العلم الإلكترونية - الرباط
تزداد عزلة النظام الجزائري انكماشاً وتقوقعاً وانكفاءً على الذات، ويتأكد بشكل واضح، الفشل الذريع الذي منيت به السياسة الجزائرية، على الصعيدين الإقليمي والقاري، بالدرجة الأولى، وعلى الصعيد الدولي، بالتبعية، ويتضح ضمور الحضور الجزائري على مستويات أممية، وهبوط أسهمها في بورصة السياسة الدولية، بحيث صارت هذه الدولة الأفريقية، التي كانت لها صولة وجولة، بالتضليل والتزييف والتحريف، على صعيد ما كان يسمى قبل سقوط جدار برلين، بالعالم الثالث، صارت اليوم معدودة من الدول المارقة والمفلسة على مختلف المستويات، السياسية أولاً، ثم الاقتصادية ثانياً ، وعلى مستوى العلاقات الدولية ثالثاً.
تزداد عزلة النظام الجزائري انكماشاً وتقوقعاً وانكفاءً على الذات، ويتأكد بشكل واضح، الفشل الذريع الذي منيت به السياسة الجزائرية، على الصعيدين الإقليمي والقاري، بالدرجة الأولى، وعلى الصعيد الدولي، بالتبعية، ويتضح ضمور الحضور الجزائري على مستويات أممية، وهبوط أسهمها في بورصة السياسة الدولية، بحيث صارت هذه الدولة الأفريقية، التي كانت لها صولة وجولة، بالتضليل والتزييف والتحريف، على صعيد ما كان يسمى قبل سقوط جدار برلين، بالعالم الثالث، صارت اليوم معدودة من الدول المارقة والمفلسة على مختلف المستويات، السياسية أولاً، ثم الاقتصادية ثانياً ، وعلى مستوى العلاقات الدولية ثالثاً.
هذا النظام الذي تتفاقم الأزمات التي يعاني منها ، جراء اتساع رقعة عزلته في محيطه وإقليمه وقارته وفي معظم أنحاء العالم، يخوض الحروب الدبلوماسية مع الدول التي تعترف بمغربية الصحراء، والتي تدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، فيقوم باسدعاء سفرائها للاحتجاج على قراراتها السيادية، ولممارسة الضغط عليها، سعياً وراء تراجعها عن الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للمملكة المغربية في أقاليمها الجنوبية، وتواصل تحذيرها من الموقف الثابت التي اتخذته حيال الصحراء المغربية.
لما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على كامل أقاليمها الجنوبية، وجددت دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي وذي المصداقية، باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، هاج النظام الجزائري وذعر وصدم وأصابه الصرع، حتى بلغ به ما يسمى بالهوس الدبلوماسي ، درجة الاحتجاج الضمني على القرار السيادي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق ترمب. وحركت الدبلوماسية الجزائرية بيادقها في بعض الأوساط السياسية والفكرية في الولايات المتحدة، لتعبر عن الرأي المخالف لذلك القرار التاريخي، ولكن بدون جدوى، فأخفق النظام الجزائري في مسعاه المتهور والمهووس.
وعندما أعلنت إسبانيا في سنة 2022، عن موقفها الجديد تجاه قضية الصحراء المغربية، فاعترفت بالسيادة المغربية على كامل الصحراء التي كانت تحتلها إلى شهر فبراير سنة 1976، ودعمت مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، قامت الجزائر ولم تقعد، محتجةً غاضبةً مهددةً محذرةً الحكومة الإسبانية، واستدعت سفيرها في مدريد، واتخذت ما حسبت أنه عقاب اقتصادي موجه لحكومة مدريد، ودخلت في مهاترات أبعد ما تكون عن الأعراف الدبلوماسية وقواعد القانون الدولي وأصول العلاقات التجارية بين الدول. ولكن الجزائر خسرت كل شيء، وأخفقت في مساعيها، كما هو شأنها في كل منعطف تمر به.
أما الأزمة القائمة اليوم بين الجزائر وفرنسا، والتي بلغت حد استدعاء السفير الفرنسي لوزارة الخارجية الجزائرية، بعد أن بدأت باستدعائها لسفيرها في باريس، الذي لم يعد إليها حتى الآن، فهي، وكما جاء في المثل العربي، ثالثة الأثافي، وسابقة في العلاقات الدولية، وطفرة جنونية لا تمت بأدنى صلة لا بالدبلوماسية ولا بالسياسة ولا بالأخلاق الطبيعية، وإنما هي مظهر للتهور و التخبط والبؤس السياسي و الفضيحة الدبلوماسية .
والنظام الجزائري حين يصل في عدائه للمملكة المغربية لهذه الدرجة ، التي تجعله يصطدم مع دول من المفترض أن لها علاقات تاريخية مع الدولة الجزائرية، فهذا يعني أن حكام الجزائر، من العسكر أولاً ثم من المدنيين التابعين لهم، يغامرون بالمصالح العليا للشعب الجزائري في المقام الأول، الذي لا يرضيه، بأية حال من الأحوال، بأن تسوء العلاقات الجزائرية الفرنسية لهذا الحد، وتدخل منزلقاً خطيراً، لا لسبب إلا لاعتراف الدولة الفرنسية بمغربية الصحراء ، وبدعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
يود النظام الجزائري لو استطاع أن يدخل في صراع مع جميع الدول التي تدعم مقترح الحكم الذاتي وتعترف بمغربية الصحراء، وعددها حتى الآن 113دولة، حسب ما جاء في تصريحات قريبة لناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. فهذه الدولة الجارة بمروقها وبعزلتها وبإفلاسها، مستعدة للتضحية بمصالح شعبها وبتنميته وبحاضرها ومستقبلها، من أجل الوهم الذي تتشبث به منذ خمسة عقود، ألا وهو الوقوف مع ما تزعم أنه الشعب الصحراوي، في دفاعه عن ما تسميه حقه في تقرير المصير. تلك أوهام وأضاليل وأباطيل تتخذه الجزائر ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية، مع تكرارها الزعم بأنها ليست معنية بالنزاع الدائر الذي هي من اختلقته، ولا تزال متمسكة به.
من هذه الزاوية ننظر إلى الأزمة المتفاقمة التي فجرها النظام الجزائري مع فرنسا التي اعترفت، في موقف شريف يقدر لها، بمغربية الصحراء، وأعلنت دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وهي أزمة على حساب المصالح العليا للشعب الجزائري، الذي لا يد له في تفجيرها، ولا غاية تسعى إليها تخدم تنميته وازدهاره واستقرار أوضاعها و بناء مستقبله.