2022 أبريل 12 - تم تعديله في [التاريخ]

وضعية مراكز تحاقن الدم بالمغرب مستقرة

بخلاف‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬ترويجه‭ ‬عن‭ ‬الخصاص‭ ‬المهول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬الحيوية.. مراكز‭ ‬تحاقن‭ ‬الدم‭ ‬بالمغرب‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬مخزون‭ ‬وطني‭ ‬مريح‭ ‬وشراكات‭ ‬مثمرة


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي

بخلافِ ما يتم ترويجه عن الخصاص المهول المسجل في مخزون الدم، أكدت الدكتورة نجية العمراوي، مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم بالنيابة، أنّ المغرب يتوفر حاليا على خمسة أيام من المخزون الاحتياطي من هذه المادة الحيوية، منوّهةً بالدور الكبير الذي يلعبه شركاء المركز وفي مقدمتهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس العلمي الأعلى، ومعهد محمد السادس للقيمين الدينيين، وجمعيات المجتمع المدني، وكذا موظفو مراكز تحاقن الدم الذين يقومون بجهود جبارة.
 
وقالت العمراوي، إنّ الإعلام يُعتبر شريكا أساسياً في التوعية بأهمية التبرع بالدم وانخراط المواطنين في هذا المجال، مبرزة في تصريح لـ«العلم»، أنّ هذه الشراكة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مخزون الدم، خاصة مع الحاجة إلى حوالي 5 آلاف كيس في الأسبوع لتغطية الطلب على هذه المادة.
 
وأشارت المتحدثة، إلى الحملة التحسيسية التي أطلقها المركز خلال شهر فبراير المنقضي بشراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بهدف تحسيس المواطنين ونشر ثقافة التبرع بالدم بينهم والتي تستمر طوال السنة. كما سلطت الضوء، على الحملة الوطنية للتبرع بالدم في المساجد في رمضان تحت شعار: «نواصل لتستمر الحياة»، والتي كان إطلاقها منذ سنة 2013 وعرفت انقطاعا بسبب الجائحة.
 
الحملة التي استئنفت هذه السنة، وفق المسؤولة ذاتها، تخص مجموعة من المساجد الكبيرة المعروفة بالتبرع عبر التراب الوطني، وتروم جمع 13 ألف كيس داخل المساجد بعد التراويح.
 
وبالأرقام حسب المصدر ذاته، تحتاج المدن الكبرى مثل الرباط ما بين 250 إلى 300 كيس دم يوميا، والبيضاء ما بين 300 إلى 400 كيس بسبب توافد المواطنين من داخلها وخارجها، بينما المدن الصغرى يكون لديها مخزون دائم عادة وهنا تنهج مراكز تحاقن الدم سياسة المدن ذات الفائض من الدم تعين ذات الخصاص، وأوضحت أن الصائم لا يمكنه التبرع إلا بعد الإفطار، وذلك في المساجد المذكورة أو مراكز تحاقن الدم والنقط التابعة لها والتي تكون مفتوحة.
 
منحى التفاؤل بالحصول على كيس دم يؤمن استمرارية الحياة، يظهر بقوة لدى مرضى الثلاسيميا الذين لا علاج لهم دون نقل الدم إلى أجسادهم مرة كل ثلاثة أسابيع. هؤلاء يُثنون بشكل كبير على مجهودات المركز الوطني والمراكز الجهوية لتحاقن الدم، رغم المشاق التي يواجهها جلهم في الوصول إلى هذه المراكز من مدن بعيدة، والوقت المتقطع أحيانا للحصول على كيس دم.
 
سناء عمي مريضة بالثلاسيميا، تؤكد على أن كورونا ضاعفت معاناة هذه الفئة، موضحةً في تصريح لـ»العلم»، أنها شخصيا تحتاج ثلاثة أكياس من الدم مرة في كل ثلاثة أسابيع، لكنها ومنذ مدة لم تحصل على هذه الكمية بشكل منتظم، حيث يتم توفير كيس في اليوم وآخر في اليوم الموالي، وربما لا تصل ثلاثة أكياس، وهو ما تعزوه إلى عدم إقدام أغلبية المواطنين على التبرع بالدم الذي يمثل حياة بالنسبة لها ولباقي المرضى.
 
واعتبرت عمي، أن المطلوب هو اكتساب الناس لثقافة التبرع بالدم التي يكتسبها المواطن وتجعله يقبل بشكل دوري على التبرع وألا يكون ذلك بشكل موسمي أو مناسباتي، حيث يمكن علميا للرجل التبرع مرة كل شهرين والمرأة مرة كل ثلاثة أشهر.
 
وأعربت عضوُ الجمعية المغربية لمرضى الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، عن فرحها بالمستوى المتقدم الذي حققته عمليات التبرع بالدم خلال شهر مارس الأخير، مما مكنها من الحصول على الكمية التي تحتاجها بشكل كامل، معربة عن شكرها لمركز تحاقن الدم على المجهود الذي يبذله، ومشيرة إلى أن من خصوصية هذه المادة الحيوية أنها لا تباع ولا تشترى ولا يمكن الحصول عليها في أي مكان إلا بواسطة التبرع.
 
وبلغ عدد المتبرعين بالدم، خلال سنة 2020، سواء الذين تم إحصاؤهم على مستوى مراكز تحاقن الدم أو خارجها، بمختلف المؤسسات والمرافق ما يناهز 296 ألفا و841 متبرعا، وقد شهد هذا العدد، الذي يمثل 1.02 في المائة من عدد السكان الإجمالي الذي يتراوح عمرهم بين 18 و70 سنة، تراجعا يقدر بـ 11.3 في المائة مقارنة مع سنة 2019، وهي السنة التي ناهز خلالها عدد المتبرعين بالدم 334 ألفا و510 متبرعين.



في نفس الركن