العلم الإلكترونية - نهيلة البرهومي
أثار إعلان كل من منظمة الصحة العالمية، والهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي، عن حالة طوارئ صحية عامة، وهو أعلى مستوى من التأهب، بسبب تفشي مرض «جدري القردة»، مخاوف المغاربة من إمكانية انتشار المرض ببلادنا، خاصة وأن المملكة سبق وأن سجلت 3 حالات إصابة مؤكدة بالوباء سنة 2022، أولها كانت لمواطن أجنبي.
أثار إعلان كل من منظمة الصحة العالمية، والهيئة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي، عن حالة طوارئ صحية عامة، وهو أعلى مستوى من التأهب، بسبب تفشي مرض «جدري القردة»، مخاوف المغاربة من إمكانية انتشار المرض ببلادنا، خاصة وأن المملكة سبق وأن سجلت 3 حالات إصابة مؤكدة بالوباء سنة 2022، أولها كانت لمواطن أجنبي.
ويتصاعد الترقب مع إعلان جان كاسيا، رئيس المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في مؤتمر صحافي أخيرا «أن جدري القردة حالة طوارئ صحية عامة تهدد الأمن على مستوى القارة»، موضحا أن «المرض عبر الحدود وأثر على الآلاف في كل أنحاء القارة الإفريقية».
وفي هذا السياق، أكد الطيب حمضي، خبير صحي وباحث في النظم الصحية، أن «المعطيات العلمية المتوفرة حاليا حول هذا الوباء مقلقة جدا على المستوى العالمي».
ويرى حمضي في تصريح لـ»العلم»، أن المغرب بدوره معني ومهدد بانتشار فيروس «جدري القردة»، رغم عدم تسجيل أي حالة في الوقت الراهن، لهذا يجب العمل بشكل جماعي، واتخاذ إجراءات عاجلة واستباقية للحد منه.
وأوضح الخبير الصحي والباحث في النظم الصحية، أن المقلق اليوم هو ظهور معطيات علمية تفيد بأن السلالة الجديدة «1 ب» تحدث فيها طفرات سريعة أكثر من السلالات السابقة، مما يساعد في انتشارها بشكل كبير، وخاصة بين صفوف الأطفال، من خلال احتكاك الجلد، منبها إلى أن نسبة الإماتة بلغت عند الأطفال 10 في المائة، و5 في المائة عند البالغين، وهي المعطيات التي ألزمت الوكالة الصحية التابعة للاتحاد الإفريقي لإعلان حالة الطوارئ الصحية العامة.
وأفاد المتحدث، بأنها ليست المرة الأولى التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ الصحية على مستوى العالم، مذكرا أنه تم إعلان حالة الطوارئ بسبب هذا الوباء في 2022 من قبل منظمة الصحة العالمية وتمت نهايته في 2023. مشيرا إلى أن هذا الإعلان سيمكن من التحرك بشكل استباقي، وجمع الأموال من أجل اللقاح، وتفعيل تقنيات الرصد واليقظة والمراقبة، والتشخيص والتحسيس.
ونبه إلى أننا أمام خطر حقيقي، والمغرب معني باتخاذ الإجراءات الضرورية، والمساهمة إفريقيا في الحد من انتشاره. وتابع» نحن لا نتوفر على لقاحات خاصة بهذا الفيروس، أو دواء معين».
ودعا إلى ضرورة تفعيل اليقظة، والمراقبة، وتحسيس المهنيين الصحيين بأعراض المرض، وكيفية التعامل الأولي معه، والإشارة إلى طريقة التبليغ عنه..وغيرهم». مستحضرا أننا لانزال في مرحلة محاصرة المرض بالدول الإفريقية، لهذا يجب تكثيف الجهود لتجنب انتشاره في دول أخرى.
وعن أعراض السلالة الجديدة من المرض، قال حمضي إنها تظهر في بداية الأمر كزكام وبعدها تنتشر كحبيبات مليئة بالماء على الجسم كاملا، عكس الجدري الذي كان منتشرا سابقا، ويظهر في مناطق معينة من الجسم، مع ارتفاع درجة الحرارة.
من جانبه، قال مصطفى الناجي، أخصائي في علوم الفيروسات، ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن “هذا المرض الحيواني الذي يبقى انتشاره في إفريقيا عاديا يضعنا أمام الحاجة إلى حملة تلقيح واسعة».
وأكد الناجي، في تصريح لـ»العلم»، أن المغرب حاليا يبقى في وضع مريح، إلا أنه ملزم من الناحية الاستباقية بـ «اتخاذ خطوات وقائية، تبدأ عبر حملة تلقيح واسعة تهم بالأساس الأطفال»، موضحا أن «هذه الخطوة ستساعد المملكة في تجهيز مناعة سكانية».
وتابع: «لا يجب على المغرب أن يجلس منتظرا تسجيل حالات، لأن هذا الأمر ممكن، طالما أن الفيروس ليست له حدود، ويمكن في أي مكان أن ينتشر، ما يعني أن الوقاية خير وسيلة حاليا».
وأشار الأخصائي في علم الفيروسات، إلى أن الجدري ظهر في إفريقيا سنة 1970، وانتشر في 5 بلدان إفريقية بشكل كبير ووصلت نسبة الإصابات أكثر من1400 حالة. منبها إلى أن العزل من الوسائل الضرورية اليوم أثناء إصابة أي شخص بجدري القردة، تفاديا لانتشار المرض.
ونبه إلى أن الجدري ليس له علاقة بالقردة فقط، وإنما هو مرض حيواني، يجب التعامل معه بحذر وتوقع الخطر من مجموعة من الحيوانات.