
العلم الإلكترونية - محمد الحبيب هويدي
شهدت سوق الفواكه الأوروبية تحولات ملحوظة خلال الموسم الحالي، خاصة فيما يتعلق بصنف اليوسفي، حيث أدى تراجع إنتاج بعض الأصناف في إسبانيا إلى زيادة الطلب على الواردات، مما أتاح للمغرب فرصة لتعزيز حضوره كمصدر رئيسي لهذه الفاكهة.
ووفقًا لما كشفه فلورين نيكولاي بيلو، أحد خبراء تصدير الفواكه بإسبانيا، فإن الظروف المناخية الصعبة، خصوصًا الأمطار الغزيرة خلال فصل الخريف، أثرت بشكل كبير على جودة بعض أصناف اليوسفي الإسباني، مثل "كليموليس"، التي واجهت مشاكل متعلقة بالرطوبة الزائدة، مما أدى إلى إنهاء موسمها مبكرًا. ورغم أن الفاكهة كانت تبدو بحالة جيدة عند خروجها من المستودعات، إلا أن آثار الرطوبة ظهرت بوضوح عند وصولها إلى وجهتها النهائية.
وفي ظل هذه الظروف، ارتفعت واردات اليوسفي إلى السوق الأوروبية، خاصة من المغرب، الذي أصبح يكتسب مكانة متزايدة في تصدير هذه الفاكهة خلال الجزء الثاني من الموسم. ويؤكد فلورين أن الفاكهة المستوردة من المغرب تتميز بجودتها العالية، وهو ما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى المستوردين الأوروبيين.
ويعود نجاح المغرب في هذا المجال إلى عدة عوامل، من بينها تحسن تقنيات الزراعة والحصاد، إضافة إلى استثمارات مهمة في سلاسل التوريد والتخزين، مما يضمن وصول الفاكهة إلى الأسواق الخارجية بأفضل جودة ممكنة. كما أن الموقع الجغرافي المتميز للمغرب يسمح له بتقديم إمدادات منتظمة للأسواق الأوروبية، ما يعزز تنافسيته أمام الدول الأخرى المصدرة لنفس المنتج.
ومع اقتراب نهاية موسم اليوسفي الإسباني، يتوقع الخبراء استمرار ارتفاع الطلب على الفواكه المغربية، مما يمنح المغرب فرصة لتعزيز حصته السوقية بشكل أكبر. ويبدو أن السنوات القادمة قد تشهد مزيدًا من التوسع في صادرات المغرب من الفواكه، خاصة مع تزايد الاهتمام بالجودة العالية والاستدامة في قطاع الفلاحة.