2023 فبراير 2 - تم تعديله في [التاريخ]

‮«‬نداء‭ ‬طنجة» ‬يدق‭ ‬آخر‭ ‬مسمار‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية

الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬تتويج‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬وخارطة‭ ‬طريق‭ ‬لإقبار‭ ‬كيان‭ ‬البوليساريو


العلم الإلكترونية - فوزية أورخيص

قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬بنطلحة‭ ‬الدكالي،‭ ‬مدير‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬حول‭ ‬الصحراء،‭ ‬وأستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬القاضي‭ ‬عياض‭ ‬بمراكش،‭ ‬إن ‬‮«‬وجود‭ ‬كيان‭ ‬البوليساريو‭ ‬كجمهورية‭ ‬وهمية‭ ‬في‭ ‬حظيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬هو‭ ‬خروج‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬وخرق‭ ‬سافر‭ ‬لميثاق‭ ‬الاتحاد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإبقاء‭ ‬عليها‭ ‬يتعارض‭ ‬كليا‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تتضمنها‭ ‬المادتان‭ ‬3‭ ‬و4‭ ‬ من‭ ‬القانون‭ ‬التأسيسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭.‬‮»‬

وشدد‭ ‬السيد‭ ‬بنطلحة‭ ‬في‭ ‬تصريحه‭ ‬لجريدة ‬‮«‬العلم‮»‬ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اختتام‭ ‬لقاء‭ ‬نداء‭ ‬طنجة‭ ‬بمراكش،‭ ‬أن‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬كيان‭ ‬انفصالي‭ ‬مسلح‭ ‬يعكس‭ ‬الهشاشة‭ ‬المؤسساتية‭ ‬للمنظمة‭ ‬الافريقية،‭ ‬ويجعل‭ ‬مصداقيتها‭ ‬قاب‭ ‬قوسين،‭ ‬ويعرض‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمساءلة‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬استقلاليتها‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬لأجندات‭ ‬تعارض‭ ‬الأهداف‭ ‬السامية‭ ‬للقانون‭ ‬التأسيسي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬وللمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬وبالتالي‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬طرد‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬وشرط‭ ‬أساس‭ ‬لإعادة‭ ‬الحيادية‭ ‬والمصداقية‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الافريقية‭.‬‮»‬

موضحا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬‮«‬النشاز‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬الإفريقية‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬في‭ ‬مفهومه‭ ‬إلى‭ ‬كيان‭ ‬ذو‭ ‬طابع‭ ‬ارهابي‭ ‬على‭ ‬الادعاء‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‮»‬،‭ ‬‭ ‬وقال‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬وفق‭ ‬قاموس‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬كيان‭ ‬انفصالي‭ ‬مسلح‭ ‬لا‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مسؤولية‭ ‬قانونية‭ ‬ودولية‭ ‬تخول‭ ‬له‭ ‬الوجد‭ ‬ضمن‭ ‬الاتحاد‭.‬

وحول‭ ‬مشروع‭ ‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬بالإجماع‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الوزراء‭ ‬الأفارقة‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬نداء‭ ‬طنجة‭ ‬وتم‭ ‬تقديمه‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬ترأسه‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬و‭ ‬المغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬السيد‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة،‭ ‬قال‭  ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‮»‬‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬العادل‭ ‬والواقعي‭ ‬هو‭ ‬وثيقة‭ ‬مرجعية‭ ‬ستمهد‭ ‬لإقناع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬لإصدار‭ ‬قرار‭ ‬طرد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬عضويتها،‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬اعتبره‭ ‬جل‭ ‬المشاركين‭ ‬ليس‭ ‬بالصعب‭ ‬المنال‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬باطل‭ ‬فهو‭ ‬باطل،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬النداء‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬والبراغماتية‭ ‬والركائز‭ ‬القانونية‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لطرد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬والزج‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬تتويج‭ ‬فعلي‭ ‬للنداء‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬نونبر‭ ‬2022،‭ ‬بطنجة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬وثيقة‭ ‬مرجعية‭ ‬تقدم‭ ‬حججا‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترافع‭ ‬على‭ ‬عدالة‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يطمح‭ ‬الى‭ ‬تجسيد‭ ‬لرؤية‭ ‬افريقية‭ ‬تنتصر‭ ‬للوحدة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬ومصداقية‭ ‬السيادة‭ ‬للدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬بالحياد‭ ‬والموضوعية،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬تواجد‭ ‬كيان‭ ‬البوليساريو‭ ‬كجمهورية‭ ‬وهمية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬يكشف‭ ‬التناقضات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬التأسيسي‭ ‬والنص‭ ‬القانوني‭ ‬وفق‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬و‭ ‬يفضح‭ ‬الانحياز‭ ‬الواضح‭ ‬لمنظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الافريقية،‭ ‬بالتالي‭ ‬فمن‭ ‬أجل‭  ‬إفريقيا‭ ‬جديدة‭  ‬ذات‭ ‬سيادة‭ ‬قارية‭ ‬وثورة‭ ‬فكرية‭ ‬ونهضة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬تستدعي‭ ‬الظرفية‭ ‬الجيوستراتيجية‭ ‬و‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭  ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يعالج‭ ‬بها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬داخل‭ ‬الكواليس‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬للقارة‭ ‬السمراء‭, ‬وخير‭ ‬نموذج‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬

