الملك محمد الخامس المقاوم الأول والثائر الرائد وقائد الثورة الملكية الشعبية الكبرى دخل التاريخ ببطولاته و تضحياته وصموده
تحل اليوم الأحد 20 غشت، الذكرى السبعون لانطلاق ثورة الملك والشعب في يوم 20 غشت سنة 1953 ، بقيادة جلالة الملك محمد الخامس، رحمه الله، الذي رفض في إباءٍ وشموخٍ الخضوعَ للسياسة الاستعمارية، والتفريط في حقوق السيادة الوطنية التي هو مؤتمن عليها، فكان المصير نفي جلالته وأسرته الملكية إلى جزيرة كورسيكا التي احتجز فيها إلى شهر يناير سنة 1954 ، حيث نقل والأسرة الملكية إلى جزيرة مدغشقر في المحيط الهندي بشرقي أفريقيا، ومكث فيها مقطوع الصلة بالوطن إلى نهاية شهر أكتوبر سنة 1955، حيث رجع إلى باريس ودخل في محادثات مع السلطات الفرنسية إلى أن عاد ظافراً منتصراً إلى أرض الوطن يوم 16نوفمبر سنة 1955 ، ليعلن في اليوم 18 من الشهر نفسه عن استقلال المغرب .
ولكن الشعب المغربي انتفض انتفاضة شاملة عارمة بمجرد أن أذيع الخبر المشؤوم بنفي سلطان المغرب سيدي محمد بن يوسف ، فاندلعت الثورة الشعبية في ربوع المملكة، وكان هدفه الأوحد، هو عودة الملك إلى العرش وتحرير المغرب واستقلاله، فتأسست المقاومة التي اتخذت من تطوان القاعدة الرئيسة لها بعيداً عن السلطات الفرنسية، ثم نضجت المقاومة وتطورت الأحوال ، ليتأسس جيش التحرير في المنطقة الشمالية، كما في المنطقة الجنوبية على الحدود الفاصلة بين الصحراء المغربية التي كانت عهدئذ تحت الاحتلال الاسباني ، وبين المنطقة التابعة للاحتلال الفرنسي تحت ستار الحماية بموجب معاهدة 30 مارس سنة .1912
لقد هزت ثورة الملك والشعب الأرض من تحت السلطات الفرنسية ، وكان لها آثارها التي بلغت للحكومة الفرنسية ، مما أدى إلى تسريع الخطوات لإنهاء الأزمة بعودة الملك الشرعي إلى العرش وعزل الدمية الخائنة التي نصبها الاستعمار وأجلسها على العرش باسم (السلطان سيدي محمد بن عرفة) الذي انتهت قصته لما أبعد إلى فرنسا ثم إلى لبنان ليعاد مرة أخرى إلى فرنسا ذليلاَ بئيساً مخذولاَ مغضوباً عليه من الله ثم من الشعب وحتى من السلطات الفرنسية الاستعمارية.
بعودة الملك الشرعي إلى أرض الوطن دخلت ثورة الملك والشعب الطور الجديد، وهو ما عبر عنه جلالة الملك محمد الخامس حين قال (عدنا اليوم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) وهو بناء الدولة المغربية المستقلة. وبذلك سرت روح ثورة الملك والشعب في شرايين المغاربة ، فالتفوا حول الملك في طور جديد من ثورة الملك والشعب، وهو المسار الذي اطرد في عهد جلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، ويتواصل اليوم في هذا العهد الميمون بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يستمد من ثورة جده التي جددها والده، عزائم الاستمرار وحوافز المواصلة و دواعي ربط الحاضر بالماضي واستمداد روح الصمود منه، للدفاع عن المكتسبات، والحفاظ على سلامة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ولبناء النهضة الحديثة على أسس جديدة، ولتسريع وتيرة التنمية المستدامة.
إن ثورة الملك والشعب ليست حدثاً تاريخياً مضى وانقضى، ولكنها روح ومنهج في الحياة السياسية وطاقة متجددة وشعلة وضاءة لا انطفاء لها . ولذلك فالمغرب في ثورة الملك والشعب الدائمة ، لقيادة العرش، وبالتفاف الشعب حول الملك، في تعبئة وطنية جامعة لتحقيق الأهداف العليا ولحماية المصالح الحيوية لبلادنا، ولخدمة المواطنين والمواطنات.
العلم