* العلم الإلكترونية: لحسن الياسميني
ينتظر كل من المغرب وإسبانيا بترقب كبير الاجتماع رفيع المستوى بين الرباط ومدريد في الفاتح والثاني من شهر فبراير المقبل.
ويأتي انعقاد هذه اللجنة بعد مرور سبع سنوات على آخر اجتماع سنة 2015، كما يأتي في ظل تحسن العلاقات بين البلدين التي تعززت في كل الميادين، وجسدت ميثاق الثقة الذي تضمنته خارطة الطريق بين البلدين . ولعل امتناع نواب الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم في إسبانيا عن التصويت ضد المغرب في البرلمان الأوروبي خير دليل على حسن نية الجانب الإسباني.
وقد أخذت كل المجالات طريقها للتسوية، خصوصا تدبير الهجرة ، وفتح المعابر والجمارك ، وينتظر أن تباشر القمة كل الملفات الثنائية ، خاصة ترسيم الحدود البحرية ، والمجال الجوي للأقاليم الجنوبية ، وكل الملفات الحيوية بين البلدين بروح من التشاور والثقة المتبادلة.
وفي هذا الصدد أفاد المتحدث باسم حكومة جزر الكناري، في تصريحات صحافية سابقة نقلتها وسائل الإعلام الإيبيرية، بأن فيكتور توريس رئيس الحكومة المحلية لجزر الكناري سيقوم بزيارة رسمية إلى المغرب لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية المشتركة بناء على توجهات خارطة الطريق الموقعة بالرباط في 7 أبريل 2022.
وستركز هذه الزيارة على قضية ترسيم حدود المياه الإقليمية التي احتلت حيزا مهما من النقاش الداخلي بكل من المغرب وإسبانيا في السنوات الماضية، حيث تحاول الحكومة المحلية تجاوز سوء الفهم الذي طبع التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع بعد الجدل الذي خلقته بعض الأحزاب السياسية بجزر الكناري.
وستتناول الزيارة أيضا ملفات أخرى، من قبيل الصيد البحري والبحث العلمي وتطوير التعليم البيني وتدبير السياحة وتشييد البنيات التحتية، وسيكون رئيس حكومة جزر الكناري مرفوقا بوفد مهم من رجال ونساء الأعمال.
وأكدت وكالة الأنباء الإسبانية إيفي، في تقارير حول معدلات الهجرة، أن السلطات المغربية أنقذت أزيد من 14236 مهاجرا من البحر الأبيض المتوسط فقط خلال العام الفارط، و97 مهاجرا خلال الربع الأول من 2022.
وأشار المصدر الإسباني إلى أن المملكة المغربية أجهضت 63121 محاولة للهجرة غير النظامية في كل أرجاء البلاد عام 2021، و14746 محاولة أخرى في الربع الأول من العام الفارط.
وفي هذا الموضوع بالذات أشاد فيكتور توريس، رئيس حكومة جزر الكناري، بالأدوار التي تضطلع بها المملكة المغربية في محاربة الهجرة غير النظامية خلال الأشهر المنصرمة، مشيرا إلى انخفاضها بنسبة ثلاثين في المائة في العام الفارط.
وأوضح توريس، في تصريحات لوسائل الإعلام، أن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز صنع علاقات مؤسساتية متميزة مع المملكة المغربية بعد 2021، وزاد قائلا أنه بصفته رئيس حكومة جزر الكناري، يشكر رئيس الحكومة على هذا التوجه السياسي مع المغرب.
وأضاف بأن العلاقات الثنائية مرت بلحظة سياسية صعبة في 2020، لكن سرعان ما تم تجاوز هذه الأزمة غير المسبوقة، حيث يعيش البلدان لحظات سياسية ناجحة منذ العام الماضي بفضل التنسيق المشترك في جميع المجالات دون استثناء.
وذكر توريس أن جزر الكناري تترقب نتائج القمة المغربية الإسبانية التي ستنعقد بالرباط لتعزيز العلاقات الاقتصادية، لافتا الانتباه إلى أهمية التعاون البيني مع المملكة المغربية لمحاربة الشبكات الإجرامية النشطة في مجال الهجرة غير النظامية بالمغرب.