وقال‭ ‬خبير‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬تخلص‭ ‬المجهودات‭ ‬الجبارة‭ ‬لمناصري‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬مصداقية‭ ‬الاتحاد‭ ‬لضمان‭ ‬نجاعة‭ ‬وسيادة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬واحترامها‭ ‬للقرارات‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية‭ ‬ومصلحة‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬أمام‭ ‬أطماع‭ ‬فرق‭ ‬تسد‭ ‬لخدمة‭ ‬مصالح‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬امبريالي‭ ‬استعماري‭ ‬أكل‭ ‬عليه‭ ‬الظهر‭ ‬وشرب‭  .

‬هذا ‬‮«‬الكتاب‭ ‬الأبيض»‬‭ ‬هو‭ ‬تتويج‭ ‬للمرحلة‭ ‬الفكرية‭ ‬وللجولة‭ ‬وانعكاس‭ ‬صادق‭ ‬للمناقشات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إجراؤها،‭ ‬وتكمن‭ ‬قيمته‭ ‬المضافة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬بنائه‭ ‬المشترك‭ ‬لرؤية‭ ‬جديدة‭ ‬حول‭ ‬افريقيا‭ ‬موحدة،‭  ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ايديولوجيات‭ ‬عفا‭ ‬عليها‭ ‬الزمن،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬تحملها‭ ‬القوى‭ ‬الحية‭ ‬بالقارة‮»‬‭.‬

ونوه‭ ‬السيد‭ ‬بنطلحة‭ ‬بالمجهودات‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭   ‬الخارجية‭ ‬المغربية‭ ‬والتي‭ ‬اثمرت‭   ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬يشكل‭ ‬الكتاب‭ ‬الأبيض‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬حلقاتها‭ ‬وأن‭ ‬سياسة‭ ‬المقعد‭ ‬الفارغ‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬اهداف‭ ‬المملكة‭ ‬البتة،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬المغرب‭ ‬نجح‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬سياسة‭ ‬ناجعة‭ ‬للترافع‭ ‬على‭ ‬قضيته‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬نصف‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بالاتحاد‭ ‬تواصل‭ ‬فتحها‭ ‬لسفارات‭ ‬بالعيون‭ ‬والداخلة‭ ‬فوق‭ ‬تراب‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية‭ ‬الجنوبية‭ ‬المغربية،‭ ‬والثلثين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بهذا‭ ‬الكيان‭ ‬الوهم‭.‬

ويتضمن ‬‮«‬الكتاب‭ ‬الأبيض» ‬‭ ‬عشرة‭ ‬اعتبارات‭ ‬واقعية‭ ‬تبرر‭ ‬مباشرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي،‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال،‭ ‬التعليق‭ ‬النهائي،‭ ‬استبعاد‭ ‬أو‭ ‬طرد‭ ‬‮ «الجمهورية»‬‭ ‬الوهمية،‭ ‬ولا‭ ‬يتعين‭ ‬اعتبار‭ ‬هذا‭ ‬الحل،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬صيغه‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬‮«‬الكتاب‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬يتلاقى‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬عودة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي،‭ ‬بهدوء،‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بدوره‭ ‬كمساند‭ ‬فاعل،‭ ‬ذي‭ ‬مصداقية‭ ‬ومحايد‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬طبقا‭ ‬لروح‭ ‬ونص‭ ‬القرار‭ ‬693،‭ ‬كطابو‭ ‬أو‭ ‬هدف‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭.‬

وكان‭ ‬رؤساء‭ ‬الوزراء‭ ‬والوزراء‭ ‬الأفارقة‭ ‬السابقون‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النداء‭ ‬قد‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬“هذا‭ ‬الاستبعاد‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يعتبر‭ ‬هدفا‭ ‬بعيد‭ ‬المنال،‭ ‬لأنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬دينامية‭ ‬قارية‭ ‬ودولية‭ ‬تسودها‭ ‬الواقعية‭ ‬والبراغماتية،‭ ‬ولأنه‭ ‬يمثل‭ ‬شرطا‭ ‬مسبقا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬حيادية‭ ‬ومصداقية‭ ‬منظمة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي‭ ‬بخصوص‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية”‭.‬

وتجدر‭ ‬الاشارة‭ ‬أن‭ ‬ثلاثة‭ ‬بلدان‭ ‬افريقية‭ ‬جديدة‭ ‬وقعت،‭ ‬يوم‭ ‬السبت،‭ ‬بمراكش،‭ ‬على‭ ‬“النداء‭ ‬الرسمي‭ ‬لطرد‭ ‬الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقي”‭ ‬المسمى‭ ‬ب»نداء‭ ‬طنجة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬مكسب‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬انظار‭ ‬المزيد‭.‬



في نفس الركن