تعزيز استراتيجية تحلية مياه البحر لإنتاج حوالي 1.7 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام 2030
*العلم: نهيلة البرهومي*
تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تجاوز الإشكاليات المرتبطة بالإجهاد المائي الذي يعرفه المغرب في مختلف الجهات، مع ما يتطلبه ذلك من إجراءات استباقية، تعمل الحكومة بشكل “مكثف” على تسريع إنجاز مجموعة من المنشآت، سواء تعلق الأمر بالسدود أو بعمليات الربط والتحلية، من أجل تحسين الوضعية المائية بالمملكة.
ولبلوغ هذا الهدف تعمل الحكومة على الرفع من الإمكانيات المالية لإنجاز هذه المشاريع، والتي بلغت 143 مليار درهم، والتي تهم مياه السقي والمياه الصالحة للشرب خلال الفترة 2021-2027..
ومن بين الحلول المبتكرة المرتبطة بالماء، تعزيز استراتيجية تحلية مياه البحر بهدف الرفع من إنتاج المياه المحلاة إلى حوالي 1.7 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام .2030
ويتوفر المغرب حاليا على 14 محطة لتحلية مياه البحر، بقدرة إنتاجية إجمالية تصل إلى 192 مليون متر مكعب في السنة، و6 محطات في طور الإنجاز بقدرة إنتاجية ستناهز 135 مليون متر مكعب في السنة، إضافة إلى برمجة 16 محطة أخرى بقدرة إنتاجية إجمالية ستصل إلى 1490 مليون متر مكعب في السنة.
وفي هذا السياق، أكد عيماد بوعزيز، مهندس في القطاع العمومي وخبير في مجال الماء، أهمية الرفع من عدد مشاريع محطات تحلية مياه البحر كخطة استراتيجية مكملة للسياسة المائية المعتمدة في المغرب، مع مواصلة حملات التوعية والتحسيس، خاصة وأن “نسبة كبيرة من الماء الشروب تهدر بسبب التسربات، ولتفادي ذلك يجب معالجة هذه التسربات لاقتصاد 50 أو 55 في المائة من الثروة المائية”.
ويرى بوعزيز في تصريح لـ”العلم”، أن الضرورة تستدعي اعتماد هذه المحطات في المدن الساحلية باعتبارها استراتيجية مهمة (من السعيدية إلى الكويرة) ،نظرا لأن عملية توزيع واستهلاك الماء في المغرب، تتوزع على الشكل الآتي :أكثر من 80 في المائة للفلاحة، و10 في المائة للشرب، وما تبقى للصناعة، معتبرا في الوقت عينه أن توفير الأمن المائي للفلاحة هو ضمان دخل شريحة مهمة تناهز 40 في المائة من سكان المغرب.
واستحضر المتحدث، أهمية الاستفادة من الموارد المائية سواء منها الجوفية أو السطحية بعد التساقطات الأخيرة التي عرفتها المملكة في الجنوب الشرقي والأطلس المتوسط، والتي أنعشت العديد من السدود بالمنطقة، حيث “ارتفع منسوب المياه في سد منصور الذهبي إثر هذه التساقطات إلى 26 مليون متر مكعب”.
ونبه المتحدث إلى أن إحداث محطات تحلية المياه، يتطلب مجموعة من الشروط التقنية التي تلائم وضعية المغرب من الناحية الجغرافية والمناخية ونسبة الاحتياجات، وكذا الاقتصادية والبيئية.
وشدد على أن أحدث طرق تحلية مياه البحر هي “التناضح العكسي” حيث يستخدم غشاء شبه نافذ لفصل الملوحة والشوائب عن الماء، ويتم ضغط الماء عبر الغشاء، وتترك الملوحة والشوائب في الجهة الخلفية من الغشاء، بينما يمر الماء النقي إلى الجهة الأمامية.
كما استحضر الخبير في نفس التصريح كذلك أهمية اعتماد الطاقة النووية الأقل كلفة في إنتاج الماء في هذه المحطات، ومعالجة المياه العادمة من أجل استغلالها في سقي المناطق الخضراء كما هو الحال بالنسبة لبعض المدن.