2023 أغسطس/أوت 20 - تم تعديله في [التاريخ]

‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس.. المغرب‭ ‬يحتفل‭ ‬بالذكرى‭ ‬السبعين‭ ‬لثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬المجيدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التعبئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭

روح‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬تسري‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المغاربة‭ ‬وتتجدد‭ ‬في‭ ‬صيغ‭ ‬متطورة‭ ‬بقيادة‭ ‬حفيد‭ ‬قائدها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬مجدد‭ ‬الدولة‭ ‬وباني‭ ‬نهضتها‭ ‬الحديثة‭...


الملك‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬المقاوم‭ ‬الأول‭ ‬والثائر‭ ‬الرائد‭ ‬وقائد‭ ‬الثورة‭ ‬الملكية‭ ‬الشعبية‭ ‬الكبرى‭ ‬دخل‭ ‬التاريخ‭ ‬ببطولاته‭ ‬و‭ ‬تضحياته‭ ‬وصموده


تحل‭ ‬اليوم الأحد 20 غشت،‭ ‬الذكرى‭ ‬السبعون‭ ‬لانطلاق‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬غشت‭ ‬سنة‭ ‬1953‭ ‬،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬الخامس،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬في‭ ‬إباءٍ‭ ‬وشموخٍ‭ ‬الخضوعَ‭ ‬للسياسة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬والتفريط‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬هو‭ ‬مؤتمن‭ ‬عليها،‭ ‬فكان‭ ‬المصير‭ ‬نفي‭ ‬جلالته‭ ‬وأسرته‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬كورسيكا‭ ‬التي‭ ‬احتجز‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1954‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬نقل‭ ‬والأسرة‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬مدغشقر‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬بشرقي‭ ‬أفريقيا،‭ ‬ومكث‭ ‬فيها‭ ‬مقطوع‭ ‬الصلة‭ ‬بالوطن‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬1955،‭  ‬حيث‭ ‬رجع‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬ودخل‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬ظافراً‭ ‬منتصراً‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬يوم‭  ‬16نوفمبر‭ ‬سنة‭ ‬1955‭ ‬،‭ ‬ليعلن‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬18‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬استقلال‭ ‬المغرب‭ .‬

ولكن‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬انتفض‭ ‬انتفاضة‭ ‬شاملة‭ ‬عارمة‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬أذيع‭ ‬الخبر‭ ‬المشؤوم‭ ‬بنفي‭ ‬سلطان‭ ‬المغرب‭ ‬سيدي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬،‭ ‬فاندلعت‭ ‬الثورة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬المملكة،‭ ‬وكان‭ ‬هدفه‭ ‬الأوحد،‭ ‬هو‭ ‬عودة‭ ‬الملك‭ ‬إلى‭ ‬العرش‭ ‬وتحرير‭ ‬المغرب‭ ‬واستقلاله،‭ ‬فتأسست‭ ‬المقاومة‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬تطوان‭ ‬القاعدة‭ ‬الرئيسة‭ ‬لها‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية،‭ ‬ثم‭ ‬نضجت‭ ‬المقاومة‭ ‬وتطورت‭ ‬الأحوال‭ ‬،‭ ‬ليتأسس‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الشمالية،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عهدئذ‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسباني‭ ‬،‭ ‬وبين‭ ‬المنطقة‭ ‬التابعة‭ ‬للاحتلال‭ ‬الفرنسي‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الحماية‭ ‬بموجب‭ ‬معاهدة‭ ‬30‭  ‬مارس‭ ‬سنة ‭.‬1912‭‬ 

لقد‭ ‬هزت‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬آثارها‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬للحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬،‬ مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬الخطوات‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬بعودة‭ ‬الملك‭ ‬الشرعي‭ ‬إلى‭ ‬العرش‭ ‬وعزل‭ ‬الدمية‭ ‬الخائنة‭ ‬التي‭ ‬نصبها‭ ‬الاستعمار‭ ‬وأجلسها‭ ‬على‭ ‬العرش‭ ‬باسم‭ (‬السلطان‭ ‬سيدي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عرفة‭) ‬الذي‭ ‬انتهت‭ ‬قصته‭ ‬لما‭ ‬أبعد‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬ليعاد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬ذليلاَ‭ ‬بئيساً‭ ‬مخذولاَ‭ ‬مغضوباً‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬الاستعمارية‭.

بعودة‭ ‬الملك‭ ‬الشرعي‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬دخلت‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬الطور‭ ‬الجديد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬حين‭ ‬قال‭ (‬عدنا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الجهاد‭ ‬الأصغر‭ ‬إلى‭ ‬الجهاد‭ ‬الأكبر‭) ‬وهو‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬المستقلة‭. ‬وبذلك‭ ‬سرت‭ ‬روح‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬في‭ ‬شرايين‭ ‬المغاربة‭ ‬،‭ ‬فالتفوا‭ ‬حول‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب،‭ ‬وهو‭ ‬المسار‭ ‬الذي‭ ‬اطرد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬ويتواصل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الميمون‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬يستمد‭ ‬من‭ ‬ثورة‭ ‬جده‭ ‬التي‭ ‬جددها‭ ‬والده،‭ ‬عزائم‭ ‬الاستمرار‭ ‬وحوافز‭ ‬المواصلة‭ ‬و‭ ‬دواعي‭ ‬ربط‭ ‬الحاضر‭ ‬بالماضي‭ ‬واستمداد‭ ‬روح‭ ‬الصمود‭ ‬منه،‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المكتسبات،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬ولبناء‭ ‬النهضة‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬جديدة،‭ ‬ولتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

إن‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬ليست‭ ‬حدثاً‭ ‬تاريخياً‭ ‬مضى‭ ‬وانقضى،‭ ‬ولكنها‭ ‬روح‭ ‬ومنهج‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬وطاقة‭ ‬متجددة‭ ‬وشعلة‭ ‬وضاءة‭ ‬لا‭ ‬انطفاء‭ ‬لها‭ . ‬ولذلك‭ ‬فالمغرب‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬الدائمة‭ ‬،‭ ‬لقيادة‭ ‬العرش،‭ ‬وبالتفاف‭ ‬الشعب‭ ‬حول‭ ‬الملك،‭ ‬في‭ ‬تعبئة‭ ‬وطنية‭ ‬جامعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬العليا‭ ‬ولحماية‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬لبلادنا،‭ ‬ولخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭.‬

العلم



في نفس الركن