Quantcast
2025 مارس 6 - تم تعديله في [التاريخ]

إيلون ماسك يستثمر في الصحراء المغربية

استثمار أحد أثرى رجال الأعمال ومهندس الاقتصاد الأمريكي في الصحراء المغربية تأكيد متجدد لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية


إيلون ماسك يستثمر في الصحراء المغربية
العلم الإلكتروية - لحسن الياسميني
 
ذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن شركة "ستارلينك" (Starlink)، التابعة لمجموعة "سبيس إكس" (SpaceX) التي يملكها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، تجري مفاوضات مع السلطات المغربية لإطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الصحراء المغربية.
 
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية في المناطق الجنوبية للمملكة، وتوفير إنترنت عالي السرعة في المناطق النائية. وفي حال نجاح المفاوضات، ستكون الصحراء المغربية من بين المناطق الأولى في القارة الأفريقية التي تستفيد من خدمات "ستارلينك"، مما قد يشكل نقلة نوعية في مجال الاتصالات والتحول الرقمي في المنطقة.
 
يُذكر أن "ستارلينك" قد بدأت بالفعل في تقديم خدماتها في عدة دول أفريقية، مثل نيجيريا وموزمبيق، حيث لاقت تقنيتها استحسانًا كبيرًا لقدرتها على توفير اتصال سريع وموثوق في المناطق التي تعاني من نقص في البنية التحتية التقليدية.
 
بالإضافة إلى ذلك، أرسل إيلون ماسك فريقًا لإحداث فرع لشركته في المغرب، مما يعكس التزامه بتوسيع خدمات "ستارلينك" في المنطقة.
 
وكانت جريدة "لاراثون" الإسبانية قد ذكرت بدورها أن شركة "ستارلينك"، مزود الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابع لإيلون ماسك، تجري محادثات مع السلطات المغربية لتوسيع خدماتها لتشمل الصحراء المغربية، وفقًا لموقع Africa Intelligence. 
 
ويهدف هذا المشروع إلى تحسين الاتصال في المنطقة وتعزيز دورها كمركز استراتيجي لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
 
وقد اكتسبت المفاوضات، التي بدأت في صيف 2024، زخمًا خلال منتدى الأعمال القطري-الإفريقي الذي عُقد في مراكش في نوفمبر الماضي، بحضور لورين درير، نائب رئيس "ستارلينك". غير أن إطلاق الخدمة لا يزال مرهونًا بموافقة الوكالة الوطنية لتنظيم الاتصالات (ANRT) والمديرية العامة لأمن نظم المعلومات (DGSSI)، المسؤولة عن الجوانب التقنية والأمنية.
 
وعلى الرغم من تخوف مشغلي الاتصالات في المغرب من زيادة المنافسة، فإن وصول "ستارلينك" يمكن أن يسهم في تقليص الفجوة الرقمية، ويوفر حلولًا مبتكرة للسكان المحليين والشركات والمؤسسات. كما سيكون لهذا الانتشار تأثيرٌ على عدة قطاعات، بما في ذلك الأمن، والتعليم، والاقتصاد.
 
ويحمل استثمار "ستارلينك" في الصحراء المغربية دلالات سياسية واقتصادية مهمة، خاصة في سياق الاعتراف بمغربية الصحراء. فكل استثمار دولي في الأقاليم الجنوبية يعكس اعترافًا ضمنيًا بكون هذه المنطقة تحت السيادة المغربية، إذ إن الشركات الكبرى لا تقدم على استثمارات استراتيجية دون أخذ الوضع القانوني والسياسي بعين الاعتبار، مما يعزز هذا التوجه.
 
ويُعدّ إيلون ماسك شخصية عالمية مؤثرة، واستثماراته ليست مجرد قرارات اقتصادية، بل تحمل في طياتها رسائل سياسية غير مباشرة. وإذا قررت "ستارلينك" التوسع في الصحراء المغربية، فقد يكون ذلك بمثابة تعزيز عملي لموقف الولايات المتحدة، التي اعترفت رسميًا بمغربية الصحراء في عهد إدارة ترامب، وهو الاعتراف الذي لم يتم التراجع عنه خلال إدارة بايدن والذي من المنتظر إن يلقى مزيدا من التجسيد بعد إعادة انتخاب ترامب.
 
وإذا نجح استثمار ماسك، فمن المحتمل أن يُشجع شركات عالمية أخرى على دخول السوق المغربية، بما في ذلك الصحراء المغربية. وهذا سيزيد من ترسيخها كمجال استثماري طبيعي تحت السيادة المغربية، ما يجعل أي محاولات للتشكيك في ذلك غير ذات جدوى.
 
كما أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وخاصة عبر "ستارلينك"، سيخلق واقعًا اقتصاديًا جديدًا، حيث ستزداد ارتباطية الصحراء المغربية بالمراكز الاقتصادية الكبرى، مما قد يعزز اندماجها الكامل داخل النسيج الاقتصادي الوطني.
 
ويمكن اعتبار هذه الاستثمارات إشارة إلى أن مسألة السيادة المغربية على الصحراء أصبحت أمرًا واقعًا لا رجعة فيه.
 
 وينظر الملاحظون إلى أن استثمار "ستارلينك" في الصحراء المغربية ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل قد يعتبر خطوة تعزز الاعتراف العملي بمغربية الصحراء على المستوى الدولي. كما أنه يوجه رسالة واضحة بأن المنطقة مهيأة لاستثمارات كبرى، مما يقلل من فرص أي محاولة لتغيير الوضع القائم.
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار