العلم الإلكترونية - محمد بشكار
لا يُمكن أن تطْمِس الأسْماء بجرَّة مِمْحاة، ولكن في المُقابِل يُمْكن أن تُجسِّر ظهْرها لتُصْبح فاحش الثراء، تُقايِضُ من يُساوي بِتراكُمه الفكْري والأدبي الكثير، بِمنْ لا يساوي في سوق النِّخاسة شِدْقَ بعير ولو سَخَّره للِتَّقْبيل، لا يُمْكن مثلا أن تتساوى في الحَلَبة الحَاجّة الحَمْداوِية بِنداءاتِ (عْيُوطِها) التي تَرُجُّ الجبال، مع الشِّيخة التسُونامي التي لا تتجاوز في فيضانها التأثير المُؤقّت، سُرعان ما يجف ذكْرها في الألْسُن كأي لذّةٍ أو فُقاعةٍ آيِلة للزّوال، شتّان بين الأصْل والنُّسْخة المُشَوّهة التي تَحْتمل كل الوجوه، وما أفْظع أنْ تتجمّل بِصِدْق الأدب، وأنْتَ لا تُمارِس في حقيقة الكِتابة إلا الكذْب !
لَنْ أمْضي أدْراج السّراب وأتساءل مع الحائرين، ما الّذي يقَع في ذلك المُسْتَنْقع، وما الفائدة من السُّؤال وقد اكتملت بتِكْرار الآفة مع كل تظاهرة ثقافية، الصُّورة المُشوَّهة لأنْصَاف مُثقفين وُضِعوا في مواقع المسؤولية بتصْويتٍ أخْرس، ليس لخِدمة الأدباء والنّاشئة والكُتُب المُؤجّلة ومَنْ داخل وخارج الأسْوار وتأْبين مَا أكَل السَّبُع، إنّما لِيلْعبوا دور خفافيش تشْتغل لحسابها الخاص في الظلام، وتخشى اللعب مع الكبار في وضَح الضوء، استأْثروا بالغنيمة ولمْ يجِدوا أفضل من ذواتهم المُتضخِّمة مع اعتذاري لزهرة النرجس، مِثالاً في كُلِّ مناسبةٍ ثقافية هُمْ على امتداد المكتب التابوتي، الهامش والمركز.. هُم عُصارة الفِكْر وقطّارة الشِّعْر الذي يُحْتَسى أحياناً كالشّاي المغربي المُعتّق بِزبْله، هم المُتَرجَمُون المُكَرّمون المُسافرون بوكالة أشعار مَدْفوعة الثمن لمهرجانات ثقافية في أصقاع العالم، يأتون بشاعر من إسبانيا أو أمريكا أو حتى من الهُولولولو، ولا يعود إلى بلاده إلا مغسول الدماغ ينْطق بهوى أعضاء المؤسسة الثقافية، ولا تمْضي سنة حتى يُهَيء لبعض الإخوة الأعْضاء موضِع قلم في الهولولولو طبعاً قريباً من الكونية، كيف لا وقد نَفَحوه بجوائز باهظة الثمن، مدفوعة من ظهور دافعي الضرائب رغم الغلاء واشتداد المِحَنْ!
هُمُ المُكرَّرُون بجباهٍ أعْرَض من تلك التي تتصدّر الحافلة أو الشّاحنة، هُمُ الفائض والباقي بدون قيمة، الواحد منهم مُتعدِّد على وتيرة الأشباح اللهم لا حسدْ، ما الضّيْرُ لو نُودي على أربعة أسماء من جهات المغرب الأربع، عِوض أنْ يحْتكر اسم واحد أربع مهامٍّ في برنامج ثقافي مُرْتَجل مطبوخ خفْيةً بوجَل وعلى عجل، أمْ أنَّهم يُفضِّلون أن يَنْقُص رقمٌ على أن يزيد كي لا يُشاطِرهم المائدة، هُمُ الّذين بالأسلوب المُشِين لِقمْع باقي المُثقّفين ذوي الحضور القوي، بثُّوا الكراهية وأجَّجوا الصِّراع الطَّبقي، ولم نعُد نسمع إلا كلمات الشيخ إمام تنتفض في الأنفس من جديد لتُعْلن قيامتها.. هُمّا مِينْ واحْنا مِينْ .. حزِّرْ فزِّرْ شغِّلْ مُخّكْ.. شُوفْ مِينْ فينا بِياكُلْ مين..!
