2024 ماي 19 - تم تعديله في [التاريخ]

‮"‬ماطا"‮ ‬تبعث‭ ‬برسالة‭ ‬السلام‭ ‬إلى‭ ‬العالم

بفضل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المغرب‭ ‬بات‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬السلم‭ ‬والتعايش‭ ‬الجماعي...


الحروب‭ ‬لا‭ ‬تجلب‭ ‬سوى‭ ‬الدمار‭ ‬و‭‬المآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يروح‭ ‬ضحيتها‭ ‬الأبرياء

المشيشية‭ ‬الشاذلية‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬12‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬الوسطي‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف


*العرائش: بدر بن علاش- تصوير حسني*

‭ ‬شهد‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مهرجان "ماطا‮" ‬تنظيم‭ ‬مائدة‭ ‬مستديرة‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬موضوعها‭ ‬الأساسي‭ ‬السلم‭ ‬وحوار‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات، شارك‭ ‬فيها‭ ‬ممثلون‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬قارات‭ ‬العالم، ورجال‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اتريسيا‭ ‬بيلار‭ ‬ليومبارت‭ ‬كوساك‭ ‬سفيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بالمغرب‭.‬

وقد‭ ‬استحضر‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المائدة‭ ‬المشترك‭ ‬الثقافي‭ ‬والروحي‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬العالم‭ ‬الواحد،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إبراز‭ ‬ملامح‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬لحضارة‭ ‬المغرب‭ ‬عبر‭ ‬تراث‭ ‬ماطا‭ ‬اللامادي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والدلالات‭ ‬الداعية‭ ‬الى‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬والتآزر‭ ‬الجماعي‭.‬

وبالمناسبة‭ ‬أكد‭ ‬نبيل‭ ‬بركة‭ ‬رئيس‭ ‬المهرجان‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬المشيشية‭ ‬الشاذلية‭ ‬العريقة، و‭‬منذ‭ ‬القرن 12، حريصة‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬المعتدل، و‭‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلم‭ ‬والتآخي‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬حضارات‭ ‬العالم، والمساهمة‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬معالم‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬للحضارة‭ ‬المغربية‭ ‬الأصيلة،‭ ‬وفقا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬لأمير‭ ‬المؤمنين‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس، التي‭ ‬يستحضر‭ ‬فيها‭ ‬دوما‭ ‬أهمية‭ ‬السلم‭ ‬والسلام‭‬، و‭‬رفض‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز،‭ ‬والعنف‭ ‬ضد‭ ‬الانسان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭.‬

وشدد‭ ‬الأستاذ‭ ‬بركة‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬مبادرة‭ ‬تخدم‭ ‬السلم‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم، كون‭ ‬الحروب‭ ‬لا‭ ‬تجلب‭ ‬سوى‭ ‬الدمار‭ ‬و‬المآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يروح‭ ‬ضحيتها‭ ‬الأبرياء‭.‬

كما‭ ‬أبرز‭ ‬الأستاذ‭ ‬بركة‭ ‬المكانة‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬المشيشية‭ ‬الشاذلية‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية،‭ ‬والتي‭ ‬لعبت‭ ‬أدوارا‭ ‬هامة‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان، وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬الإسلام‭ ‬الوسطي‭ ‬المعتدل،‭ ‬ورفض‭ ‬التشدد،‭ ‬و‬نبذ‭ ‬العنف‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭.‬

وأجمع‭ ‬المتدخلون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مهرجان‭ ‬ماطا‭ ‬بات‭ ‬علامة‭ ‬متميزة‭ ‬لاستلهام‭ ‬ثقافة‭ ‬العيش‭ ‬الجماعي‭ ‬وتلاقح‭ ‬الحضارات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والحوار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ممثلي‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭.‬

مستحضرين‭ ‬كذلك‭ ‬مبادرات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬تجاه‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬مثلا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬مسألة‭ ‬التعايش‭ ‬الجماعي‭ ‬و‭‬السلم‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬توقفت‭ ‬سفيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بالرباط،‭ ‬عند‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬الإقليمي‭ ‬والجهوي‭ ‬والدولي،‭ ‬باعتباره‭ ‬أرضا‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭.‬

كما‭ ‬استشهدت‭ ‬باحتفال‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬ماي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬بـ‮"‬يوم‭ ‬أوروبا" ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬تاريخا‭ ‬رمزيا‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬بدأت‭ ‬فيها‭ ‬عملية‭ ‬وحدة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء، قبل‭ ‬72‭ ‬عاما‭ ‬أي‭ ‬فى‭ ‬9‭ ‬ماي‭ ‬سنة‭‬1950‭  ‬ بعد‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭.‬

ومنذ‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية،‭ ‬تصورت‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬حقيقة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إنشاء‭ ‬إدارة‭ ‬مشتركة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬هذه‭ ‬القارة،‭ ‬وينسيها‭ ‬ذكرى‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬عادت‭ ‬عليها‭ ‬بالويلات‭ ‬والمآسي‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬بذرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬‮ ‬نوفمبر 1993.

وكان‭ ‬مسك‭ ‬ختام‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬رفع‭ ‬نداء رسالة‭ ‬السلام‭ ‬من ‬‮"‭‬ماطا‮" ‬أرض‭ ‬البركة‭ ‬والسلام‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭.‬




في نفس الركن