العلم - محمد بشكار
اللَّوْحُ
مِنْ عَظْمِنَا
هَشَّمَتْهُ الصّواعِقُ
وَالجُرْحُ
مِنْ حِبْرِنَا
ليْتَ شِعْرِيَ هَلْ
بَيْنَ صَلْصَالِنَا نَاطِقُ ؟
أمّا أنَا لَسْتُ مِنْ هَؤُلاءِ.. القَرِيبِينَ
مِنْ كُلِّ أُولَئِكَ الآفِلِينَ، أُوَزِّعُ
مِثْلَ قَنَادِيلَ فِي البَحْرِ
هَالَةَ رُوحِي عَلَى كُلِّ
مَوْتَايَ، يَا لَيْتَ رُوحِي
مَناطِقُ..
أنَا لَسْتُ مِنْ هَؤُلاءِ.. القَرِيبِينَ
مِنْ كُلِّ أُولَئِكَ الآفِلِينَ، فَلَا
الشّمْسُ تَسْهَرُ فِي اللَّيْلِ لَوْ
بَزَغَتْ بَعْدَ طُولِ
احْتِضَارْ
وَلَا قَمَرٌ
يَرْتَضِينِي لِوَجْهِهِ
وَجْهاً يُضِيءُ
النّهْارْ
وَقَدْ أقْتَدِي
بِالفَراشَاتِ أسْرقُ
مِنْ شَمْعةٍ ضَوْءَها فَوْقَ
مَائِدَةِ عَاشِقَيْنِ لِينْطَفِئَا
بِاحْتِرَاقِي..
إلَهِيَ أيُّ الكَواكِبَ فِي الكَوْنِ
لَيْسَ مِنَ الآفِلِينَ، وَكُلُّ لَهيبٍ خَلَقْتهُ
نَاراً وَنُوراً مَآلهُ أنْ يَنْتَهِي
حِكْمةً مِنْ رَمَادٍ،
وَأعْلَمُ فِي مَوْقدٍ واحِدٍ فَقَدتْ
غَابةٌ كُلَّ أشْجارِهَا،
فَهَنيئاً لِمَنْ دفَّأتْهُ الحُرُوبُ
بِأشْلائِنَا، وَهنِيئاً
لِكُلِّ الرِّيَاح الّتِي تَتَهجّى
الرَّمادَ بِمرْأَى عُيُونِي لِأُصْبِحَ
أعْمَى مِنَ الآفِلِينْ !
2
لِيَ
فِي كُلِّ وَادٍ
تَجَاعِيد تَحْرُثُ
وَجْهِي وَلِي أثَرُ
القُبُلاتِ
عَلَى الوَجْهِ ذَاكَ
البِذَارْ !
لِيَ
فِي كُلِّ وَادٍ
يَنَابِيعُ يُجْهِشُ
فِي صَوْتِهَا
ألْفُ نَايْ..
قَدْ تَعِبتُ أُجَرْجِرُ
رِجْليَّ عَلِّيَ أرْسُمُ
دَرْباً لِمَنْ يَقْتَفِي
أثَرِي لَا يَنُوبُه
غَيْرَ السَّرَابْ
وَلعَلِّي عَلَى كَاهِلِي أحْمِلُ
الطِّفْلَ كُنْتُهُ يَسْقُطُ
مِنَ كَتِفِي
مِثْلَمَا يسْقطُ الظِّلُّ
مِنْ عَاتِقِ الشّمْسِ
أرْضاً لِنَغْدُو
أنَا وَهْوَ مَحْضَ
غِيَابْ
3
يَكْبُرُ النّأْيُ
فِي مُنْتَهَى أَعْيُنِي
وَأنَا لَا أُسَافِرُ
إلّا مَكَانِي وَأحْسَبُ
أنّكِ فِي النّأْيِ
تَقْتَرِبِينَ..
وأنِّيَ حِينَ سَأصْعَدُ
حُلْمِيَ فَوْقَ كَثِيبِ الوِسَادَةِ
مِنْ أُفُقٍ تَنْزِلِينَ كَسَيْفٍ
مِنَ الغِمْدِ
دُونَ ثِيَابْ
يَكْبُرُ النّأْيُ حِينَ
الحَنِينُ بِقَلْبِيَ يَتّسِعُ،
أيْنَ أمْضِي
وَكُلّ الّذِي قَدْ مَشَيْتهُ
لَا يتجَاوزُ سَطْراً يُسوِّدُ
كُلَّ الكِتَابْ !
