العلم الإلكترونية - الرباط
يشكل التحولان اللذان وقع أولهما في سنة 2007 وثانيهما في سنة 2016 ، الأساسَ الراسخَ الذي انبنت عليه هندسة العلاقات المغربية الأفريقية ، في طورها الجديد ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده . فالتحول الأول يتمثل في مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ، الذي تقدمت به المملكة المغربية إلى مجلس الأمن الدولي في سنة 2007 ، بينما يتمثل التحول الثاني في إعلان المغرب يوم 17 يوليوز سنة 2016 عن قراره بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي ، بعدما انسحب من سلفه منظمة الوحدة الأفريقية في سنة 1984 ، احتجاجاً على قبول عضوية الجمهورية الوهمية ممثلةً لجبهة البوليساريو الإنفصالية . و شكل الحدثان معاً أرضيةً صلبةً لانطلاق زيارات جلالة الملك ، نصره الله ، لعدد كبير من الدول الأفريقية ، التي بدأت أولاها في سنة 2014 ، ثم توالت في الفترات اللاحقة ، حتى شملت الزيارات الملكية خمسين بلداً أفريقياً ، في مبادرة هي الأولى من نوعها ، لا على الصعيد الأفريقي فحسب ، و إنما على الصعيد الدولي ، إذ لم يسبق لرئيس دولة في هذا العصر ، أن زار ، وفي فترات متقاربة ، هذا العدد غير المسبوق من الدول ، وفي قارة واحدة .
يشكل التحولان اللذان وقع أولهما في سنة 2007 وثانيهما في سنة 2016 ، الأساسَ الراسخَ الذي انبنت عليه هندسة العلاقات المغربية الأفريقية ، في طورها الجديد ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده . فالتحول الأول يتمثل في مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ، الذي تقدمت به المملكة المغربية إلى مجلس الأمن الدولي في سنة 2007 ، بينما يتمثل التحول الثاني في إعلان المغرب يوم 17 يوليوز سنة 2016 عن قراره بالعودة إلى الاتحاد الأفريقي ، بعدما انسحب من سلفه منظمة الوحدة الأفريقية في سنة 1984 ، احتجاجاً على قبول عضوية الجمهورية الوهمية ممثلةً لجبهة البوليساريو الإنفصالية . و شكل الحدثان معاً أرضيةً صلبةً لانطلاق زيارات جلالة الملك ، نصره الله ، لعدد كبير من الدول الأفريقية ، التي بدأت أولاها في سنة 2014 ، ثم توالت في الفترات اللاحقة ، حتى شملت الزيارات الملكية خمسين بلداً أفريقياً ، في مبادرة هي الأولى من نوعها ، لا على الصعيد الأفريقي فحسب ، و إنما على الصعيد الدولي ، إذ لم يسبق لرئيس دولة في هذا العصر ، أن زار ، وفي فترات متقاربة ، هذا العدد غير المسبوق من الدول ، وفي قارة واحدة .
لقد كانت الجولات الواسعة التي قام بها جلالة الملك ، وفقه الله ، للبلدان الأفريقية ، بمثابة القاعدة المتينة لتطوير العلاقات المغربية الأفريقية ، أطلق المغرب في إطارها ، مشاريع مهيكلة ، ساهم فيها القطاع الخاص المغربي ، في مجالات البنوك و التأمينات والاتصالات و الفلاحة والأسمدة و العقار و الطيران و غيرها . وتميزت تلك المرحلة من التطوير الحديث للعلاقات المغربية الأفريقية ، بإلغاء ديون عدة دول فقيرة عاجزة عن السداد ، مما فتح المجال واسعاً أمام المغرب لتوطيد حضوره الفاعل و المؤثر في أفريقيا ، حتى صار اليوم أول مستثمر أفريقي في أفريقيا الغربية ، و ثاني مستثمر أفريقي في القارة ، بعد جنوب أفريقيا .
لقد أقام المغرب هندسة علاقاته مع الدول الأفريقية ، على أساس توجه شراكات جنوب جنوب ، في قطاعات واعدة ، كالطاقة والعقار وتثمين الفلاحة من خلال إنشائه لوحدات تصنيع الأسمدة في عدد من دول القارة . وحسب الأرقام الرسمية ، إلى حدود الفترة ما قبل جائحة كوفيد 19 ، بلغت الاستثمارات السنوية المغربية في القارة السمراء ، 6,4 مليار درهم ، بعد أن كانت 907 مليون درهم في سنة 2007 . وهذه الأرقام في تصاعد مطرد . وهي على كل حال ، ليست سوى عينة واحدة ، من التطور الحثيث الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين المغرب وعديد من البلدان الأفريقية .
ومن تفاعلات الهندسة الدبلوماسية و آثارها على أرض الواقع ، أن حضور المغرب في الاتحاد الأفريقي يتسم بمزايا كثيرة ، فهو ديناميكي و براغماتي وفاعل و متفاعل ومتعدد الأبعاد ، ويكفي أن نذكر أن المغرب يحتضن المرصد الأفريقي للهجرة الذي يوجد مقره بالرباط ، ويتولى رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي (من 2022 إلى 2025) ، وله مواقف داعمة للقضايا الأفريقية ، و مساندة لجهود التنمية الشاملة المستدامة للبلدان الإفريقية .
ومن إفرازات هندسة العلاقات المغربية الأفريقية ، أن المغرب عضو فاعل و متميز في المنتديات الآسيوية الأفريقية، وهي منتدى أندونيسيا أفريقيا ، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ، و منتدى التعاون الياباني الإفريقي ، ومنتدى كوريا الجنوبية الأفريقي ، ومنتدى التعاون التركي الأفريقي . وهي منصات لترسيخ التعاون والشراكة بين هذه الدول والقارة الأفريقية عموماُ .
وتأتي مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ، في طليعة القنوات التي تعزز التعاون المغربي الأفريقي في المجال الديني . وهي صيغة مبتكرة للدبلوماسية الدينية التي تساند الدبلوماسية التقليدية و تدعم أهدافها الاستراتيجية ، وهي بناء السلام والأمن الروحي ، و تقوية العلاقات التاريخية بين المملكة المغربية وشقيقاتها الدول الأفريقية ، في إطار مؤسسة إمارة المؤمنين ، مع الاحترام الكامل للقوانين الجاري بها في كل دولة ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجميع الدول الأعضاء . و هذا الجانب من التعاون الأفريقي ينفرد به المغرب في القارة .
وتلك هي مقومات القوة المانعة و الدبلوماسية الناعمة، اللتين تستندان إلى الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس ، أعز الله أمره و نصره .