2024 يونيو/جوان 12 - تم تعديله في [التاريخ]

وزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬تسوق‭ ‬للعلاقات‭ ‬الرضائية‭ ‬في‭ ‬امتحانات‭ ‬البكالوريا

مفاجأة‭ ‬التلاميذ‭ ‬بسؤال‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالسياق‭ ‬التربوي‭ ‬وهو‭ ‬موضوع‭ ‬تقاطبات‭ ‬أيديولوجية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬المدرسة‭ ‬بعيدة‭ ‬عنها


العلم الإلكترونية - أنس الشعرة

أثار‭ ‬سؤال‭ ‬ضمن‭ ‬مادة‭ ‬التربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬في‭ ‬الامتحان‭ ‬الجهوي‭ ‬الموحد‭ ‬للسنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬سلك‭ ‬البكالوريا‭ ‬–الدورة‭ ‬العادية‭ ‬2024‭ ‬بجهة‭ ‬درعة‭ ‬تافيلالت‭(‬جميع‭ ‬الشعَب‭ ‬والمسالك‭ ‬الأدبية‭ ‬والعلمية‭ ‬والتقنية‭)‬،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بينَ‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬لمضمون‭ ‬السؤال‭ ‬ومراميه‭. ‬
 
واعتبرت‭ ‬تدوينات‭ ‬‮«‬فيسبوكية‮»‬،‭ ‬أنّ‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬أن‭ ‬يكونَ‭ ‬سوى‭ ‬اختبار‭ ‬لكفايات‭ ‬التلاميذ،‭ ‬ووضعهم‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬القضايا‭ ‬المجتمعية،‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬تدوينات‭ ‬أخرى،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬مضمون‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬يحمل‭ ‬أبعادًا‭ ‬سياسية،‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالسياق‭ ‬التربوي‭ ‬والبيداغوجي‭.‬
 
السؤال‭ ‬‮«‬رقم‭ ‬9‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬احتدمَ‭ ‬حوله‭ ‬الجدل،‭ ‬يشير‭ ‬مضمونه‭ ‬إلى،‭ ‬تدوينة‭ ‬تعتبر‭ ‬الزواجَ‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬مسألة‭ ‬تقليدية،‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬تعويض‭ ‬ذلك‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الرضائية‭ ‬بينهما،‭ ‬وصيغَ‭ ‬السؤال‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مناقشة‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬وتبيان‭ ‬موقف‭ ‬التلميذ‭/‬ة‭ ‬في‭ ‬فقرة‭.‬
 
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬ناجي،‭ ‬خبير‭ ‬تربوي،‭ ‬ورئيس‭ ‬جمعية‭ ‬أماكن،‭ ‬إن‭ ‬السؤال‭ ‬يقيس‭ ‬قدرة‭ ‬المُمتَحن‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬والنقد،‭ ‬وهي‭ ‬كفاية‭ ‬مهمة‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬المنهاج‭ ‬الدراسي‭. ‬
 
وأضاف‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬العلم‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬الموضوع‭ ‬المثار،‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬لعدة‭ ‬اعتبارات،منها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المصطلح‭ ‬المستعمل‭ ‬تم‭ ‬ترويجه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬جهة‭ ‬ذات‭ ‬إيديولوجية‭ ‬معينة‭ ‬لها‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‮»‬،‭ ‬مستدركًا‭ ‬‮«‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تمثله‭ ‬واستعمال‭ ‬المصطلح‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬قد‭ ‬يعتبر‭ ‬تبنيا‭ ‬لوجهة‭ ‬نظر‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‮»‬‭. ‬
 
وأوضح‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬تقييد‭ ‬الرأي‭ ‬المطلوب‭ ‬بضوابط‭ ‬المادة‭ ‬الدراسية‭ ‬موضوع‭ ‬الامتحان‭ ‬قد‭ ‬يَفهم‭ ‬منه‭ ‬المترشح‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقديم‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يبعده‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬السؤال‭.‬
 
وخلص‭ ‬ناجي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬العلاقات‭ ‬الجنسية‭ ‬خارج‭ ‬الزواج،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مخاض‭ ‬مجتمعي‭ ‬تجسده‭ ‬تقاطبات‭ ‬سياسية‭ ‬وفكرية‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬بل‭ ‬بالآليات‭ ‬المؤسساتية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فطرح‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬البكالوريا‭ ‬لن‭ ‬يسهم‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬التوتر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لأي‭ ‬طائل‭ ‬تربوي‭.‬



في نفس الركن