* العلم الالكترونية - بدر بن علاش
من المنتظر أن يحل "ستافان دي ميستورا" المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، مساء اليوم الاثنين بمدينة العيون من أجل مباشرة مجموعة من الأنشطة المكثفة، في مقدمتها لقاء مع مسؤولي البعثة الأممية، بما فيهم عناصر الشق العسكري المكلفين بمراقبة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم سنة 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتضيف مصادر لـ"العلم" من عين المكان أن دي ميستورا سيستهل أجندته صباح يومه الثلاثاء 05 سبتمبر، بلقاء مع ممثلي الفعاليات المدنية والحقوقية بالعيون، حيث ينتظر أن يستمع لعروض حول الواقع الحقوقي والاجتماعي والثقافي بالمنطقة.
كما سيعقد المبعوث لقاء آخرا بمقر المجلس الجماعي للعيون، مع منتخبي الجهة وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، حيث من المرتقب أن تلقى كلمات ومداخلات تنصب حول تأكيد دعم ساكنة الأقاليم الجنوبية القوي لمبادرة الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، باعتبارها الحل الوحيد والأوحد للنزاع، وكذا وضع الوسيط الأممي في صورة ما تعرفه حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، من نهضة تنموية شاملة ومستدامة على كافة المستويات .
وأفادت ذات المصادر، أن المبعوث الأممي سيتوجه صوب مدينة الداخلة، حيث سيكون هناك على موعد مع سلسلة من اللقاءات مع منتخبي وفعاليات الداخلة المدنية والحقوقية.
وفي هذا السياق صرح محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الزيارة تأتي في سياق التحضير لتقرير الأمين العام السنوي حول الملف، والذي سيعرض أمام أنظار أعضاء مجلس الأمن شهر أكتوبر المقبل، مع قرب انتهاء عهدة بعثة المينورسو، والتداول حول إمكانية تمديد مأموريتها لسنة أخرى.
وأبرز في تصريح لجريدة "العلم" أن لقاء دي ميستورا مع المنتخبين، يؤكد ويجسد مرة أخرى شرعيتهم التمثلية والقانونية للساكنة الصحراوية، كما أن جلوسه مع ممثلي المجتمع المدني، يبرز المكانة التي باتوا يحظون بها، مع العلم أن عدد الجمعيات في الأقاليم الجنوبية يتجاوز من 7 آلاف جمعية.
وشدد محمد سالم على أن الزيارة فرصة أيضا للوقوف على انخراط المملكة في دعم الجهود والمساعي الأممية لطي هذا الملف، خاصة وأن المغرب يعرب عن تأييده لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالملف، وهي القرارات التي تشيد بعقلانية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وتصفها بالجدية والمصداقية، وذات الأولوية، وتتجاوز كافة الطروحات الرديكالية والانفصالية التي لم يعد لها مكان في عالم اليوم.
كما ستشكل جولته فرصة لتسليط الضوء على المواقف المتعنتة لخصوم المغرب، الذين يصطدمون مع الشرعية الدولية، ويرفضون قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فضلا عن تنصلهم من اتفاق وقف إطلاق النار ودخولهم في الدعاية الحربية التصعيدية.
وسجل المتحدث انحصار المواقف الانفصالية وتراجعها واندحارها في الأقاليم الجنوبية، حيث ينعم أبناؤها بالتنمية الشاملة والأمن والآمان، بينما توجد مخيمات العار بتندوف على الجمر في ظل الوضع الاجتماعي المتأزم الذي ينكشف بالاصطدامات المتتالية، وتفشي الجريمة المنظمة، وترهل التنظيم وتفكك أجهزته الأمنية في ظل تراجع الخطاب الانفصالي لدى المحتجزين نتيجة الانتكاسات التي تتلقاها الجبهة في السنوات الأخيرة.