Quantcast
2024 ديسمبر 19 - تم تعديله في [التاريخ]

عزلة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬تكرس‭ ‬إفلاس‭ ‬دبلوماسيتها


العلم الإلكترونية - الرباط 

تزداد‭ ‬عزلة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬انكماشاً‭ ‬وتقوقعاً‭ ‬وانكفاءً‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬ويتأكد‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬الذي‭ ‬منيت‭ ‬به‭ ‬السياسة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والقاري،‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬بالتبعية،‭ ‬ويتضح‭ ‬ضمور‭ ‬الحضور‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬أممية،‭ ‬وهبوط‭ ‬أسهمها‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية،‭ ‬بحيث‭ ‬صارت‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬صولة‭ ‬وجولة،‭ ‬بالتضليل‭ ‬والتزييف‭ ‬والتحريف،‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬‮ ‬قبل‭ ‬سقوط‭ ‬جدار‭ ‬برلين،‭ ‬بالعالم‭ ‬الثالث،‭ ‬صارت‭ ‬اليوم‭ ‬معدودة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المارقة‭ ‬والمفلسة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات،‭ ‬السياسية‭ ‬أولاً،‭ ‬ثم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ثانياً‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ثالثاً‭.‬
 
هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬تتفاقم‭ ‬‮ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬،‭ ‬جراء‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬عزلته‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬وإقليمه‭ ‬وقارته‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬‮ ‬يخوض‭ ‬الحروب‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعترف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬والتي‭ ‬تدعم‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية،‭ ‬فيقوم‭ ‬باسدعاء‭ ‬سفرائها‭ ‬للاحتجاج‭ ‬على‭ ‬قراراتها‭ ‬السيادية،‭ ‬ولممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬عليها،‭ ‬سعياً‭ ‬وراء‭ ‬تراجعها‭ ‬عن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحقوق‭ ‬الوطنية‭ ‬والتاريخية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬أقاليمها‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وتواصل‭ ‬تحذيرها‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬التي‭ ‬اتخذته‭ ‬حيال‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬
 
لما‭ ‬اعترفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أقاليمها‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وجددت‭ ‬دعمها‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬الجاد‭ ‬والواقعي‭ ‬وذي‭ ‬المصداقية،‭ ‬باعتباره‭ ‬الأساس‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬للنزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬هاج‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وذعر‭ ‬وصدم‭ ‬وأصابه‭ ‬الصرع،‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالهوس‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬،‭ ‬‮ ‬درجة‭ ‬الاحتجاج‭ ‬الضمني‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬السيادي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬ترمب‭. ‬وحركت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الجزائرية‭ ‬بيادقها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬المخالف‭ ‬لذلك‭ ‬القرار‭ ‬التاريخي،‭ ‬ولكن‭ ‬بدون‭ ‬جدوى،‭ ‬فأخفق‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬المتهور‭ ‬والمهووس‭.‬
 
وعندما‭ ‬أعلنت‭ ‬إسبانيا‭ ‬‮ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬‮ ‬2022،‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬الجديد‭ ‬تجاه‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬فاعترفت‭ ‬بالسيادة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬‮ ‬الصحراء‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحتلها‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1976،‭ ‬ودعمت‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية،‭ ‬قامت‭ ‬الجزائر‭ ‬ولم‭ ‬تقعد،‭ ‬محتجةً‭ ‬غاضبةً‭ ‬مهددةً‭ ‬محذرةً‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬واستدعت‭ ‬سفيرها‭ ‬في‭ ‬مدريد،‭ ‬واتخذت‭ ‬ما‭ ‬حسبت‭ ‬أنه‭ ‬عقاب‭ ‬اقتصادي‭ ‬موجه‭ ‬لحكومة‭ ‬مدريد،‭ ‬ودخلت‭ ‬في‭ ‬مهاترات‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬عن‭ ‬الأعراف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وأصول‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭. ‬ولكن‭ ‬الجزائر‭ ‬خسرت‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأخفقت‭ ‬في‭ ‬مساعيها،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬شأنها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منعطف‭ ‬تمر‭ ‬به‭.‬
 
أما‭ ‬الأزمة‭ ‬القائمة‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬وفرنسا،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬حد‭ ‬استدعاء‭ ‬السفير‭ ‬الفرنسي‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬باستدعائها‭ ‬لسفيرها‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬إليها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فهي،‭ ‬وكما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬العربي،‭ ‬ثالثة‭ ‬الأثافي،‭ ‬وسابقة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وطفرة‭ ‬جنونية‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬بأدنى‭ ‬صلة‭ ‬لا‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬ولا‭ ‬بالسياسة‭ ‬ولا‭ ‬بالأخلاق‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬مظهر‭ ‬للتهور‭ ‬و‭ ‬التخبط‭ ‬والبؤس‭ ‬السياسي‭ ‬و‭ ‬الفضيحة‭ ‬الدبلوماسية‭ .‬
 
والنظام‭ ‬الجزائري‭ ‬حين‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬عدائه‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لهذه‭ ‬الدرجة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تجعله‭ ‬يصطدم‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬علاقات‭ ‬تاريخية‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر،‭ ‬من‭ ‬العسكر‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬التابعين‭ ‬لهم،‭ ‬يغامرون‭ ‬بالمصالح‭ ‬العليا‭ ‬للشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرضيه،‭ ‬بأية‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬بأن‭ ‬تسوء‭ ‬العلاقات‭ ‬الجزائرية‭ ‬الفرنسية‭ ‬لهذا‭ ‬الحد،‭ ‬وتدخل‭ ‬منزلقاً‭ ‬خطيراً،‭ ‬لا‭ ‬لسبب‭ ‬إلا‭ ‬لاعتراف‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬،‭ ‬وبدعمها‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭.‬
 
يود‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬لو‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬وتعترف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وعددها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬113دولة،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬قريبة‭ ‬لناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭. ‬فهذه‭ ‬الدولة‭ ‬الجارة‭ ‬بمروقها‭ ‬وبعزلتها‭ ‬وبإفلاسها،‭ ‬مستعدة‭ ‬للتضحية‭ ‬بمصالح‭ ‬شعبها‭ ‬وبتنميته‭ ‬وبحاضرها‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوهم‭ ‬الذي‭ ‬تتشبث‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬عقود،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تزعم‭ ‬أنه‭ ‬الشعب‭ ‬الصحراوي،‭ ‬في‭ ‬دفاعه‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تسميه‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭. ‬تلك‭ ‬أوهام‭ ‬وأضاليل‭ ‬وأباطيل‭ ‬تتخذه‭ ‬الجزائر‭ ‬ذريعة‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬مع‭ ‬تكرارها‭ ‬الزعم‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬معنية‭ ‬بالنزاع‭ ‬الدائر‭ ‬الذي‭ ‬‮ ‬هي‭ ‬من‭ ‬اختلقته،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬متمسكة‭ ‬به‭.‬
 
من‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الأزمة‭ ‬‮ ‬المتفاقمة‭ ‬التي‭ ‬فجرها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬اعترفت،‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬شريف‭ ‬يقدر‭ ‬لها،‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وأعلنت‭ ‬دعمها‭ ‬الكامل‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭. ‬وهي‭ ‬أزمة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للشعب‭ ‬الجزائري،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يد‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬تفجيرها،‭ ‬ولا‭ ‬غاية‭ ‬تسعى‭ ‬إليها‭ ‬تخدم‭ ‬تنميته‭ ‬وازدهاره‭ ‬واستقرار‭ ‬أوضاعها‭ ‬و‭ ‬بناء‭ ‬مستقبله‭.‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار