2025 يناير 12 - تم تعديله في [التاريخ]

وزارة الصحة تتدخل بعد استمرار تفشي "بوحمرون"..

الدكتور عفيف: وفاة أكثر من 100 طفل وإصابة قرابة 20 ألف والتلقيح الحل الوحيد لتفادي الأسوأ


العلم - عبد الإلاه شهبون

في الوقت الذي يسود فيه توجس كبير لدى المغاربة بسبب تواصل انتشار مرض الحصبة "بوحمرون" في صفوف الأطفال الصغار وفئة البالغين، استنفرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مصالحها لمحاصرة البؤر ومنع تفشي المرض أكثر.

ووفق معطيات نشرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن هذا المرض تسبب منذ أكتوبر 2023، في إصابة حوالي 19 ألف و515 حالة إصابة، بمعدل 52,2 حالة لكل 100,000 نسمة، في حين أن عدد الوفيات نتيجة مضاعفات هذا المرض بلغ خلال نفس الفترة، 107 حالات (0,55 في المائة من الحالات المصابة)، نصفها في صفوف الأطفال دون 12 سنة.

وفي هذا الصدد، شدد الدكتور سعيد عفيف، اختصاصي في طب الأطفال، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد 19، على أهمية اللقاح لمكافحة هذا المرض الذي بدأ يغزو بلادنا، داعيا الأسر المغربية إلى التسريع من وتيرة التطعيم والتحقق من استكمال جرعات اللقاح لضمان حماية شاملة. وأكد على أن مرض الحصبة فيروس ينتشر بسرعة، والحل الوحيد للحد منه هو اللقاح.

وقال: "مع الأسف الشديد، خلال فترة الحجر الصحي لم يتم تلقيح الأطفال ضد هذا الداء، وعندما كانت نسبة التغطية تفوق 95 بالمائة لم يكن هناك مشكل بخصوص هذا المرض، بدليل أنه في سنة 2013 قامت وزارة الصحة بحملة استدراكية تم خلالها تلقيح 11 مليون نسمة، من 9 أشهر إلى 19 عاما؛ وهذا ما جعلنا في منأى عن داء الحصبة طيلة 10 سنوات، ولكن بعد الإحجام عن عملية التلقيح المكون من جرعتين الأولى في تسعة أشهر والثانية في 18 شهرا، لاحظنا ظهور بؤر لهذا المرض في كل من سوس ماسة والحوز وفي الشمال".

وأكد المتحدث، على أن الحل الوحيد هو قيام وزارة الصحة بعملية تحسيسية، مناشدا في الوقت ذاته الأسر المغربية مراقبة الدفتر الصحي لأبنائهم للتأكد من أن الطفل تلقى جرعتين من اللقاح، حتى نعود إلى التغطية التي كنا عليها سابقا، موضحا أن الإصابات الكثيرة بهذا المرض التي عرفتها عدة سجون بالمملكة تؤكد أن الوباء خطير ومعدِ وسريع الانتشار، إذ يمكن لمصاب واحد أن ينقل العدوى إلى 12 أو 18 شخصا آخر.

واستطرد قائلا: "الحصيلة التي قدمتها وزارة الصحة هي 50 حالة وفاة بالنسبة للأطفال دون 12 عاما، و107 وفيات إلى جانب 20 ألف إصابة تم تشخيصها منذ 2023 إلى الآن، وهذا يؤكد أن الوضع مقلق جدا، علما أن وزارات الصحة والداخلية والتربية الوطنية تقوم بعمل جبار فيما يخص التحسيس بخطورة هذا الداء".

وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، قد أعلنت في بلاغ لها، عن تسجيل إصابة 47 نزيلة ونزيلا بداء الحصبة (بوحمرون)، موزعين على تسع مؤسسات سجنية، وقد تماثل 7 منهم للشفاء بعد خضوعهم للبروتوكول العلاجي الموصى به، ليصبح عدد المصابين حاليا 40 (38 في العزل الطبي و2 يخضعان للعلاج بالمستشفى العمومي).

وجاء في البلاغ ذاته، أن كافة المؤسسات السجنية تواصل التعبئة من أجل الوقاية والحد من انتشار هذا الداء، وذلك تنفيذا لمقتضيات المذكرة المعممة عليها بهذا الخصوص، وبتنسيق إجرائي وثيق مع القطاع الوصي.

يذكر أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أطلقت حملة واسعة للتحسيس بمضاعفات مرض بوحمرون الخطيرة بعدما بدا لافتا انتشاره في الآونة الأخيرة، وذلك تحت شعار:"بوحمرون خصنا نوقفوه بالتلقيح نقدروا نحاربوه".

وأطلقت الوزارة عبر منصاتها للتواصل الاجتماعي فيديوهات تحمل وصلات تحسيسية للمواطنين بالإضافة إلى ملصقات تحذيرية من المرض، تكشف فيها عن جملة من الإجراءات الصحية الوقائية التي وجب اتباعها من المصابين بالمرض.

وقالت وزارة الصحة، إن الحملة الوطنية لمراجعة واستدراك التلقيح ضد مرض بوحمرون مازالت مستمرة، كما دعت المواطنين إلى زيارة أقرب مركز صحي لاستدراك التلقيح وحماية أطفالهم من الأمراض مثل الحصبة (بوحمرون).



في نفس الركن