هُمُ الذين يَرُدُّون الدعْوة والجائزة هناك.. بالدّعْوة والجائزة هنا أضْعافاً وبدعْمٍ من المال العام، والحقيقة أنَّ تمْتِين أواصِر العلاقة الثقافية بين البلدين، لا تتجاوز في جيوبها الجشِعة، مصْلحة شخْصٍ أو ثلاثة أشخاص على أبْعَد تَقْدير وتبذير، وما العيْب فما أكثر ما يُجيد الغُراب في بلاد الغير الطّربْ، هُمُ الواجهة الأنيقة بربْطة عنق أو بِدُونها ولو كانوا قُطّاع طُرق، أمّا باقي مثقفي البلد خصوصاُ الجيل الجديد، فمُجرَّد بِناء عشوائي من صفيح، هُمُ الواجهة البرّاقة التي تحْجُب المُثقّف العشْوائي، وتُلْقي في نفْسه شرارة الكَمَدِ والإحْباطِ لِيحْتَرق !
لَمْ أكُن لأخوِّض في هذا المُسْتَنقع، أو أهيِّج الذباب بَعد أنْ امتصَّ ما يكفي من دم الشُّرفاء، خُصوصاً أنّي لقَّنْتُ حذائي في الأعْوام الأخيرة درساً لن ينساه، أنْ يكون في مبدئه صديق المطر، ولا يطأ أماكن تَعُجُّ بوحلٍ من صُنْع روْثِ البشر، ولمْ أكُنْ لِأُلْقِم هذا المِدفْع صرخةً أخرى، ولكن واجبي الأدبي يُحتِّم التّأشير لنزْعة مَرضِية مَسْمومة لا تُشرِّف مغربنا الثقافي، ألا وهي تفشِّي الزبونية والإستئْثار بالذَّات على الآخر، ذلك المعزول في صمْتٍ لا ينوبه من الفتات إلا دعوات هزيلة تُسخِّرُهُ كأثاث، أريد فقط أنْ تُمْنَح الفُرْصة ليُعبِّر المُثقّف عنْ قُدراته كفاعلٍ أساسي في الوعْي الجَمْعي، أنْ لا تتَّسِع في نفْسه رُقْعة الهامش والغضب بعْد أنْ ضاقت ساحة الشّرف، أريد تذْويب الجليد الذي جمَّد العلاقات الإنسانية بالأحْقاد، أنْ نُنْعش القلب بِمَنْح الأسْبقية في الحُضور للأدباء والمُثقفين أبناء البلد، عسى يَشِيع الدِّفْء ويصْفو الوِدَاد !
لا يُمكن أن تطْمِس الأسْماء بجرَّة مِمْحاة، ولكن في المُقابِل يُمْكن أن تُجسِّر ظهْرها لتُصْبح فاحش الثراء، تُقايِضُ من يُساوي بِتراكُمه الفكْري والأدبي الكثير، بِمنْ لا يساوي في سوق النِّخاسة شِدْقَ بعير ولو سَخَّره للِتَّقْبيل، لا يُمْكن مثلا أن تتساوى في الحَلَبة الحَاجّة الحَمْداوِية بِنداءاتِ (عْيُوطِها) التي تَرُجُّ الجبال، مع الشِّيخة التسُونامي التي لا تتجاوز في فيضانها التأثير المُؤقّت، سُرعان ما يجف ذكْرها في الألْسُن كأي لذّةٍ أو فُقاعةٍ آيِلة للزّوال، شتّان بين الأصْل والنُّسْخة المُشَوّهة التي تَحْتمل كل الوجوه، وما أفْظع أنْ تتجمّل بِصِدْق الأدب، وأنْتَ لا تُمارِس في حقيقة الكِتابة إلا الكذْب !
لَنْ أمْضي أدْراج السّراب وأتساءل مع الحائرين، ما الّذي يقَع في ذلك المُسْتَنْقع، وما الفائدة من السُّؤال وقد اكتملت بتِكْرار الآفة مع كل تظاهرة ثقافية، الصُّورة المُشوَّهة لأنْصَاف مُثقفين وُضِعوا في مواقع المسؤولية بتصْويتٍ أخْرس، ليس لخِدمة الأدباء والنّاشئة والكُتُب المُؤجّلة ومَنْ داخل وخارج الأسْوار وتأْبين مَا أكَل السَّبُع، إنّما لِيلْعبوا دور خفافيش تشْتغل لحسابها الخاص في الظلام، وتخشى اللعب مع الكبار في وضَح الضوء، استأْثروا بالغنيمة ولمْ يجِدوا أفضل من ذواتهم المُتضخِّمة مع اعتذاري لزهرة النرجس، مِثالاً في كُلِّ مناسبةٍ ثقافية هُمْ على امتداد المكتب التابوتي، الهامش والمركز.. هُم عُصارة الفِكْر وقطّارة الشِّعْر الذي يُحْتَسى أحياناً كالشّاي المغربي المُعتّق بِزبْله، هم المُتَرجَمُون المُكَرّمون المُسافرون بوكالة أشعار مَدْفوعة الثمن لمهرجانات ثقافية في أصقاع العالم، يأتون بشاعر من إسبانيا أو أمريكا أو حتى من الهُولولولو، ولا يعود إلى بلاده إلا مغسول الدماغ ينْطق بهوى أعضاء المؤسسة الثقافية، ولا تمْضي سنة حتى يُهَيء لبعض الإخوة الأعْضاء موضِع قلم في الهولولولو طبعاً قريباً من الكونية، كيف لا وقد نَفَحوه بجوائز باهظة الثمن، مدفوعة من ظهور دافعي الضرائب رغم الغلاء واشتداد المِحَنْ!
