تدرس المفوضية الأوروبية اقتراحاً قدمه مسؤولون أوروبيون لتنفيذ عمليات شراء مشتركة إلزامية بقيمة 13.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف ملء مرافق التخزين استعداداً للشتاء المقبل 2023، فيما تشهد مدن أوروبية، وبخاصة في فرنسا، تظاهرات متصاعدة في ظل أزمة الطاقة وتداعياتها على الأسعار.
وقالت مسؤولة أوروبية مؤيدة للاقتراحات التي قدمتها المفوضية الأوروبية للنظر فيها من قبل دول الاتحاد الأوروبي، أمس، «نحن نقوم بإنشاء مشتريات مشتركة، ونحضر أدوات قانونية لذلك»، وفقاً لوكالة سبوتنيك.
ووفق مصادر أوروبية، فإن الغرض من هذه المشتريات، سيكون ملء مخازن الغاز لفصل الشتاء المقبل لعام 2023 - 2024، حيث من المتوقع أن يكون الشتاء أكثر صعوبة من الشتاء المقبل، بسبب انخفاض كميات الإمدادات الروسية، وبالتالي، ينبغي إنشاء أداة مشتريات عامة بحلول بداية موسم تعبئة تخزين الغاز، الذي يبدأ في أبريل.
وتوصي بروكسل بآلية موقتة لتصحيح أسعار الغاز. وبحسب مصدر أوروبي، سيكون «ممراً ديناميكياً» (نطاق مرن يسمح فيه للأسعار بالتقلب) لتأطير المعاملات في سوق «تي تي إف»، ما يجعل من الممكن تخفيف التقلبات وتجنب أي ارتفاع حاد.
من جانب آخر، تريد بروكسل إجبار الدول الأعضاء على الموافقة على إجراء عمليات شراء مشتركة من الغاز على مستوى الاتحاد الأوروبي للموسم المقبل لملء المخزونات وذلك من أجل الحصول على أسعار أفضل من الموردين الموثوق بهم (النرويج والولايات المتحدة...) ومنع دول الكتلة من التنافس.
ويعاني الاقتصاد الأوروبي بشدة جراء خفض روسيا إمداداتها من الهيدروكربونات التي تعتمد عليها الكتلة بشكل كبير.
لكن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبة كبيرة في إيجاد رد مشترك، مع تباين المصالح بين الدول، مثل فرنسا التي تراهن على الطاقة النووية أو ألمانيا التي تعتمد على الفحم أو الدول المرتبطة بالهيدروكربونات الروسية في وسط أوروبا.
وقد لخّص وزير الانتقال البيئي الإيطالي روبرتو تشينغولاني الوضع قائلاً «الأسعار مجنونة: نتفق على التشخيص، لكننا ما زلنا نناقش العلاج المناسب».
وأعرب القادة الأوروبيون خلال اجتماع في براغ مطلع نوفمبر، عن مخاوفهم بشأن العواقب الاقتصادية والاجتماعية للتضخم.
وقال وزير الصناعة التشيكي يوزيف سيكيلا الأسبوع الماضي، «إذا لم نجد حلاً سينتهي الأمر بالناس في الشوارع وباقتصاد ضعيف وبالإفلاس وبدعم أقل شعبية لسياسات المناخ والمساعدات لأوكرانيا. هذا الشتاء سيكون حاسماً».