2023 أبريل 10 - تم تعديله في [التاريخ]

وجود‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬يتآكل‭ ‬منذ‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي

بعد‭ ‬إقصاء الكيان الوهمي‭ ‬من‭ ‬القمة‭ ‬الإيبيرو‬أمريكية‭ ‬وزيرة‭ ‬من‭ ‬بوديموس‭ ‬تخيب‭ ‬آمال‭ ‬البوليساريو‭ ‬


العلم الإلكترونية - لحسن الياسميني

بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬برئاسة‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي، ‬تستمر‭ ‬انتكاسات‭ ‬الدعاية‭ ‬الانفصالية‭ ‬لمرتزقة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراءها‭ ‬الجزائر‭ ‬ماديا‭ ‬وديبلوماسيا.‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬خيبت‭ ‬وزيرة‭ ‬العمل‭ ‬الاسبانية‭ ‬يولاندا‭ ‬دياث،‭ ‬آمال‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬بعدما‭ ‬غاب‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء‭ ‬عن‭ ‬كلمتها‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬تقديم‭ ‬نفسها‭ ‬كمرشحة‭ ‬لكتلة‭ ‬‮ «سومار‮»‬،‭ ‬اليسارية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقبلة‭.‬

فخلال‭ ‬‮‬خطابها‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬خمسين‭ ‬دقيقة،‭ ‬لم‭ ‬تحضر‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬عن‭ ‬الصحراء‭.‬

‭ ‬واشتهرت‭ ‬يولاندا‭ ‬دياث‭  ‬سابقا‭ ‬بانتقادها‭ ‬العلني‭ ‬لدعم‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬للصحراء‭ ‬المغربية‭.‬

وكانت‭ ‬مواقفها‭ ‬الداعمة‭ ‬للبولساريو‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬إقصائها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السيد‭ ‬بيدرو‭ ‬ساشيز‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬وإسبانيا‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الرباط‭ ‬يومي‭ ‬1‭ ‬و‭ ‬2‭ ‬فبراير‭  ‬الماضي‭.‬

ويأتي‭ ‬موقف‭ ‬السيدة‭ ‬يولاندا‭ ‬الأخير‭ ‬بتجاهل‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬ليشكل‭ ‬ضربة‭ ‬جديدة‭ ‬للبوليساريو‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬معاقل‭ ‬تغلغلها‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬اليسار‭ ‬الإسباني‭ ‬،‭ ‬بعدما‭ ‬فقد‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬أوساط‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬العمالي‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬الإئتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬بعثها‭ ‬السيد‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬يعبر‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬تأييد‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬ـ‭ ‬واستقباله‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭.   ‬

وكان‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬حزب‭  ‬السيد‭ ‬سانشيز‭ ‬مناصرين‭ ‬للبوليساريو‭ ‬قد‭ ‬أطلقوا‭  ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭  ‬مبادرة‭   ‬ضد‭  ‬موقف‭ ‬السيد‭ ‬سانشيز‭ ‬الداعم‭ ‬للمغرب،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬فشلت،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬أي‭ ‬صدى‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الحزب‭.‬

وكان‭ ‬هدف‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬المسماة ‬‮«‬اشتراكيون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الصحراء»‬‭ ‬تقويض‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنه‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬نفسه،‭ ‬حيث‭ ‬دعت‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬هؤلاء‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬أقدم‭ ‬عليها‭ ‬السيد‭ ‬سانشيز،‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬الحكومة‭ ‬لموقفها‭ ‬الداعم‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬أسمته‬‮«‬‭ ‬المساهمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حل‭ ‬لقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬حسب‭ ‬زعم‭  ‬أصحابها‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يسمونه‭ ‬احترام‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬وممارسة‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الصحراوي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ .«‬

هذا‭ ‬ومنذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬إطلاقها،‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬قبول‭ ‬سوى‭ ‬300‭ ‬عضو‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬مناضليه،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مسؤول‭ ‬بارز‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬لم‭ ‬يلتحق‭ ‬بهذه‭ ‬اللائحة،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المبادرة‭ ‬ولدت‭ ‬شبه‭ ‬ميتة‭.‬

وكان‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬العمالي،‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬أسبوعا‭ ‬بعد‭ ‬مبادرته‭ ‬التاريخية‭ ‬قد‭ ‬اتخذ‭ ‬خطوة‭ ‬استباقية،‭ ‬حيث‭ ‬نشر‭ ‬وثيقة‭ ‬وجهها‭ ‬لمناضليه‭ ‬عدد‭ ‬فيها‭ ‬مزايا‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬مع‭ ‬المغرب،‭ ‬والتي‭ ‬أسس‭ ‬فيها‭ ‬لعلاقات‭ ‬متينة‭ ‬جديدة‭  ‬مع‭ ‬جاره‭ ‬المغرب‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الثقة،‭ ‬معتبرا‭ ‬إياه‭ ‬حليفا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬تلح‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬دولة‭  ‬وليس‭ ‬موقف‭ ‬حكومات،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يتخذ‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬لا‭  ‬رجعة‭ ‬فيه‭.‬

وكان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الإسباني‭ ‬مانويل‭ ‬ألباريس‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬الإسباني‭ ‬أن‭ ‬هدفه‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬بهدوء‭ ‬وجدية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توطيد‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الإسبانية،‭ ‬وجعل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتراجع‭ .‬

ومنذ‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسبانية‭ ‬على‭ ‬مقاطعة‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬يخص‭ ‬الجبهة‭ ‬الانفصالية‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أقصت‭ ‬من‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭  ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬كل‭ ‬المكونات‭ ‬الحكومية‭ ‬المناصرة‭ ‬للبوليساريو‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬المتطرف‭.‬

وخلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬منعت‭  ‬إسبانيا‭  ‬جبهة‭ ‬البولساريو‭ ‬من‭ ‬االمشاركة‭ ‬في‭ ‬القمة‭  ‬الثامنة‭ ‬والعشرون‭ ‬الإيبيرو‭ ‬أمريكية‭‬،‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭  ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬المنعقدة‭ ‬الأسبوع‮ ‬‭  ‬الماضي‭ ‬تحت‭ ‬شعار ‭ ‬‮«معا‭ ‬نحو‭ ‬إيبيرو‭-‬أمريكية‭ ‬عادلة‭ ‬ومستدامة‮»‬،‭ ‬انتكاسة‭ ‬جديدة‭ ‬لجبهة‭ ‬البوليساريو،‭  ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬اعتراض‭ ‬اسبانيا‭ ‬منح‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬صفة‭ ‬مراقب‭ ‬،‭ ‬وأتى‭ ‬هذا‭ ‬المستجد‭ ‬الدولي‭ ‬قبل‭  ‬الإحاطة‭ ‬النصف‭ ‬سنوية‭ ‬للمبعوث‭ ‬الأممي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بمستجدات‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭.‬



في نفس الركن