2023 يناير 9 - تم تعديله في [التاريخ]

ولد الرشيد يكشف عن حجم التنمية الذي حققته الصحراء المغربية في كل المجالات

سيدي حمدي ولد الرشيد: أوراش وبرامج النموذج التنموي المتعلق بجهة العيون الساقية الحمراء عرفت تقدما على كافة المستويات


العلم الإلكترونية - عبدالله جداد / تصوير كنتور

يرشد النموذج التنموي الجديد، الذي يتطلع إلى بناء دولة قوية ومجتمع قوي في الخمسة عشرة عاما المقبلة، إلى سبل التحول إلى منتج قادر على خلق قيمة مضافة ومناصب شغل، بالموازاة مع توفير رأسمال بشري معزز وأكثر استعدادا للمستقبل، غير أنه لم يغفل إمكانيات توفير فرص لإدماج الجميع وتوطيد الرابط الاجتماعي، مع ضمان إعادة تنظيم متجدد للمستويات الترابية وتشجيع ترابطها، عبر تسريع عملية الجهوية المتقدمة موازاة مع التمركز فعلي.
 
"بلغنا مرحلة لا تقبل التردد أو الأخطاء، ويجب أن نصل فيها إلى الحلول للمشاكل، التي تعيق التنمية ببلادنا. وهنا أقول، بأننا لا ينبغي أن نخجل من نقط الضعف، ومن الأخطاء، التي شابت مسارنا، وإنما يجب أن نستفيد منها، وأن نتخذها دروسا لتقويم الاختلالات، وتصحيح المسار"، هكذا تحدث جلالة الملك محمد السادس في الخطاب، الذي وجهه للأمة، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.
  

سنة الإنجازات بامتياز

أكد سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، " لجريدة العلم " أن السنة الماضية عرفت تقدما ملموسا في مختلف أوراش وبرامج التنمية، والتي جعلت الجهة تعيش، على إيقاع تنمية مندمجة على كافة الأصعدة، بفضل الرؤية المولوية السامية الرامية الى جعل الأقاليم الجنوبية قطبا اقتصاديا واعدا على جميع المستويات، ومجالا خصبا للاستثمار.
 
وأضاف ولد الرشيد أنه بفضل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، الموقع بين يدي جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، والذي مكن من تعبئة مختلف الطاقات لحفز مسلسل التنمية في الميادين ذات القيمة المضافة العالية، بهدف ضمان كرامة المواطن الذي يوجد في صلب كل السياسات والمبادرات الملكية السامية، أصبحت جهة العيون الساقية الحمراء تنعم بتنمية مندمجة، وببيئة جاذبة لفرص الاستثمار والأعمال.
 

مشاريع كبرى لتحقيق قفزة نوعية للاقتصاد

ولعل من أبرز المشاريع الكبرى، التي يتم انجازها بهذه الجهة، في إطار هذا النموذج، الذي يعد برنامجا مندمجا تتكامل فيه مختلف القطاعات من أجل تحقيق قفزة نوعية للاقتصاد، مشروع الطريق السريع تزنيت – العيون، الذي يوجد في مراحله الأخيرة، والذي سيمكن من خفض كلفة الإنتاج ومدة السفر بين مدن داخل المملكة والأقاليم الجنوبية، الى جانب كلية الطب والصيدلة، والمركز الإستشفائي الجامعي، ومدينة المهن والكفاءات، والمدارس العليا والمعاهد، والتعبئة المتواصلة للسلطات لتيسير توطين استثمارات حاملي المشاريع بالجهة في مختلف المجالات.
 
والى جانب ذلك، يضيف رئيس جهة العيون الساقية الحمراء " هناك أوراش الطاقات المتجددة التي تضم الوحدات الكهربائية، والمحطات الشمسية والحقول الريحية، التي رأت النور خلال السنوات الأخيرة، بالجهات الجنوبية الثلاث، وخاصة بجهة العيون الساقية الحمراء، والتي كلفت استثمارات تقدر بمليارات الدراهم، فهذه المشاريع تضع المغرب اليوم على مستوى دولي من حيث القدرة التنافسية لإنتاج الطاقة الكهربائية ، وفي الواقع، تساهم مشاريع الطاقة الاستراتيجية بشكل كبير في تحسين ضمان التزويد بالطاقة، وفي تلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، من المواطنين والفاعلين الاقتصاديين، وفي الإشعاع الدولي للصحراء المغربية.
 

مشروع الطريق السيار الضخم يربط تيزنيت بالداخلة

وبلغت نسبة التقدم الإجمالي لإنجاز أشغال المشروع الضخم للطريق السريع الذي يربط تزنيت بالداخلة (1055 كلم بتكلفة إجمالية تقارب 10 ملايير درهم) ما يفوق 72 في المائة،
 

جهة العيون الساقية الحمراء موقع استراتيجي عالمي يسيل لعاب المستثمرين

وعن الموقع الاستراتيجي لجهة العيون الساقية الحمراء، يؤكد ولد الرشيد، أن ذلك يساهم في مناخ الأعمال الملائم، الذي يستمد ديناميته أساسا من الإصلاحات التنموية والمشاريع المهيكلة التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمنح فرصا متنوعة للاستثمارات الأجنبية، وهو ما يؤدي الى تزايد المؤشرات على تحول منطقة الصحراء المغربية إلى قبلة هامة لرؤوس الأموال الأجنبية بفضل الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها المنطقة.
 
فهذه الجهة تزخر بفرص عديدة ومتنوعة للاستثمار في مجالات الاقتصاد البحري، الذي يوفر إمكانيات هامة في قطاع الصناعة التحويلية المرتبطة بالصيد البحري، والذي يشكل إحدى رافعات التنمية بالجهة، الى جانب ما يوفره هذا القطاع من مقدرات هامة في ميدان إنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الريحية.
 
وفي مجال الطاقات النظيفة تتوفر جهة العيون الساقية الحمراء على حقول لإنتاج الطاقة الشمسية (حقل نور العيون ب 85 ميغاوات) وحقل (نور بوجدور ب20 ميغاوات) بالإضافة الى أن هذه الجهة تطمح قريبا إلى إنتاج 1500 ميغاوات .
 
كما تتوفر هذه الجهة الى جانب إمكانياتها في مجال الفلاحة، وبفضل بنياتها التحتية في ميدان الطرق والموانئ والنقل الجوي، والمناطق الصناعية، على مؤهلات هامة في القطاعات اللوجيستيكية والصناعية، تؤهلها لأن تصبح منصة للتجارة الدولية.
 

اتفاقيات شراكة متعددة لتشجيع الإستثمار في الصحراء المغربية

ومن أجل تشجيع الاستثمار على المستويين الوطني والجهوي فقد تم على مستوى جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب، توقيع اتفاقيات الشراكة والتعاون بين البنك الشعبي وجمعيات “مبادرة”، تهدف إلى مواكبة وتشجيع المبادرات المقاولاتية على مستوى الجهتين.
وتهم هذه الاتفاقيات تحديد الإطار العام للتعاون بين المؤسسات المذكورة، لمواكبة حاملي المشاريع والمقاولين الذاتيين والمقاولات الصغيرة جدا، التي توجد في طور الإنشاء، في كل ما يتعلق بتوفير المعلومات اللازمة والاستشارة والمساعدة، بالإضافة إلى تمكينها من التمويل الضروري لإنجاز المشروع.
 
ويتم بموجب هذه الاتفاقيات تشجيع عملية إنشاء المقاولة، عبر تبادل المعلومات الاقتصادية وتنظيم تظاهرات وبرامج ترويجية وتمكين الطاقات الشبابية والمقاولاتية بالجهتين من الاستفادة من هذه الإجراءات، ومن العروض التي يقدمها البنك الشعبي بما فيها قرض “انطلاق”.
 
وتروم هذه الاتفاقيات أساسا، والتي من شأنها المساهمة بشكل كبير في خلق الثروة وقيمة مضافة على المستوى الجهوي، تشجيع الاستثمار وتكريس ثقافة روح المبادرة على المستوى الجهوي، ومواكبة الشباب حاملي المشاريع والمقاولين الذاتيين والمقاولات الصغيرة جدا، وتأهيلهم وتطوير مشاريعهم وعصرنتها.
 

جهة العيون قبلة للمستثمرين البولونيين

وفيما يخص فرص الاستثمار التي تتيحها جهة العيون الساقية الحمراء، أبرز سيدي حمدي ولد الرشيد قدرت الجهة على اقتحام مناخ الأعمال على المستوى الدولي ، ومن أجل تشجيع الاستثمار وخلق فرص الشغل فقد انخرط المركز الجهوي للاستثمار بجهة العيون الساقية الحمراء في تشجيع رؤساء مقاولات بولونية المهتمين بالسوق المغربية ولوج السوق من خلال تبسيط المساطر وإبراز إمكانات الاستثمار ومناخ الأعمال المواتي في الأقاليم الجنوبية، والفرص التي تتيحها هذه الأقاليم، التي أصبحت منطقة للاستثمارات بامتياز، بفضل مؤهلاتها الجبائية والجغرافية المتعددة.
 
وسجلت السنتين الماضيتين تقدما كبيرا مع رؤساء مقاولات بولونية ، والتي توجت بتعميق النقاش مع المركز الجهوي للاستثمار بالعيون ، مكنت رجال الأعمال البولونيين من الاطلاع بشكل مباشر على الفرص الاستثمارية التي توفرها جهة العيون – الساقية الحمراء، خاصة في القطاع الصناعي، إلى جانب المزايا التنافسية لهذه الجهة، وعوامل الإنتاج، والتكاليف المناسبة للطاقة ، بالإضافة الى تمكينهم من استكشاف سبل الشراكة مع نظرائهم المغاربة، بهدف إرساء شراكات وفرص أعمال قادرة على خلق الثروة ودعم التشغيل، حيث توجت كل هذه المجهودات بافتتاح فرع لأحدى أكبر الشركات البولونية بالعيون .
 

وشكلت هذه اللقاءات التي كانت تتويجا للعديد من الاجتماعات التي عقدها سفير المملكة المغربية ببولونيا السيد عبد الرحيم عثمون، فرصة للمستثمرين البولونيين للتعبير عن إعجابهم بالطفرة التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب وأشادوا باستراتيجية المملكة، لاسيما في المناطق الجنوبية.
 
وفي نفس السياق تم تنظيم “جهويات الاستثمار” حول إحداث مقاولات بهذه الجهة الذي أصبح إجراء “سهلا للغاية” بفضل مواكبة المركز الجهوي للاستثمار وآليات التمويل التي وضعتها السلطات العمومية.
 




في نفس الركن