهم من أبناء القرى الحدودية أو جنوب الليطاني، قد ينظمون أنفسهم في مجموعات صغيرة لشن عمليات ضد الاحتلال".
في السياق، يعتبر العاقوري أنه في حال كانت رسائل حزب الله تحمل نوايا تصعيدية فعلية، فإن التداعيات ستكون كارثية، قائلا "التجربة السابقة خلال الحرب الأخيرة كانت مؤلمة للحزب، أما الآن فستكون خسائره مضاعفة".
بالتالي أي محاولة من حزب الله لافتعال مواجهة عسكرية جديدة بعد مرور ستين يوما على وقف إطلاق النار، ستناقض ما التزم به سابقا، كما يقول العاقوري ويشرح "الحزب ارتضى بوقف إطلاق النار وفوض الرئيس نبيه بري لإدارة الأمور، كما وافق وزراؤه على مضمون الاتفاق. أي تنصل من هذه الموافقة ستكون له تداعيات سلبية أكبر مما سبق، وسيلحق ضررا إضافيا بالحزب وبلبنان".
الإنسحاب
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت أنه من المتوقع أن تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة أنها لن تنسحب من لبنان بعد مهلة الستين يوما، مضيفة أن إسرائيل ستقوم بهذه الخطوة بسبب عدم مداهمة الجيش اللبناني لمواق حزب الله التي تبلغ عنها تل أبيب من خلال آلية مخصصة نص عليها الاتفاق.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد بفض اتفاق وقف إطلاق النار إذا امتنع الحزب عن تنفيذ شرطين أساسيين يضمنان أمن إسرائيل يتمثلن في.
الشرط الأول هو انسحاب "حزب الله" الكامل إلى ما وراء نهر الليطاني.
الشرط الثاني تفكيك كافة الأسلحة وإفشال البنى التحتية العسكرية في المنطقة من قبل الجيش اللبناني.
وشدد على أن "حزب الله" والحكومة اللبنانية لم ينفذا كلا الشرطين حتى اللحظة.
وأضاف: "إذا لم يتم استيفاء هذا الشرط، فلن يكون هناك اتفاق، وسوف تضطر إسرائيل إلى العمل من تلقاء نفسها لضمان العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
انتظار
روسيا تنتظر بهدوء تطور علاقات انقرة وواشنطن بعد تصاعد الخلاف حول نظام قسد الكردي الذي يسيطر على ربع مساحة البلاد حيث حقول النفط والاراضي الزراعية الغنية التي كانت تؤمن سلة سوريا الغذائية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح يوم الأحد 5 يناير 2025 إن القيادة السورية الجديدة عاقدة العزم على اجتثاث الانفصاليين هناك، بينما قالت أنقرة إن قواتها المسلحة “حيدت” 32 عضوا من حزب العمال الكردستاني المحظور في عمليات عسكرية بشمال سوريا. وتابع أردوغان "نهاية التنظيم الإرهابي اقتربت. لا خيار لأعضائه سوى تسليم أسلحتهم والتخلي عن الإرهاب وحل التنظيم. سيواجهون قبضة تركيا الحديدية".
في نفس التوقيت أعلن أن القوات الأمريكية تعزز قواعدها في ريف الحسكة وكوباني في مناطق قسد.
وعلم إن رتلا عسكريا أمريكيا دخل الأراضي السورية، السبت، قادما من إقليم كردستان العراق.
وأوضح مصدر مطلع أن الرتل الذي دخل عبر معبر الوليد، حمل صناديق مغلقة وكتل أسمنتية وصهاريج للوقود وعربات عسكرية واتجه نحو قاعدتي تل بيدر وقسرك بريف الحسكة.
كما أفاد نشطاء بخروج رتل عسكري مكون من 20 شاحنة مغلقة من قاعدة قسرك بريف الحسكة وتوجهت نحو مدينة عين العرب (كوباني). كما إن طائرة شحن عسكرية تابعة للقوات الأمريكية هبطت عند منتصف ليل الجمعة-السبت في القاعدة الأمريكية في بلدة الشدادي جنوب الحسكة، محملة بمعدات عسكرية ولوجستية، انطلقت من العراق، في إطار استمرار تعزيز القواعد العسكرية في المنطقة.
بقلم // عمر نجيب
للتواصل مع الكاتب
Omar_najib2003@yahoo.fr