2022 شتنبر 20 - تم تعديله في [التاريخ]

‬حماة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬يبهدلون‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وصنيعته‭ ‬‮ ‬"البوليساريو‮"‬

الجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬تعيش‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الجحيم‭ ‬بأروقة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بجنيف


العلم الإلكترونية - عزيز اجهبلي

ما‭ ‬وقع‭ ‬للجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬51‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بجنيف‭ ‬كاف‭ ‬بأن‭ ‬يدرك‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬بأن‭ ‬القضية‭ ‬مفتعلة‭ ‬ومن‭ ‬ورائها‭ ‬أطراف‭ ‬لا‭ ‬مصداقية‭ ‬ولا‭ ‬شرعية‭ ‬لهم،‭ ‬بحيث‭ ‬قام‭ ‬وفد‭ ‬أمريكي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬بمساءلة‭ ‬الجزائر‭ ‬بشأن‭ ‬الوضعية‭ ‬المقلقة‭ ‬للغاية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬السكان‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬ورفض‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬تحمل‭ ‬التبعات‭ ‬القانونية‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للجرائم‭ ‬الشنيعة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الخلاصات‭ ‬والنداءات‭ ‬المتكررة‭ ‬لآليات‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

رئيسة‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكي‭ ‬باتشيبا‭ ‬نيل‭ ‬كروكر،‭ ‬بصفتها‭ ‬الممثلة‭ ‬الدائمة‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مخاوف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬التوظيف‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬للقوانين‭ ‬التي‭ ‬تقيد‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والتجمع‭ ‬السلمي‭ ‬وتكوين‭ ‬الجمعيات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اعتقال‭ ‬النشطاء،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬أشادت‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬نشطاء‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الشجعان‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬يصدحون‭ ‬بالحقيقة‭ ‬للسلطة‭ ‬ويدعون‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬حديثه‭ ‬باسم‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬إل‭ ‬سيناكولو‮»‬‭ (‬IL CENACOLO‭) ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبصفته‭ ‬ضحية‭ ‬لفظائع‭ ‬انفصاليي‭ ‬‮«‬البوليساريو‮»‬،‭ ‬قدم‭ ‬فاضل‭ ‬بريكة‭ ‬رواية‭ ‬مؤثرة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عمليات‭ ‬الاختطاف،‭ ‬والاحتجاز‭ ‬التعسفي،‭ ‬وأبشع‭ ‬أنواع‭ ‬التعذيب‭ ‬النفسي‭ ‬والجسدي‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الممنهجة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬انفصاليو‭ ‬‮«‬البوليساريو‮»‬‭ ‬والقوات‭ ‬الجزائرية‭ ‬بحق‭ ‬السكان‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬حيث‭ ‬يلجأون‭ ‬إلى‭ ‬أبشع‭ ‬الوسائل‭ ‬لمعاقبة‭ ‬أي‭ ‬صوت‭ ‬يعارضهم‭ ‬أو‭ ‬يستنكر‭ ‬انتهاكاتهم‭ ‬الخطيرة‭ ‬وسرقتهم‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومنها‭ ‬الإعدامات‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القضاء،‭ ‬آخرها‭ ‬حرق‭ ‬الشابين‭ ‬الصحراويين‭ ‬موحا‭ ‬ولد‭ ‬حمدي‭ ‬ولد‭ ‬سويلم‭ ‬وعلي‭ ‬الإدريسي‭ ‬وهما‭ ‬أحياء‭.‬

‭ ‬وأحاط‭ ‬بريكة‭ ‬المجلس‭ ‬علما‭ ‬بإقدام‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬2021‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬ثلاثة‭ ‬شبان‭ ‬صحراويين،‭ ‬هم‭ ‬لكبير‭ ‬ولد‭ ‬سيدي‭ ‬أحمد‭ ‬المرخي،‭ ‬عبيدات‭ ‬ولد‭ ‬البلال‭ ‬وفليا‭ ‬ولد‭ ‬بركة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬حفرة‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬مخيم‭ ‬الداخلة‮»‬‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬ركزت‭ ‬عائشة‭ ‬الدويهي،‭ ‬باسم‭ ‬منظمة ‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‮»‬‭ ‬ غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬جنيف‭ ‬مقرا‭ ‬لها،‭ ‬على‭ ‬التوترات‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬بجنوب‭-‬غرب‭ ‬الجزائر،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬تراكم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الاحتجاجات‭.‬‭ ‬وقد‭ ‬سلط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الضوء‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬منذ‭ ‬تقريره‭ ‬S/2019/282‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬المعتقلين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬بحجة‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬و‭ ‬قمع‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬المعارضة‭ ‬و‭ ‬الأعمال‭ ‬الانتقامية‭ ‬والعنف‭ ‬والتهديدات‭ ‬والتمييز‭ ‬والضغط‭ ‬والاعتقالات‭ ‬بحق‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والناشطين‭ ‬والتمييز‭ ‬الانتقائي‭ ‬ضد‭ ‬حرية‭ ‬التنقل‭ ‬غياب‭ ‬التعداد‭ ‬وتقارير‭ ‬الحماية‭ ‬لسكان‭ ‬المخيمات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحويل‭ ‬المستمر‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬المحتجزون‭ ‬الصحراويون‭ ‬في‭ ‬تغذيتهم‭.‬

‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬السياق،‭ ‬ذكرت ‭ ‬‮«‬الشبكة‭ ‬الموحدة‭ ‬لتنمية‭ ‬موريتانيا‮» ‬‭ ‬بمذكرة‭ ‬المقرر‭ ‬الخاص‭ ‬المعني‭ ‬بحقوق‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بمساءلة‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬بشأن‭ ‬قيام‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الجزائرية‭ ‬بإعدام‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الصحراويين‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬منجم‭ ‬جنوب‭ ‬عوينة‭ ‬بلكراع،‭ ‬قصد‭ ‬حث‭ ‬المفوضية‭ ‬السامية‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬المروعة‭ ‬وتطبيق‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬الأساسية‭ ‬لحماية‭ ‬سكان‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭.‬

‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬انتقد‭ ‬ممثل‭ ‬المنظمة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية ‭ ‬‮«‬الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للشباب‭ ‬الوطنيين‮»‬‭ ‬ ذا‭ ‬ناشيونال‭ ‬موفمنت‭ ‬أوف‭ ‬يونغ‭ ‬باتريوتس‭) ‬استمرار‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف)،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬أداة‭ ‬لأمن‭ ‬قادة‭ ‬‮ «‬البوليساريو‮»‬‭ ‬ ويشجعهم‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬قمعهم‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬المخيمات،‭ ‬المحرومين‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬آلية‭ ‬للطعن،‭ ‬وكذا‭ ‬من‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬العدالة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬الأممية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬



في نفس الركن