Quantcast
مختصرات

الأمم المتحدة تُحَذِّرْ من ذوبان قياسي للأنهار الجليدية  23/04/2023


حذرت الأمم المتحدة، من نتائج الذوبان السريع للأنهار الجليدية في العالم خلال العام الماضي، من دون القدرة على لجم الوضع في ظل بلوغ مؤشرات تغير المناخ مجدداً مستويات قياسية، حسب ما أفادت به وكالة "أ.ف.ب".

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن السنوات الثماني الماضية كانت الأكثر دفئاً على الإطلاق، بينما بلغت تركيزات غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، ذروتها. وأوضحت المنظمة في تقريرها المناخي السنوي أن «الجليد البحري في أنتركتيكا انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق».

كما سجلت مستويات سطح البحر ارتفاعاً قياسياً، إذ ارتفعت بمعدل 4,62 مليمترات سنوياً بين عامي 2013 و2022، أي ضعف المعدل الذي كانت عليه بين عامي 1993 و2002. وسُجلت درجات حرارة قياسية في المحيطات، حيث ينتهي حوالي 90 في المئة من الحرارة المحتبسة على الأرض بسبب الغازات الدفيئة. وقال التقرير إن متوسط درجة الحرارة العالمية في 2022 كان أعلى بـ1,15 درجة مئوية فوق المعدل للسنوات ما بين 1850 و1900.

وسُجلت معدلات درجات الحرارة العالمية القياسية خلال السنوات الثماني الماضية، رغم تأثير التبريد الناجم عن ظاهرة «لا نينيا» المناخية التي امتدت على ما يقرب من نصف تلك الفترة.

وقال التقرير إن تركيزات غازات الدفيئة وصل إلى مستويات قصوى جديدة في 2021. وبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون 415,7 جزءاً في المليون عالمياً، أي 149% من مستوى ما قبل الثورة الصناعية (1750)، بينما وصل تركيز الميثان إلى 262% وأكسيد النيتروز 124%.

وقد شهدت الأنهار الجليدية المرجعية في العالم، أي تلك التي لها بيانات على المدى الطويل، خسارة في السماكة بمتوسط يزيد عن 1,3 متر بين أكتوبر 2021 وأكتوبر 2022، وهي خسارة أكبر بكثير من المتوسط على مدى العقد الماضي. وبلغت الخسائر التراكمية لسماكة الجليد منذ عام 1970 ما يقرب من 30 متراً.

في أوروبا، حطمت جبال الألب الأرقام القياسية لذوبان الأنهار الجليدية بسبب تضافر عوامل بينها النقص في تساقط الثلوج خلال الشتاء، وموجة الغبار الصحراوي في مارس 2022 وموجات الحر بين مايو وسبتمبر.

وقال رئيس المنظمة بيتيري تالاس «لقد خسرنا بالفعل اللعبة على صعيد ذوبان الأنهار الجليدية، لأن لدينا مثل هذا التركيز العالي لثاني أكسيد الكربون». وفي جبال الألب السويسرية، «فقدنا في الصيف الماضي 6,2 في المئة من كتلة الأنهار الجليدية، وهي أعلى نسبة منذ بدء التسجيلات».

وقال تالاس «هذا أمر خطير»، موضحاً أن اختفاء الأنهار الجليدية سيحد من إمدادات المياه العذبة للبشر وللزراعة، كما سيضر بمسارات النقل إذا أصبحت الأنهار أقل قابلية للملاحة. وأكد أن«هذا النوع من الأشياء سيتسبب بمخاطر كبيرة في المستقبل»، مضيفاً «ستختفي الكثير من الأنهار الجليدية الجبلية، وسيستمر تقلص الأنهار الجليدية في القطب الجنوبي وغرينلاند على المدى الطويل، ما لم نستحدث وسيلة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي».

على الرغم من الأخبار السيئة التي وردت في التقرير، قال تالاس إن هناك ما يدعو إلى بعض التفاؤل. وأشار إلى أن وسائل مكافحة تغير المناخ أصبحت ميسورة التكلفة، إذ أصبحت مصادر الطاقة الخضراء أرخص من الوقود الأحفوري، بينما يطور العالم أساليب لتحسين الكفاءة المناخية.

ولفت إلى أن الكوكب لم يعد يتجه نحو احترار بثلاث إلى خمس درجات مئوية، كما كان متوقعاً في عام 2014، لكنه الآن في طريقه لاحترار يتراوح بين 2,5 و3 درجات مئوية. وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية «في أفضل الأحوال، سنظل قادرين على بلوغ عتبة احترار عند 1,5 درجة مئوية، وهو ما سيكون أفضل لرفاهية البشرية والمحيط الحيوي والاقتصاد العالمي».

وبحسب تالاس، بات زعماء العالم «يتحدثون جميعاً عن تغير المناخ باعتباره مشكلة خطيرة، وبدأت الدول في التصرف»، خلافاً لما كان الوضع عليه قبل عقد من الزمن.  

تعليق جديد
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار