Quantcast
2025 مارس 31 - تم تعديله في [التاريخ]

المنافسة العالمية على تحديث أسطول النقل العسكري المغربي


المنافسة العالمية على تحديث أسطول النقل العسكري المغربي
العلم الإلكترونية - محمد الحبيب هويدي 
 
في إطار جهودها المستمرة لتحديث أسطولها من طائرات النقل العسكري، تدرس القوات الملكية الجوية المغربية عروض ثلاث شركات عالمية بارزة، وهي إيرباص الأوروبية، ولوكهيد مارتن الأمريكية، وإمبراير البرازيلية. هذه المنافسة تعكس رغبة المملكة في اقتناء طائرات بمواصفات متطورة تلبي احتياجاتها اللوجستية والعسكرية.
 
تُقدم شركة إيرباص طائرتها A400M، التي تُعرف بقدراتها الاستثنائية في حمل الأوزان الثقيلة لمسافات بعيدة. تستطيع هذه الطائرة قطع 9000 كيلومتر بحمولة 10 أطنان، كما يمكنها حمل 37 طنًا من المعدات العسكرية أو المواد اللوجستية والتحليق لمسافة 3000 كيلومتر. هذه الميزات تجعلها خيارًا مثاليًا للمهام الاستراتيجية بعيدة المدى، لا سيما في عمليات الدعم السريع ونقل المعدات العسكرية الثقيلة.
 
من جهتها، تطرح لوكهيد مارتن الأمريكية الطائرة C-130J-30، وهي نسخة مطورة من الطائرة الشهيرة C-130 التي أثبتت كفاءتها لعقود. هذه الطائرة تمتاز بجسم أطول يسمح بزيادة الحمولة ونطاق الطيران ليصل إلى 4000 كيلومتر. وتتمتع بقدرة تشغيلية عالية في مختلف الظروف الجوية، كما يمكنها الهبوط والإقلاع من مدارج غير معبدة، مما يجعلها مثالية للعمليات في المناطق الوعرة والصحراوية، وهي ميزة تناسب طبيعة الجغرافيا المغربية.
 
أما العرض الأكثر جاذبية فيأتي من إمبراير البرازيلية، التي لم تكتفِ فقط بتقديم طائرتها C-390M، بل وقّعت مذكرة تفاهم مع المغرب لاستثمار مليار دولار في قطاع صناعة الطيران بالمملكة. تتميز C-390M بقدرتها على التحليق لمسافة أكثر من 6000 كيلومتر، بينما تصل حمولة الشحن إلى 25 طنًا، مما يجعلها حلاً وسطًا بين قدرات A400M من حيث المدى وC-130J-30 من حيث المرونة.
 
مع دخول هذه الطائرات الثلاث المنافسة، قد لا يكون اختيار المغرب محصورًا بطائرة واحدة فقط، بل من المرجح أن يتم اقتناء مزيج من C-390M و C-130J-30. فالعلاقة التاريخية مع لوكهيد مارتن والتجربة السابقة للطيارين المغاربة مع طرازات C-130، تعطي أفضلية لهذه الطائرة من ناحية التشغيل والتدريب. في الوقت ذاته، قد يكون العرض البرازيلي جذابًا نظرًا لإمكانية نقل التكنولوجيا والاستثمار في القطاع الصناعي المغربي.
 
يُذكر أن الطائرة C-390M خضعت لاختبارات مكثفة في الأجواء المغربية خلال الأسابيع الماضية، في خطوة تعكس الجدية في تقييم أدائها ميدانيًا. إلى جانب ذلك، قد تدرس القوات الجوية المغربية العوامل الاقتصادية وكلفة التشغيل والصيانة لكل طائرة قبل اتخاذ القرار النهائي.
 
يبقى تحديث أسطول النقل العسكري المغربي خطوة استراتيجية تعكس توجه المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية واللوجستية، سواء من خلال اقتناء طائرات ذات مدى بعيد وحمولة ضخمة، أو من خلال استثمارات تدعم الصناعة المحلية وتوطين التكنولوجيا. وفي ظل هذه المعطيات، ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد الخيار الأمثل للقوات الملكية الجوية.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار