وبحسبان المغرب قلعة صامدة في وجه المدنسين لكتاب الله العزيز و العابثين بشريعته الغراء والمستهترين بالمقدسات الدينية والحاقدين الكارهين للرسالة النبوية الذين يعبرون عن مشاعرهم الشريرة بأفعال حقيرة و تصرفات دنيئة ، من مثل إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام بيت الله في العاصمة السويدية من طرف لاجئ عراقي منحت له الجنسية السويدية امتلأت نفسه حقداً وكراهيةً للإسلام وبغضاً و ضغينةً للمسلمين .
لقد بنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، الموقف المشرف الذي اتخذته من هذا الحدث الحقير، على أساس من تعليمات جلالة الملك وتوجيهاته السامية ، باعتبار جلالته أميراً للمؤمنين ، و أن النازلة ذات طابع ديني ، و أنها مست إيمان المسلمين بقدسية القرآن الكريم، و استفزتهم و أظهرت العداء و الكراهية لهم . فالمغرب لم يتحرك بدافع دبلوماسي محض ، كما تقتضي الأصول والقواعد الشرعية ، وإنما اتخذ قراره المناسب في الوقت المناسب ، بناءً على مقتضيات إمارة المؤمنين التي تنفرد بها المملكة المغربية ، و انطلاقاً من كون بلادنا أرض التسامح والتعايش و الوئام والحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات ، مما يجعلها في مقدمة المناصرين لدين الله الحنيف ، ولكتابه العزيز ، و المتصدين لخطاب الكراهية و التطرف العنيف و التمييز الديني والعرقي والثقافي ، والمدافعين عن قيم الاعتدال والوسطية والاحترام المتبادل بين البشر على أساسٍ من الإخاء الإنساني .
إن مبادرة المغرب باستدعاء سفير جلالة الملك في العاصمة السويدية لأجل غير محدود ، من جهة ، واستدعاء القائم بأعمال السفارة السويدية في المغرب لوزارة الخارجية من أجل إبلاغه تنديد بلادنا بالحدث المتطرف و المستفز و احتجاجها على إحجام السلطات السويدية عن منع ارتكاب اللاجئ العراقي لفعلته الشنيعة ، من جهة أخرى ، هما موقفان حازمان يدلان على الالتزام بقواعد القانون الدولي ، وفي الوقت نفسه يعبران أقوى ما يكون التعبير ، عن رفض مثل هذه الأفعال المشينة التي تستفز المسلمين قاطبة ، وتحرض على الكراهية والعداء اللذين يولدان التطرف و يمهدان للإرهاب بشكل أو بآخر .
ولأن العالم الإسلامي قد ندد بقوة و صوت واحد ، بهذه الجريمة المكتملة الأركان ، فهذا يدل دلالة بالغة ، على أن المسلمين في جميع أصقاع الأرض أمة واحدة ، بحق وحقيق ، وأن العالم الإسلامي كتلة متراصة ، و أن ما يطفو على السطح من خلافات و نزاعات و مشاكل عابرة ، لا تؤثر على وحدة الأمة ، ولا تنال من الجوهر والأصل ووحدة الانتماء والمنطلق ، حتى وإن غابت وحدة الصف لأسباب عديدة لا تخفى .
والمملكة المغربية بقيادة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله ، تقف في مقدمة الصفوف لنصرة دين الله و عزة أمته و حفظ الكرامة الإنسانية للبشر كافة ، ونشر قيم التعايش والتسامح والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات ، ورفع ألوية السلام العالمي.
العلم