هُمُ المُكرَّرُون بجباهٍ أعْرَض من تلك التي تتصدّر الحافلة أو الشّاحنة، هُمُ الفائض والباقي بدون قيمة، الواحد منهم مُتعدِّد على وتيرة الأشباح اللهم لا حسدْ، ما الضّيْرُ لو نُودي على أربعة أسماء من جهات المغرب الأربع، عِوض أنْ يحْتكر اسم واحد أربع مهامٍّ في برنامج ثقافي مُرْتَجل مطبوخ خفْيةً بوجَل وعلى عجل، أمْ أنَّهم يُفضِّلون أن يَنْقُص رقمٌ على أن يزيد كي لا يُشاطِرهم المائدة، هُمُ الّذين بالأسلوب المُشِين لِقمْع باقي المُثقّفين ذوي الحضور القوي، بثُّوا الكراهية وأجَّجوا الصِّراع الطَّبقي، ولم نعُد نسمع إلا كلمات الشيخ إمام تنتفض في الأنفس من جديد لتُعْلن قيامتها.. هُمّا مِينْ واحْنا مِينْ .. حزِّرْ فزِّرْ شغِّلْ مُخّكْ.. شُوفْ مِينْ فينا بِياكُلْ مين..!
هُمُ الذين يَرُدُّون الدعْوة والجائزة هناك.. بالدّعْوة والجائزة هنا أضْعافاً وبدعْمٍ من المال العام، والحقيقة أنَّ تمْتِين أواصِر العلاقة الثقافية بين البلدين، لا تتجاوز في جيوبها الجشِعة، مصْلحة شخْصٍ أو ثلاثة أشخاص على أبْعَد تَقْدير وتبذير، وما العيْب فما أكثر ما يُجيد الغُراب في بلاد الغير الطّربْ، هُمُ الواجهة الأنيقة بربْطة عنق أو بِدُونها ولو كانوا قُطّاع طُرق، أمّا باقي مثقفي البلد خصوصاُ الجيل الجديد، فمُجرَّد بِناء عشوائي من صفيح، هُمُ الواجهة البرّاقة التي تحْجُب المُثقّف العشْوائي، وتُلْقي في نفْسه شرارة الكَمَدِ والإحْباطِ لِيحْتَرق !
لَمْ أكُن لأخوِّض في هذا المُسْتَنقع، أو أهيِّج الذباب بَعد أنْ امتصَّ ما يكفي من دم الشُّرفاء، خُصوصاً أنّي لقَّنْتُ حذائي في الأعْوام الأخيرة درساً لن ينساه، أنْ يكون في مبدئه صديق المطر، ولا يطأ أماكن تَعُجُّ بوحلٍ من صُنْع روْثِ البشر، ولمْ أكُنْ لِأُلْقِم هذا المِدفْع صرخةً أخرى، ولكن واجبي الأدبي يُحتِّم التّأشير لنزْعة مَرضِية مَسْمومة لا تُشرِّف مغربنا الثقافي، ألا وهي تفشِّي الزبونية والإستئْثار بالذَّات على الآخر، ذلك المعزول في صمْتٍ لا ينوبه من الفتات إلا دعوات هزيلة تُسخِّرُهُ كأثاث، أريد فقط أنْ تُمْنَح الفُرْصة ليُعبِّر المُثقّف عنْ قُدراته كفاعلٍ أساسي في الوعْي الجَمْعي، أنْ لا تتَّسِع في نفْسه رُقْعة الهامش والغضب بعْد أنْ ضاقت ساحة الشّرف، أريد تذْويب الجليد الذي جمَّد العلاقات الإنسانية بالأحْقاد، أنْ نُنْعش القلب بِمَنْح الأسْبقية في الحُضور للأدباء والمُثقفين أبناء البلد، عسى يَشِيع الدِّفْء ويصْفو الوِدَاد !