رئيسية 
الرئيسية 
العلم الإلكترونية - سعيد جلدي
في الأيام الماضية، تعالت أصوات بعض ساكنة مدينة العرائش وهم يشتكون من طعم غريب في مياه الشرب، حيث وصفه البعض بـ"غير العادي"، وآخرون بـ"مشبوه الطابع". وبينما كان المواطن البسيط يملأ كأسه بتحفظ، خرجت السلطات المحلية في جولة ميدانية مرفوقة بأفراد من المجتمع المدني وشركة توزيع الماء، يجوبون أحياء العرائش، يتفقدون، يصورون، ويتفحصون صنابير المياه كما لو أنها كنوز أثرية.
المواقع الإلكترونية غطت الحدث بحماسة، وبعض الصور ظهرت فيها الوجوه جادة كأنها في مهمة استخباراتية. لكن المثير في الأمر أنه بعد انتهاء هذه الجولة، اختفى الحديث عن طعم الماء وكأن السحر انقلب على الطاعنين.
هنا يطرح السؤال الساخن: هل قامت الجولة "بإقناع" الماء بأن يعود إلى طعمه الطبيعي؟ أم أن المشكل كان في الألسنة وليس في الحنفيات؟ وهل للمجتمع المدني في العرائش قدرة على تحسين الطعم فقط بالنظر والتحقيق الميداني؟
الماء مازال يجري في العرائش، لكن الأسئلة لا زالت معلقة.
