منتدى "أفريقيا 21" يعتبر موعدا سنويا يهتم بأفريقيا، وبالتحديات والرهانات الجديدة للقارة. وقد تم خلال فعاليات النسخة الأولى، التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء، تسليط الضوء على ثلاثة محاور ذات أهمية كبرى للقارة الأفريقية، ويتعلق الأمر بكل من الأمن المائي، والسيادة الطاقية والاكتفاء الغذائي.
وقد شهد المنتدى، حضور مجموعة من الشخصيات الرسمية الوازنة في أفريقيا، يتقدمها كل من وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة، ووفد رسمي من دولة التشاد، يتزعمه وزير خارجيتها أبكار رمضان Abakar Ramadan، بالإضافة إلى ممثلي منظمات دولية وقارية معنية بالمجالات الثلاث، ومجموعات كبرى من الشركات العامة والخاصة في قطاعات المياه، والطاقة والزراعة، ورجال أعمال ومهنيون وطنيون ودوليون.
وتم خلال "أفريقيا 21" تنظيم حصص علمية بمشاركة كبار الشخصيات المتخصصة في هذه المجالات الثلاثة. تجسدت هذه اللقاءات في جلسة عامة افتتاحية، وندوات جماعية، تهم "الابتكار التكنولوجي في مكافحة الإجهاد المائي: عامل للتنمية"، و"وظائف الغد الخضراء، أي مكانة في التعليم والتكوين المهني؟" و"أي نموذج إفريقي للانتقال الطاقي في زمن إزالة الكربون؟"، و"مناخ الأعمال في إفريقيا: من أجل إطار يفضي إلى تطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة".
وشكلت التقنيات والتكنولوجيا الحديثة المحور الأساسي للنسخة الأولى لهذا المنتدى. وفي ظل الظروف الراهنة، حيث يعيش العالم تغيرات اقتصادية، مناخية وجيوسياسية غير سابقة، أكد المنتدى على أن القارة السمراء تملك كل الإمكانيات بغية تحقيق استقلالها المائي والطاقي والغذائي.
وانطلاقا من مشاركة كبار المختصين والباحثين، يسعى هذا المنتدى إلى إنشاء شبكة أفريقية صديقة للبيئة وحافظة لهذه الموارد الطبيعية. وبالإضافة إلى ذلك، شكل هذا الموعد الإفريقي تعزيز مكانة المملكة المغربية كعنصر فعال في تحقيق السيادة الأفريقية.
وعرف حفل افتتاح المنتدى تكريم المواهب الأفريقية والمبادرات المتميزة في المجالات الثلاثة، بحيث تم تسليم جائزة شرفية لعبدولاي سيني، الأمين التنفيذي للنسخة التاسعة للمنتدى العالمي للمياه، على مجهوداته الجبارة في مجال الماء بأفريقيا، كما تم تتويج 3 مقاولات ناشئة لاتباعهم مبادرات صديقة للبيئة انطلاقا من مداولات لجنة الاختيار.
ويتعلق الأمر بكل من شركة "جذور" (Jodoor) للمزارع المائية، وشركة "إيغل إي آي" (Eagle AI) المتخصصة في الذكاء الاصطناعي لتدبير المخلفات البحرية البلاستيكية، و "آي سمارت" (ISMART) لمحطات الشحن الذكية للسيارات الكهربائية.
وخلال فعاليات هذا المنتدى، قال السيد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إن "هذا الملتقى يأتي في فترة خاصة، تميزت أساسا بتوالي سنوات الجفاف، بسبب التغيرات المناخية والأزمة الصحية، بالإضافة إلى الأزمة الدولية الناتجة عن الحرب الأوكرانية".
وسجل السيد بركة، أن "المنتدى الأفريقي يتوخى تبادل الخبرات في مجال الأمن المائي والغذائي والطاقي، مسجلا أن الموضوع المختار يكتسي أهمية كبيرة في ضوء التحديات المتعلقة بهذه القطاعات الأساسية، وذلك لمواكبة النمو السوسيو-اقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
وأشار السيد الوزير، إلى أن" المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يولي أهمية خاصة للماء والغذاء والطاقة، كما أنه أعطى لهذه الثلاثية، أهمية خاصة، سواء من خلال قمة المناخ المنعقدة بمراكش، التي وضعت خارطة الطريق بالنسبة للدول الأفريقية، كما تم إحداث العديد من اللجان المشتركة من مجموعة من الدول الأفريقية.
وأشار السيد بركة، إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط، يلعب دورا محوريا في تأمين الأسمدة، بأثمنة معقولة لمعظم الدول الإفريقية؛ مما يؤكد عمل المملكة المغربية، المتواصل من أجل النهوض بالقارة الإفريقية في إطار سياسة جنوب-جنوب".
ومن جهته، يوضح عمر الذهبي، المدير العام للشركة القابضة News Com Africa، أن منتدى "أفريقيا 21"، ارتكز بالأساس على ثلاث محاور رئيسية، ويتعلق الأمر بالماء، والطاقة، والغذاء، داخل القارة الأفريقية، وذلك تماشيا مع رؤية جلالة الملك محمد السادس، الذي يعتبر رائداً في مجال التنمية المشتركة داخل القارة الأفريقية".
وأضاف السيد الذهبي، أن" المغرب بقرارات ملكية يُساهم في تنمية الفلاحة داخل القارة الأفريقية، وذلك عبر تقديم الأسمدة، وتطوير الشبكات المائية، بالإضافة إلى مساعدة الدول إنطلاقا من خبرته فيما يخص قضايا الماء".
وأوضح السيد الذهبي، أن "هذا المنتدى عرف مشاركة مختلف دول القارة الأفريقية، التي لها اهتمام بشكل مباشر بالمواضيع المعالجة خلال هذه اللقاءات التي تم فيها تقاسم خبراتهم وتصوراتهم".
وقد أقيم هذا المنتدى بدعم من مجموعة من الشركاء.