2022 ماي 8 - تم تعديله في [التاريخ]

يوم دراسي لإذكاء ثقافة حقوق الإنسان لدى الصحافيين

المنتدى المغربي للصحافيين الشباب يجمع فاعلين مختلفي المشارب لمقاربة أدوار الإعلام ومداخل تفاعله مع المنظومة الأممية لحقوق الإنسان


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي

من أجل إذكاء وعي المهنيين الإعلاميين والفاعلين رسميين كانوا أو مدنيين، بأهمية تصاعد أدوار الإعلام في المنظومة الأممية لحقوق الإنسان، نظم المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، بدعم من مؤسسة هاينريش بول الألمانية، يوما دراسيا حول موضوع: "الإعلام ومنظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الأدوار ومداخل التفاعل"، وذلك اليوم السبت في الرباط بمشاركة مهنيين وباحثين وفاعلين مدنيين.

ومن أبسط حقوق الإنسان المنتهكة في الخطاب الإعلامي وفق المتدخلين نعوتٌ مثل: "معاقين"، و"الإجهاض"، و"الشذوذ" ونحوها. كما تم تناول وضعية الصحافيين المهنية والاجتماعية المأزومة، وجهل جزء منهم بأبجديات حقوق الإنسان، والممارسات التعسفية الواردة من قاعات التحرير تجاه فئات من المجتمع.

وتطرقت أشغال اليوم الدراسي لثلاثة محاورَ رئيسية هي: دور الإعلام في النهوض بثقافة حقوق الإنسان، وموقع الإعلام في عمل آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والإعلام الوطني ودوره في مراقبة تفاعل المغرب مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان.

وقال سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، إن هذا اليوم الدراسي يندرج في إطار إعداد المنتدى بشراكة مع مؤسسة هاينريش بول الألمانية، دليلاً حول كيفية تعامل الصحافيين المغاربة مع الآليات الدولية لحقوق الإنسان. وأوضح أن فكرة هذا الدليل نابعة من قراءة أولية للمشهد الإعلامي المغربي، تُظهرُ بعض الإشكاليات المرتبطة بتغطية هذا الإعلام لمختلف آليات حقوق الإنسان، ومنها أن الاعتماد بشكل كبير في الصحافة الرقمية كان على ما ينتجه الإعلام الرسم بهذا الشأن.

والدليل الذي سيخرج إلى الوجود رسميا في شهر يوليوز المقبل وفق المودني، ستعقبه دورة تكوينية لفائدة الصحافيات والصحافيين في شهر شتنبر، وذلك بتزامن مع الجولة الرابعة من آلية الاستعراض الدوري الشامل، التي ستكون بالنسبة للمغرب في شهر نونبر.

وأشار المتحدث، إلى أن في تعامل المنتدى مع هذه الآليات الدولية مستويين؛ الأول تكويني بُغية النهوض بثقافة حقوق الإنسان عبر الدورات التكوينية والدليل المنتظر الذي سيكون قابلا للتحميل، عبر موقع هاينريش بول وصفحة المنتدى، الثاني هو تفاعل المنتدى بوصفه قوة ترافعية أو اقتراحية، مذكرا بتقرير موازٍ أنجزه المنتدى حول الاستعراض الدوري الشامل بشأن حرية الصحافة في المغرب.

ودعا رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، إلى تكاتف الحملات الترافعية من أجل تجاوز الموقف المغربي السابق سنة 2017 خلال الاستعراض الدوري الشامل الثالث لم يلبي الطموحات.

من جانبه، أعرب "باوكه باومان"، مدير مؤسسة هاينريش بول - مكتب الرباط المغرب، سروره بالحضور في الجلسة الأولى لليوم الدراسي، مثمناً موضوعه. وقال إن أشغال هذا العمل تأتي في سياق دعم المؤسسة الأمانية لتقييم ما تم إنجازه والتطلع إلى ترسيخ وتدعيم قدرات الصحافيين في القيام بتغطية مهنية لآليات حقوق الإنسان والتي تغيب أحيانا عن وسائل الإعلام المغربية.

وقال باوكه، إن الاستعراض الدوري الشامل الذي يرتقب أن يخضع له المغرب شهرَ نونبر المقبل، هو مناسبة لإعداد الدليل الذي تم بشراكة مع المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، لكن العمل المشترك مع الإعلام المغربي يتعدى هذه المناسبة إلى ما هو أبعد في مرافقة الصحافيين الشباب في مسارهم المهني من خلال التكوين المستمر.

ونوه الفاعل الألماني، بالدليل الحالي وبدليل آخر تم إنجازه بشراكة مع المنتدى العام الماضي حول موضوع التغطية الإعلامية للانتخابات، مضيفا أن مسار التكوين حول الآليات الأممية في حماية حقوق الإنسان، يعد إحدى مجالات اشتغال المؤسسة التي تؤمن أن الإعلام يلعب دورا محورا في ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان ونبذ أشكال انتهاك هذه الحقوق.

واعتبر باوكه، أن تحقيق هذه الأهداف في المغرب، وعلى رأسها إذكاء صحافة نزيهة ومهنية يواجه بعوائق عدة، وبرامج مؤسسات هاينريش بول مع المنتدى المغربي للصحافيين الشباب ومجموعة من الهيئات الأخرى تروم تعزيز هذا المسعى شأنه في ذلك شأن مواضيع أخرى مثل الهجرة.



في نفس الركن