الافـتتاحية

تلاحقت المكاسب التي حققتها المملكة المغربية في مجالات إقليمية ودولية خلال الأيام القليلة الماضية، على نحو يؤكد ارتفاع أسهم المغرب في البورصة الأفريقية، من جهة، وتعزيز الحضور المغربي على ساحات التعاون الدولي من أجل ترسيخ قواعد مبادئ حقوق الإنسان وترجمة القانون الدولي إلى واقع معيش، من جهة أخرى، مما يثبت فعالية الدينامية الإيجابية التي تدفع بالدبلوماسية المغربية نحو الأمام، تجسيداً للرؤية المتبصرة والحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله و أيده، التي تؤسس للسياسة الخارجية الهادفة والرصينة، التي تعتمدها المملكة.
وتبلورت هذه المكاسب الجديدة التي راكمها المغرب، في ثلاث مناسبات، رياضية، وحقوقية، واقتصادية، تزامنت لتشكل في مجموعها ثلاثة نجاحات، كل واحد منها يعد نقلة نوعية في المجال الذي يختص به. فقد انتخب المغرب رئيساً للدورة السابعة والخمسين للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة ومؤتمر وزراء المالية والتخطيط والتنمية الاقتصادية الأفريقية .وهذه الرئاسة تعكس ثقة الدول الأعضاء في قيادة المغرب والتزامه لصالح حكامة اقتصادية أفريقية ديناميكية وشاملة، في هذه الدورة التي عقدت تحت شعار "المضي قدماً في تنفيذ اتفاقية إحداث منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية : مقترح لإجراءات استراتيجية تحويلية،" وتتناول قضايا الرقمنة والتكنولوجيا والأمن الغذائي .
وفي هذا السياق المكاسبي الذي يعزز المركز الدولي للمملكة المغربية، انتخب التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، رئيسةً له بالإجماع، اعترافاً من هذا التحالف العالمي، الذي اجتمع في مقر الأمم المتحدة بجنيف ، بالريادة الاستثنائية التي تحلت بها الحقوقية المغربية رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، كأمينة عامة لهذا التحالف على مدى السنوات الثلاث الماضية ، مما جعل ترشيحها يحظى بدعم قوي من أعضاء الشبكة الأفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان. كما أن انتخاب أمينة بوعياش لهذا المنصب الدولي، هو مظهر من مظاهر التأييد للرؤية الملكية المستنيرة لترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في بلادنا، والعمل مع المجموعة الأفريقية، لنشر قيم حقوق الإنسان في القارة السمراء، والتمكين لثقافتها الناهضة بالمجتمعات الأفريقية.
ويعد انتخاب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عضواً في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، نصراً متميزاً يرفع مكانة المغرب عالياً ، على الصعيدين القاري والدولي، خصوصاً وأن الانتخاب قد جرى خلال الجمعية العمومية للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم المنعقدة في القاهرة، وذلك بعد نيله 49 صوتا من أصل 52 صوتا مع ورقة واحدة ملغاة. ونستطيع بسهولة أن نعرف لمن الأصوات الثلاثة التي صوتت بلا ولمن الورقة الملغاة. فهذا ليس فقط مجرد مكسب رياضي، ولكنه انتصار حاسم في ساحة المبارزة السياسية على الصعيد القاري. وهو انتصار يعزز مكانة فوزي لقجع في الساحة الكروية الأفريقية والدولية، يؤهله للانضمام إلى المكتب التنفيذي للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم "الكاف".
وهكذا تتداخل الرياضة وحقوق الإنسان والتعاون الأفريقي الدولي في المجال الاقتصادي، ليشكل هذا التداخل مكسباً دبلوماسيا رفيع الشأن عالي القدر، وليدفع بأسهم المغرب في البورصة الأفريقية إلى مزيد من الارتفاع، تأكيدا عملياً مباشرا لدينامية الدبلوماسية المغربية التي تتوالى إنجازاتها وتتزايد مكاسبها واطراد نجاحاتها.
العلم