2024 ماي 8 - تم تعديله في [التاريخ]

وسط استمرار القلق من الآثار الجانبية للقاح «أسترازينيكا»..

خبراء مغاربة ينصحون بالابتعاد عن الشائعات المراد بها خلق الفزع والبلبلة وغياب منشورات علمية وتأكيد من الصحة العالمية وآراء الخبراء يقلل من المخاوف


العلم الإلكترونية - نهيلة البرهومي

آثاره الجانبية الخطيرة، التي تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة أو الإصابة بـ”متلازمة نقص الصفيحات الدموية”، وهو ما ترك الرأي العام الوطني والدولي في حالة غضب واستنفار كبيرين، خاصة وأن الشركة المصنعة، اعترفت أخيرا ولأول مرة من خلال رسالة لها إلى محام بأن لقاحها الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد البريطانية يمكن في حالات نادرة جداً، أن يتسبب في آثار جانبيه مميتة.
 
وعرفت مواقع التواصل الاجتماعي، انتشار حملة تشكيك واسعة في فعالية اللقاح، خاصة بعدما عبر رواد الشبكة المغاربة عن الإحساس بالتعب والإرهاق ونقص المناعة مباشرة بعد تلقي اللقاح، وهو ما لم يحصل قبل الجائحة، معتبرين أن “أسترازينيكا” لقاح “مدمر للصحة، ومميت أكثر من الفيروس نفسه”.

وفي هذا الصدد، أكد الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه من الناحية الطبية العلمية ليس هناك أي جديد يدعم فرضية عدم نجاعة اللقاح، وعن الآثار الجانبية، أوضح أن أي لقاح في العالم له آثار جانبية ونادرا ما تكون هذه الآثار مميتة.  
 
وأشار حمضي، إلى أن السلطات الصحية في بعض الدول، عملت على تغيير سياسة التلقيح، منذ بداية ظهور الآثار الجانبية، فخصصت لقاح أسترازينيكا، في فرنسا للبالغ أعمارهم 50 سنة فما فوق، وفي بريطانيا للأشخاص البالغين أكثر من 40 سنة  
 
ومن الناحية القانونية، قال المتحدث، “إنه في عالم الطب نتوفر على ما يعرف بأمان اللقاحات أي توفرها على درجة عالية من الأمان، وفي حالة حدوث آثار جانبية، لا تحرم الفئة المتضررة من حقوقها، لهذا جاءت رسالة الشركة التي تقر فيها بحدوث أعراض جانبية نادرة أمام القضاء، لكن ليست لها أي وثيقة علمية تبين الأسباب الحقيقية وراء هذه الأعراض”.     
 

من جانبه، أكد مولاي مصطفي الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير كورونا، أن الجدل الحاصل حول اللقاح لا يجب أن يؤثر على الرأي العام، ويثير مخاوف المغاربة، خاصة وأن الوزارة الوصية لم تخرج بأي تصريح يفيد عدم نجاعته، أو تسببه في آثار جانبية سلبية.
 
وأكد في تصريح لـ”العلم”، أن اللقاح ليس المسبب الأول للآثار، فقد يتزامن أخذه مع أدوية أخرى تكون هي السبب الرئيس في هذه الآثار، أو أن الشخص المستفيد يعاني من مرض آخر دون علمه بذلك، مضيفا :”يجب أن نعتمد على أدلة موضوعية وموثوقة، وفي ظل غياب منشورات علمية تثبت خطورة اللقاح، وتأكيد منظمة الصحة العالمية على نجاعته لا يجب الاهتمام بالانتقادات التي يهدف من خلالها البعض إلى إثارة البلبلة وترويع الرأي العام”.  
 
وفي نفس السياق، سبق وأن نفى خالد آيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، في تصريح له، وجود “أية آثار جانبية مُميتة للقاح ‘أسترازينيكا’”، مؤكدا أن “الشركة – وإنْ كان لا يُعرف سبب إثارة الناس وخوضهم في الموضوع بالذات في هذه الظرفية– تحدثت فقط في خرجتها عن “آثار جانبية نادرة جدا”.



في نفس الركن