2023 ماي 9 - تم تعديله في [التاريخ]

‭ ‬هاجس‭ ‬أسعار ‬الأضحية‭ ‬يؤرق‭ ‬المغاربة‭ ..

الحكومة تعطي‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لاستيراد‭ ‬الأغنام‭ ‬من‭ ‬الخارج بسبب الضرر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬قطيع‭ ‬الماشية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬من‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭


العلم الإلكترونية - الرباط

بات‭ ‬من‭ ‬شبه‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬خاصة‭ ‬سكان‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى،‭ ‬سيضحون‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بأكباش‭ ‬مستوردة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعطت‭ ‬الحكومة‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لاستيراد‭ ‬الأغنام‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬

وترجع‭ ‬هذه‭ ‬الوضعية‭ ‬إلى‭ ‬الضرر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬قطيع‭ ‬الماشية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬من‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬التي‭ ‬ازدادت‭ ‬حدتها‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬وهذه‭ ‬السنة،‭ ‬بسبب‭ ‬التأثر‭ ‬البالغ‭ ‬للغطاء‭ ‬النباتي‭  ‬‮ ‬و‭ ‬قلة‭ ‬التساقطات،‭ ‬وغلاء‭ ‬المواد‭ ‬العلفية،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الكسابة‭ ‬على‭ ‬مسايرتها‭.‬

‭ ‬ولإعطاء‭ ‬نظرة‭ ‬بسيطة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الوضعية،‭ ‬فإن‭ ‬ثمن‭ ‬الحزمة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬التبن‭ ‬تجاوز‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬35‭ ‬درهما‭ ‬،‭ ‬ووصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وبعض‭ ‬المناطق‭  ‬إلى‭ ‬خمسين‭ ‬درهما،‭ ‬كما‭ ‬أن‭  ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الفلاحية‭  ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مواشيها‭ ‬تتعيش‭ ‬على‭ ‬بقايا‭ ‬الحصائد‭ ‬والمزروعات‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الصيف‭ ‬والخريف،‭ ‬وعلى‭ ‬الأعشاب‭  ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬الربيع،‭ ‬جعلت‭ ‬أصحابها‭ ‬يضطرون‭ ‬إلى‭ ‬تعليفها،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬التبن‭ ‬في‭  ‬غالب‭ ‬الأحيان‭ .‬

وقد‭ ‬لاحظ‭ ‬المواطنون‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬الغلاء‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬لأضحية‭ ‬العيد،‭ ‬وكذا‭ ‬الحالة‭ ‬المتردية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬الأغنام،‭  ‬ومما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬ونظرا‭ ‬لعدم‭ ‬تغير‭ ‬المعطيات‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬التساقطات،‭ ‬فإن‭ ‬الاستيراد‭ ‬بات‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أرادت‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬الحفاظ‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬على‭  ‬مستوى‭ ‬أثمنة‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬وبقائها‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬،‭ ‬وكذا‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القطيع‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬ذبحه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭  ‬سيكون‭ ‬عاملا‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬اندثاره‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬أنواعا‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬القطيع‭ ‬المحلي‭ ‬قد‭ ‬انمحت‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬،‭ ‬ولاحظنا‭ ‬أنه‭ ‬حلت‭ ‬محلها‭ ‬أصناف‭ ‬مستوردة‭.‬

وكانت‭ ‬الحكومة،‭ ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬أزمة‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬بالمغرب،‭  ‬قد‭ ‬أبلغت‭ ‬الجهات‭ ‬المستوردة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬موافقتها‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬الأغنام‭ ‬القابلة‭ ‬للذبح،‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري‭ ‬المشترك‭ ‬رقم  AIEI/AC/100/2023/D35‬ من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬الإمداد‭ ‬الطبيعي‭ ‬للسوق‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭.‬

وقالت‭ ‬وزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬والتنمية‭ ‬القروية‭ ‬والمياه‭ ‬والغابات‭ ‬في‭ ‬إشعار‭ ‬الموافقة‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬يتسم‭ ‬بالجفاف‭ ‬الشديد‭ ‬وما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬القطيع‭ ‬الوطني،‭ ‬قرر‭ ‬المغرب‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬الأغنام‭ ‬المعدة‭ ‬للذبح‭ ‬لضمان‭ ‬إمداد‭ ‬السوق‭ ‬الوطنية‭ ‬باللحوم‭.‬

وأضافت‭ ‬الوزارة‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المشغلين‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬الأغنام‭ ‬المعدة‭ ‬الذبح‭ ‬إيداع‭ ‬ملفاتهم‭ ‬لدى‭ ‬مديرية‭ ‬تطوير‭ ‬سلاسل‭ ‬الإنتاج‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬أو‭ ‬إلكتروني،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬دفتر‭ ‬تحملات‭ ‬تم‭ ‬إعداده‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬وفي‭ ‬تصريح‭ ‬مناقض‭ ‬لمعطيات‭  ‬الواقع‭  ‬المعيش‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭  ‬تردي‭ ‬وضع‭ ‬القطيع‭ ‬بالمغرب،‭  ‬قدّم‭ ‬محمد‭ ‬صديقي،‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬والصيد‭ ‬البحري‭ ‬والتنمية‭ ‬القروية،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬

سابق‭ ‬لوكالة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬للأنباء،‭ ‬،‭ ‬معطيات‭ ‬قال‭ ‬إنها‭ ‬تُبرز‭ ‬ارتفاع‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬سلاسل‭ ‬الإنتاج،‭ ‬ومنها‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬بنسبة‭ ‬51‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬المجمل‭ ‬ضمن‭ ‬مخرجات‭ ‬مخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الأخضر‭ ‬الذي‭ ‬حسَّنَ‭ ‬إنتاج‭ ‬القطاعات‭ ‬الزراعية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬كاشفاً‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬عصرنة‭ ‬المجازر‭ ‬ومسالك‭ ‬التوزيع‭.‬

واعتبر‭ ‬وزير‭ ‬الفلاحة‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬يقتضي‭ ‬حماية‭ ‬القطيع‭ ‬الوطني‭ ‬المخصص‭ ‬للذبح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬العمومي‭ ‬في‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬كضرورة‭ ‬لخلق‭ ‬ديناميكية‭ ‬اقتصادية‭ ‬زراعية‭ ‬وقروية‭.‬

وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬حرص‭ ‬وزارته‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬توازن‭ ‬المعادلة‭ ‬بين‭ ‬السياسة‭ ‬الفلاحية‭ ‬والسياسة‭ ‬الغذائية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أمن‭ ‬غذائي‭ ‬مستدام‭ ‬للمستهلكين‭ ‬بدون‭ ‬أمن‭ ‬اقتصادي‭ ‬مستقر‭ ‬للفلاحين،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره‭.‬

وكانت‭ ‬العملية‭ ‬الأخيرة‭ ‬لاستيراد‭ ‬الأبقار‭ ‬البرازيلية‭ ‬قد‭ ‬أثارت‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬المنتقدة‭ ‬حول‭ ‬جودة‭ ‬هذه‭ ‬الأبقار‭. ‬فكيف‭ ‬سيتعامل‭ ‬المغاربة‭ ‬مع‭ ‬الأضاحي‭ ‬المستوردة؟‭ ‬



في نفس الركن