2024 يونيو/جوان 12 - تم تعديله في [التاريخ]

وجدة تحتضن المنتدى الأول لجهة الشرق حول الماء

والي الجهة: الشرق أكثر الجهات تضررا من الإجهاد المائي.. تعبئة وتدابير شاملة لرفع التحدي وتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة


العلم الإلكترونية - محمد بلبشير 

قال معاذ الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، خلال انعقاد المنتدى الجهوي الأول لجهة الشرق حول الماء، أن الأمن المائي يعد انشغالا آنيا وتحديا جماعيا، حيث تثبت الدراسات أن جهة الشرق بمناخها الجاف هي من بين أكثر الجهات تضررا من الإجهاد المائي، إذ أصبح مخزونها المائي لا يتجاوز 200 مليون متر مكعب في السنة.
 
وتطرق الوالي لمجموعة من التدابير والإجراءات الاستعجالية و المهيكلة التي تم اتخاذها من طرف لجن اليقظة الجهوية والمحلية، استرشادا بالتوجيهات الملكية السامية في إطار الاستراتيجية الوطنية للماء، وكذا في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027 ، والتي استهدفت مجموعة من السدود في طور البناء، وإنجاز وتجهيز الأثقاب الاستكشافية، ووضع وتجديد قنوات الجر، وكذا تحلية المياه الأجاجة، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، فضلا عن الاستعانة بالشاحنات الصهريجية وحث الفلاحين على اعتماد المزروعات الأقل استهلاكا للماء.
 
وأضاف خلال هذا اللقاء المنظم يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، تحت شعار: “التغيرات المناخية وتحديات تأمين وتدبير الموارد المائية بجهة الشرق”، أنه بالرغم من كل هذه التدابير والإجراءات، تظل وضعية مخزون المياه السطحية والجوفية بجهة الشرق جد مقلقة، بسبب التغيرات المناخية، والاستنزاف المفرط والعشوائي للفرشة المائية، وكذلك بالنظر إلى تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية ليس فقط من طرف الساكنة، وإنما أيضا من طرف الفلاحين، الشيء الذي بات يفرض وبشكل أكثر إلحاحا، انخراط جميع الفاعلين لاتخاذ تدابير استباقية، و التفكير في تنويع مصادر الموارد المائية وترشيد استعمالها.
 
ودعا الجامعي المسؤولين الجهويين عن المؤسسات والمصالح اللاممركزة بتراب الجهة، إلى التعامل بكل حزم وجدية لمواجهة إشكالية الماء والحرص على صيانة وتجديد شبكات التوزيع للحد من ضياع المياه ومحاربة جميع أشكال التبذير والاستغلال العشوائي والمفرط للفرشة المائية والعمل على تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة في هذا المجال.
 

د. عمر حجيرة يبسط مقاربة مجلس جهة الشرق بخصوص الماء

وفي مداخلته، قال عمر حجيرة رئيس جهة الشرق بالنيابة، أن المغرب وجهة الشرق بالخصوص تعاني من ندرة الموارد المائية، حيث يعتبر التغير المناخي واقعا ملموسا وظاهرة عالمية تهم كل دول العالم.
 
وأضاف، أن المغرب يعاني بشدة من التغير المناخي، فهو يقع في إحدى أكثر المناطق جفافا في العالم، والتي ستعرف أكثر فأكثر تواترا للظواهر الحادة، وتدهورا للنظم الإيكولوجية، وندرة في موارد المياه، وتطورا لأمراض جديدة وهجرة قسرية للسكان.
وتطرق حجيرة للاستراتيجية التي انطلقت منذ 2009 من خلال سياسة إنشاء السدود، مشيرا إلى أن المغرب قام بإعداد المخطط الوطني للماء 2020-2050، الذي يشكل مشروع خارطة طريق لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال الماء خلال ال 30 سنة القادمة.
 
وأبرز في ذات السياق، أن الأمن المائي شكل أهم أولويات مجلس جهة الشرق، حيث تمت المبادرة، ومنذ سنة 2016 إلى التوقيع على اتفاقية الإطار المتعلقة بإنجاز مشاريع مندمجة في قطاع الماء بجهة الشرق لفترة 2016-2020، مضيفا أن الجهة عرفت مجموعة من المشاريع النموذجية تهدف بالأساس إلى الاقتصاد في الماء، من خلال مشروع إعادة المياه المعالجة لسقي أكثر من 1500 هكتار، ومشروع سقي المنتزه الإيكولوجي، انطلاقا من محطة التصفية بمدينة وجدة، بالإضافة إلى مشاريع قطاعية أخرى، من قبيل، الاعتماد على السقي الموضعي في الضيعات الفلاحية.
وعن الفترة الحالية، ذكر حجيرة، أن مجلس جهة الشرق قام من خلال برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 بتخصيص غلاف مائي مهم يفوق 800 مليون درهم لتنمية الموارد المائية بتراب الجهة، موزعة على مشاريع تهم تعبئة وتأمين وتثمين الموارد المائية.
 
إلى ذلك شكلت هذه التظاهرة المنظمة تحت شعار:”التغيرات المناخية وتحديات تأمين وتدبير الموارد المائية بجهة الشرق” أرضية صلبة للتشاور وتقديم أهم مقترحات ممثلي الجهة مع كل الشركاء الحاضرين ومختلف المتدخلين، في أفق وضع استراتيجية جهوية لتدبير الماء.
 
وجاء انعقاد هذا المنتدى في إطار الحرص على إيلاء الأهمية اللازمة لإشكالية الماء، انسجاما مع الانشغالات الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المرتبطة بالماء، وكذا إلى مناقشة كل ما يلزم اتخاذه من إجراءات في مجال تدبير الموارد المائية بجهة الشرق أمام ندرتها ومكافحة آثار التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تقاسم الخبرات الناجحة في هذا الميدان، فضلا عن تقديم كل الآراء والاقتراحات المفيدة بغية تأمين الماء على نطاق واسع.




في نفس الركن