العلم الإلكترونية - الرباط
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف الدولة الفرنسية بمغربية الصحراء ، بصيغة أقوى مما ورد في الرسالة التاريخية التي كان قد بعث بها في شهر يوليوز الماضي ، إلى جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، بمناسبة الذكرى الخامسة و العشرين لاعتلاء جلالته العرش . فقد قال الرئيس الفرنسي في الخطاب الذي ألقاه أول أمس أمام البرلمان ، إن حاضر ومستقبل هذه الأرض ، يقصد الأقاليم الجنوبية للمملكة ، لن يكونا إلا تحت السيادة المغربية ، بينما جاء في الرسالة السابقة الذكر، أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية . والجملة الجامعة المانعة التي وردت في خطابه أمام البرلمان ، قال فيها ( إن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الذي يجب أن يتم به حل هذه القضية ، في إطار واقعي و مستدام ، وهو موقف ستتخذه فرنسا و تواكبه في الهيئات الدولية ) . وهذا تجديد للتأكيد ، و إعلان للوعد ، و إخبار بالموقف الفرنسي القادم ، وهو مواكبة هذا الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء ، من خلال مبادرة الحكم الذاتي ، أمام المجتمع الدولي ، وعبر الهيئات الدولية والمحافل العالمية .
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف الدولة الفرنسية بمغربية الصحراء ، بصيغة أقوى مما ورد في الرسالة التاريخية التي كان قد بعث بها في شهر يوليوز الماضي ، إلى جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، بمناسبة الذكرى الخامسة و العشرين لاعتلاء جلالته العرش . فقد قال الرئيس الفرنسي في الخطاب الذي ألقاه أول أمس أمام البرلمان ، إن حاضر ومستقبل هذه الأرض ، يقصد الأقاليم الجنوبية للمملكة ، لن يكونا إلا تحت السيادة المغربية ، بينما جاء في الرسالة السابقة الذكر، أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية . والجملة الجامعة المانعة التي وردت في خطابه أمام البرلمان ، قال فيها ( إن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الذي يجب أن يتم به حل هذه القضية ، في إطار واقعي و مستدام ، وهو موقف ستتخذه فرنسا و تواكبه في الهيئات الدولية ) . وهذا تجديد للتأكيد ، و إعلان للوعد ، و إخبار بالموقف الفرنسي القادم ، وهو مواكبة هذا الحل الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء ، من خلال مبادرة الحكم الذاتي ، أمام المجتمع الدولي ، وعبر الهيئات الدولية والمحافل العالمية .
و في فقه اللغة ، تأكيد المؤكد ، هو المبالغة في التشديد على الرأي أو على الموقف ، وهي أعلى درجات الصدق في الالتزام، و الأمانة في التنفيذ ، والمسؤولية في المتابعة و المواكبة و المشاركة في العمليات المترتبة على هذا التأكيد المجدد ، والوعد المؤكد ، والالتزام الصارم .
وقد حرص الرئيس الفرنسي في خطابه ، على وضع النقط على الحروف ، و بث الثقة في نفوس من يتابعون ، فأوضح أن هذا الموقف القوي و الصريح و الواضح ، ليس عداء لأحد ، بل هو دعوة إلى كل من يريد التعاون في المنطقة . والرسالة واضحة، و الطرف الموجهة إليه معروف بحيث لا داعي للكشف عنه ، لأن المقام لا يناسب ذلك . ثم أردف الرئيس إيمانويل ماكرون قائلاً (وبكثير من القوة ، سيسعى العديد من الفاعلين و المقاولات لمواكبة هذه المنطقة ، من خلال استثمارات و مبادرات مستدامة لفائدة السكان المحليين) .
ولأن الرئيس إيمانويل ماكرون يمثل الحضارة الفرنسية العريقة التي احتضنت ثقافة الأنوار ، فإن خطابه امتزج فيه التاريخ بالثقافة و بالحضارة و بالآداب ، و من هنا جاء قوله ( إن المغرب يعد من أقدم الملكيات التي تحظى بالثقة ، وتتميز بقدرات شابة ) . وخاطب أعضاء البرلمان ممثلي الشعب المغربي ، بقوله ( أنتم البرلمانيون تمثلون شعباً متسامحاً و متعدد الثقافات ، ينتهج الحوار ، وتتجسد هذه القيم في مؤسساته و دستوره ) . ولم يكتفِ بهذه الإشادة التي تعبر عن الحقيقة ، وليست من قبيل المجاملة ، بل أضاف قائلاً ( إن خصال التسامح التي يدعو إليها جلالة الملك ، تشكل تحدياً لكل أشكال التطرف . وهذه القيم المغربية تشاركها فيها فرنسا أيضاً ، وتسعى لنشرها داخل الاتحاد الأوروبي في زمن الحروب هذا ) .
وبالتحليل الثقافي الرصين ، بل بالمقياس الفكري الذي استخدمه الرئيس ماكرون ، يمكن الربط بين هذين الشقين من الخطاب ، أولهما تجديد التأكيد للموقف السياسي الواضح و القوي بالاعتراف بمغربية الصحراء ، وثانيهما الإشادة القوية بالملكية المغربية التي وصفها بأنها من أقدم الملكيات التي تحظى بالثقة ، لنصل إلى الإقرار بأن الرئيس الفرنسي ، تحدث في خطابه هذا بالمنطق السياسي و بالمقياس الثقافي ، فجمع طرفَي المعادلة ، في انسجام و تناغم و سلاسة ، ضارباً أرقى مثال لرجل الدولة المحنك ، و المثقف المفكر . وتلك هي خصال القادة الفرنسيين العظام ورثة ثقافات الأنوار و القيم الإنسانية النبيلة .
لهذه الاعتبارات كلها ، نعرب عن عظيم الامتنان للموقف الفرنسي المشرف ، و للرئيس إيمانويل ماكرون الذي عبر عن السيادة المغربية ، وهو يجدد التأكيد على مغربية الصحراء ، وعلى أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ، هو الذي يجب أن يتم به حل هذه القضية ، في إطار واقعي مستدام ، و معلناً أن بلاده سوف تواكب هذا الموقف في الهيئات الدولية . وتلك هي عظمة فرنسا ، في أجمل تجلياتها.