اللَّوْحُ
مِنْ عَظْمِنَا
هَشَّمَتْهُ الصّواعِقُ
وَالجُرْحُ
مِنْ حِبْرِنَا
ليْتَ شِعْرِيَ هَلْ
بَيْنَ صَلْصَالِنَا نَاطِقُ ؟
أمّا أنَا لَسْتُ مِنْ هَؤُلاءِ.. القَرِيبِينَ
مِنْ كُلِّ أُولَئِكَ الآفِلِينَ، أُوَزِّعُ
مِثْلَ قَنَادِيلَ فِي البَحْرِ
هَالَةَ رُوحِي عَلَى كُلِّ
مَوْتَايَ، يَا لَيْتَ رُوحِي
مَناطِقُ..
أنَا لَسْتُ مِنْ هَؤُلاءِ.. القَرِيبِينَ
مِنْ كُلِّ أُولَئِكَ الآفِلِينَ، فَلَا
الشّمْسُ تَسْهَرُ فِي اللَّيْلِ لَوْ
بَزَغَتْ بَعْدَ طُولِ
احْتِضَارْ
وَلَا قَمَرٌ
يَرْتَضِينِي لِوَجْهِهِ
وَجْهاً يُضِيءُ
النّهْارْ
وَقَدْ أقْتَدِي
بِالفَراشَاتِ أسْرقُ
مِنْ شَمْعةٍ ضَوْءَها فَوْقَ
مَائِدَةِ عَاشِقَيْنِ لِينْطَفِئَا
بِاحْتِرَاقِي..
إلَهِيَ أيُّ الكَواكِبَ فِي الكَوْنِ
لَيْسَ مِنَ الآفِلِينَ، وَكُلُّ لَهيبٍ خَلَقْتهُ
نَاراً وَنُوراً مَآلهُ أنْ يَنْتَهِي
حِكْمةً مِنْ رَمَادٍ،
وَأعْلَمُ فِي مَوْقدٍ واحِدٍ فَقَدتْ
غَابةٌ كُلَّ أشْجارِهَا،
فَهَنيئاً لِمَنْ دفَّأتْهُ الحُرُوبُ
بِأشْلائِنَا، وَهنِيئاً
لِكُلِّ الرِّيَاح الّتِي تَتَهجّى
الرَّمادَ بِمرْأَى عُيُونِي لِأُصْبِحَ
أعْمَى مِنَ الآفِلِينْ !
2
لِيَ
فِي كُلِّ وَادٍ
تَجَاعِيد تَحْرُثُ
وَجْهِي وَلِي أثَرُ
القُبُلاتِ
عَلَى الوَجْهِ ذَاكَ
البِذَارْ !
لِيَ
فِي كُلِّ وَادٍ
يَنَابِيعُ يُجْهِشُ
فِي صَوْتِهَا
ألْفُ نَايْ..
قَدْ تَعِبتُ أُجَرْجِرُ
رِجْليَّ عَلِّيَ أرْسُمُ
دَرْباً لِمَنْ يَقْتَفِي
أثَرِي لَا يَنُوبُه
غَيْرَ السَّرَابْ
وَلعَلِّي عَلَى كَاهِلِي أحْمِلُ
الطِّفْلَ كُنْتُهُ يَسْقُطُ
مِنَ كَتِفِي
مِثْلَمَا يسْقطُ الظِّلُّ
مِنْ عَاتِقِ الشّمْسِ
أرْضاً لِنَغْدُو
أنَا وَهْوَ مَحْضَ
غِيَابْ
3
يَكْبُرُ النّأْيُ
فِي مُنْتَهَى أَعْيُنِي
وَأنَا لَا أُسَافِرُ
إلّا مَكَانِي وَأحْسَبُ
أنّكِ فِي النّأْيِ
تَقْتَرِبِينَ..
وأنِّيَ حِينَ سَأصْعَدُ
حُلْمِيَ فَوْقَ كَثِيبِ الوِسَادَةِ
مِنْ أُفُقٍ تَنْزِلِينَ كَسَيْفٍ
مِنَ الغِمْدِ
دُونَ ثِيَابْ
يَكْبُرُ النّأْيُ حِينَ
الحَنِينُ بِقَلْبِيَ يَتّسِعُ،
أيْنَ أمْضِي
وَكُلّ الّذِي قَدْ مَشَيْتهُ
لَا يتجَاوزُ سَطْراً يُسوِّدُ
كُلَّ الكِتَابْ !