
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
في إطار الدينامية التي أطلقها حزب الاستقلال عبر برنامجه "2025 سنة التطوع"، انعقدت مساء الثلاثاء 18 مارس الجاري بمدينة العرائش ندوة هامة ناقشت قضايا الحماية الاجتماعية والسياسة الصحية في المغرب والإقليم على وجه الخصوص، نظمتها رابطتا الصيادلة والأطباء الاستقلاليين، و بتوصية من الأمين العام للحزب، نزار بركة.
وقد جاءت هذه الندوة في سياق وطني يتميز بتطورات كبيرة في مجال الحماية الاجتماعية، خاصة بعد الورش الملكي الكبير لتعميم التغطية الصحية، ما جعل من اللقاء فرصة لاستعراض المنجزات المحققة ومناقشة التحديات التي لا تزال تواجه هذا القطاع الحيوي.
وخلال تصريحها لجريدة "العلم"، أكدت الدكتورة كوثر العمالي، نقيبة صيادلة العرائش وعضو مكتب الرابطة الوطنية للصيادلة الاستقلاليين، أن هذه الندوة تشكل محطة مهمة ضمن سلسلة لقاءات تروم تعميق النقاش حول السياسة الدوائية والحماية الاجتماعية.
وأضافت العمالي، أن اللقاء نجح في استقطاب مشاركة عدد من الأطباء والصيادلة بالإقليم، إلى جانب شخصيات وازنة في الحزب، لمناقشة آخر المستجدات في هذا المجال، مع تقديم عروض تحليلية حول مدى تقدم ورش الحماية الاجتماعية، والصعوبات التي تواجهه، كما شكل الحدث مناسبة لتكريم الضيوف المشاركين وتجديد مكتب رابطة الصيادلة الاستقلاليين، إلى جانب تشكيل لجنة تحضيرية لرابطة الأطباء بإقليم العرائش.
من جانبه، أوضح الدكتور خالد لحلو، رئيس الرابطة الوطنية للأطباء الاستقلاليين وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة لقاءات مبرمجة في إطار "سنة التطوع"، التي أطلقها الحزب والتي تشمل العديد من الأنشطة خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن موضوع النقاش يهم السياسة الصحية في أبعادها المختلفة، مع التركيز على تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك محمد السادس، مؤكدا أن هذا الورش شهد تقدما كبيرا، لكنه لا يزال يتطلب تقييما مستمرا واقتراحات عملية لتعزيز فعاليته.
وأضاف لحلو، أن اللقاء يهدف إلى الخروج بتوصيات توضع رهن إشارة المسؤولين السياسيين، للمساهمة في تحقيق الأهداف المسطرة لهذا المشروع الوطني الكبير.
بدوره، شدد الدكتور كريم أيت أحمد، رئيس الرابطة الوطنية للصيادلة الاستقلاليين، على أهمية هذه الندوة، مبرزا أنها تندرج في إطار الدينامية التي أطلقها حزب الاستقلال، وأنها تهدف إلى مناقشة قضايا السياسة الصحية والحماية الاجتماعية التي تهم المواطنين المغاربة، خاصة بعد التوجيهات الملكية الأخيرة التي أكدت ضرورة تعميم هذا النظام.
وأشار أيت أحمد، إلى أن الحماية الاجتماعية ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تراكم مجهودات الحكومات المتعاقبة منذ حكومة التناوب، وصولا إلى النموذج الحالي الذي يخصص موارد مالية هامة لضمان ولوج المواطنين إلى خدمات علاجية حديثة وذات جودة. كما أشار إلى أن الخطاب الملكي شدد على إعادة هيكلة النظام الصحي برمته، وليس فقط إصلاح جوانب منه.
وركز رئيس الرابطة الوطنية للصيادلة الاستقلاليين على أهمية قطاع الأدوية، معتبرا أنه لا يحظى بالاهتمام الكافي رغم كونه ركنا أساسيا في المنظومة الصحية. وأكد أن غياب نظام فعال لتزويد المؤسسات الصحية بالأدوية يؤثر بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة، مشدداً على ضرورة وضع سياسات جديدة لضمان الأمن الدوائي، باعتباره جزءا من الأمن الاستراتيجي للدولة، كما أشار إلى المشاكل المرتبطة بأثمان الأدوية ونظام المشتريات العامة في المستشفيات، الذي يخضع لإجراءات طويلة ومعقدة، مما ينعكس سلباً على توفر الأدوية.
من جهته، قال البروفيسور عبد الواحد الفاسي، رئيس لجنة الأخلاقيات بحزب الاستقلال، إن هذا الاجتماع يكتسي أهمية كبيرة، ليس فقط في إطار "2025 سنة التطوع"، ولكن أيضا لما يمثله موضوع الصحة من دور أساسي في ثقافتنا العامة، سواء فيما يتعلق بالأطباء أو الصيادلة. وأضاف أن الصحة، وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية، تشكل المدخل الأساسي لكل المرافق الأخرى، مما يجعل أي نقاش حولها مسألة محورية في بناء منظومة اجتماعية متكاملة.
وأشار الفاسي إلى أن اختيار مدينة العرائش لاحتضان هذه الندوة يحمل دلالة خاصة، بالنظر إلى تاريخها العريق وعلاقتها الوثيقة بحزب الاستقلال. وأكد أن الحزب لطالما كان سبّاقاً في معالجة القضايا الصحية، حيث ساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة الإصلاحات خلال السنوات الأخيرة، ما أثمر نتائج إيجابية.
كما أشاد بالدور الكبير الذي تلعبه رابطة الأطباء الاستقلاليين ورابطة الصيادلة الاستقلاليين، مشيراً إلى أنهم يمتلكون خبرة واسعة في هذا المجال، ويدركون جيداً التحديات المطروحة. وأوضح أن المداخلات المنتظرة في الندوة ستسلط الضوء على جوانب متعددة، لا تقتصر فقط على الصحة، بل تمتد إلى الحماية الاجتماعية بمفهومها الشامل، نظراً لكونها ورشاً أساسياً يمس جميع المواطنين، ويشكل إحدى الأولويات الكبرى لصاحب الجلالة.

في ختام الندوة، تم تكريم المشاركين اعترافا بمساهماتهم، كما تم الإعلان عن تجديد مكتب رابطة الصيادلة الاستقلاليين، وتشكيل لجنة تحضيرية لرابطة الأطباء بإقليم العرائش، في خطوة تروم تقوية دور هذه الهيئات في دعم السياسات الصحية والحماية الاجتماعية بالمغرب.