العلم الإلكترونية - الرباط
في الوقت العصيب الذي توقفت فيه جهود الوساطة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتعثرت المساعي المبذولة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة المنكوب، وفشلت الوسائل المستعملة لحد الآن لتمرير هذه المساعدات عبر إسقاطها من الجو أو بواسطة البحر، أطلق جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله، رئيس لجنة القدس، عملية إنسانية فريدة من نوعها، تعد بكل المقاييس مبادرة ملكية رائدة، ترمي إلى توجيه المساعدات الغذائية عن طريق البحر لفائدة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة وفي مدينة القدس ، مما سيضمن إيصال المساعدات مباشرةً إلى السكان المستهدفين ، وليس عبر طرق ملتوية ومن خلال ما بات يعرف بتجار النكبات الذين يغتنمون المناسبات المأساوية الأليمة ، ليكدسوا الأرباح من وراء ظهر المواطنين المتضررين بالكامل جراء الحرب المدمرة التي أتت على الأخضر واليابس، وجعلتهم يتضورون جوعاً هم وأطفالهم ونساؤهم و عجائزهم و مرضاهم ، ولا منقذ لهم ولا مسعف ، وهم قابعون في خيام لا تتوفر فيها وسائل الحماية من الأمطار و انخفاض درجة الحرارة و أداء الحاجة الطبيعية .
في الوقت العصيب الذي توقفت فيه جهود الوساطة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتعثرت المساعي المبذولة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة المنكوب، وفشلت الوسائل المستعملة لحد الآن لتمرير هذه المساعدات عبر إسقاطها من الجو أو بواسطة البحر، أطلق جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله، رئيس لجنة القدس، عملية إنسانية فريدة من نوعها، تعد بكل المقاييس مبادرة ملكية رائدة، ترمي إلى توجيه المساعدات الغذائية عن طريق البحر لفائدة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة وفي مدينة القدس ، مما سيضمن إيصال المساعدات مباشرةً إلى السكان المستهدفين ، وليس عبر طرق ملتوية ومن خلال ما بات يعرف بتجار النكبات الذين يغتنمون المناسبات المأساوية الأليمة ، ليكدسوا الأرباح من وراء ظهر المواطنين المتضررين بالكامل جراء الحرب المدمرة التي أتت على الأخضر واليابس، وجعلتهم يتضورون جوعاً هم وأطفالهم ونساؤهم و عجائزهم و مرضاهم ، ولا منقذ لهم ولا مسعف ، وهم قابعون في خيام لا تتوفر فيها وسائل الحماية من الأمطار و انخفاض درجة الحرارة و أداء الحاجة الطبيعية .
لقد خطط لهذه العملية الإنسانية أن تمر، ولأول مرة، عبر طريق البر غير المسبوق، بعد أن تبين أن المعابر الأخرى، بما فيها معبر رفح الرابط بين مصر وقطاع غزة، الذي يخضع لحسابات سياسية واعتبارات أمنية طبقاً لاتفاقية مبرمة بين الحكومة المصرية والسلطة الفلسطينية، بضمان الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل التغيير الدراماتيكي الذي وقع في قطاع غزة، ما جعل حركة المقاومة الإسلامية حماس، تنفرد بالسلطة بعد أن أقصيت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد، عن القطاع. وهذا الجانب الأمني السري المتعلق بشرعية الدخول إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر رفح (التي هي رفحان مصرية و فلسطينية ) يلعب دوراً رئيساً في عرقلة المرور من هذا الطريق ، مما يجعل الضحايا هم المواطنين الفلسطينيين سكان القطاع .
ومن هنا جاءت المبادرة الملكية في الوقت المناسب، لكسر القاعدة المعتمدة، من جهة، ولتوفير الطريقة التي تساعد على تحقيق الهدف الإنساني، وهو إيصال المساعدات الغذائية إلى مستحقيها مباشرةً، ودون مرور بسلاسل التوزيع التي لا تخلو من الانحرافات والتجاوزات والاستغلالات .
هذا التخطيط الذي رسم للعملية الإنسانية المغربية ، فتح السبل أمام المساعدات الغذائية لتصل إلى مدينة غزة، وإلى مدن شمال القطاع ، و إلى رفح و خان يونس وغيرهما من مناطق الجنوب المحاذية للحدود مع مصر ، بل ولتنفذ إلى مدينة القدس من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف ، الذراع العملياتي للجنة القدس ، التي تلقت التعليمات من قِبَل جلالة الملك ، نصره الله ، رئيسها والراعي الأمين لمصالح المقدسيين ، لتوزيع 2000 سلة غذائية تستفيد منها 2000 أسرة مقدسية . وهذه مبادرة غير مسبوقة بكل معاني الكلمة ، تسجل في صفحات التاريخ الذي يفتخر المغرب ، كما يفترض أن تفتخر به شعوب العالم الإسلامي قاطبة ودون استثناء .
و مما يزيد من الأهمية العالية للمبادرة الملكية الرائدة هذه ، أنه وبالإضافة إلى المساعدة المؤسساتية عبر مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، فقد تفضل جلالة الملك ، رعاه الله ، بالتكفل من مال جلالته الخاص ، بجزء كبير من المساعدات الغذائية المقدمة للمواطنين الفلسطينيين ، لاسيما تلك الموجهة للرضع والأطفال الصغار ، الذين يعانون أشد المعاناة جراء الأوضاع البئيسة المتردية و المؤلمة ، التي يعيشها قطاع غزة المنكوب .
وهكذا تكون المملكة المغربية ، وبتعليمات من جلالة العاهل الكريم ، في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تضطلع بالمهمة الإنسانية الحضارية ، وتساهم بطريقتها التي أثبتت جدواها و قيمتها وفعاليتها ، في تخفيف المعاناة عن الأشقاء الفلسطينيين، و في مواصلة المساعي المبذولة من أجل التوصل إلى مخرج آمن من هذه الأزمة المعقدة التي حان الوقت المناسب، لفك عقدتها وإيجاد حل نهائي لها، للانطلاق نحو تسوية سياسية تقوم على مبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دولياُ .
وأن تكون المملكة المغربية في قلب فلسطين، ومع مواطنيها الصامدين ، فهذا يعني أن الطريق الذي تسير فيه السياسة الخارجية المغربية ، سالك و ممهد ويؤدي إلى الهدف الاستراتيجي الذي يتطلع إليه العالم أجمع ، و يعمل له محبو السلام تحت مظلة الأمم المتحدة .
لو سارت دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في الطريق الذي اختارت المملكة المغربية السير فيه، على مستوى السعي من أجل خدمة القضية الفلسطينية ، لما وصلت الأزمة إلى هذه الدرجة من التفاقم والتفاحش والانفجار. ولقد أعطى المغرب مثالاً راقياً للدبلوماسية النافعة والبانية للسلام والقائمة على أسس الواقعية والبراغماتية والمنطق السياسي السليم والنجاعة ومراعاة المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، لو عُمل به لوصلنا إلى حيث نريد أن نصل ، إحلال السلام و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في أمن وسلام جنباً إلى جنب ، مع الدولة العبرية ، تحت مظلة القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة .
إن المبادرة الملكية الرائدة هذه، ينبغي أن تكون قدوةً لمن أراد أن يخدم قضية السلام، ويعمل من أجل ضمان الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف ، للشعب الفلسطيني .