2024 يونيو/جوان 3 - تم تعديله في [التاريخ]

هل‭ ‬بدأت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الفلسطيني‭ ‬؟


العلم الإلكترونية - الرباط 

‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬بشأن‭ ‬مقترح‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬طرح‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬من‭ ‬بوادر‭ ‬الاطمئنان،‭ ‬أولها‭ ‬هل‭ ‬قدم‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬مقترحه‭ ‬باسمه‭ ‬أم‭ ‬باسم‭ ‬إسرائيل؟‭. ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تريد‭ (‬خلق‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بدون‭ ‬حماس‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭). ‬ثم‭ ‬أردف‭ ‬قائلاً‭ ‬في‭ ‬فقرة‭ ‬أخرى‭ (‬إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬عرضت‭ ‬مقترحاً‭ ‬جديداً‭ ‬يشكل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬جرى‭ ‬إيصاله‭ ‬إلى‭ ‬حماس‭ ‬وقطر‭). ‬ليخلص‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ (‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تركز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬وإعادة‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭).‬‮ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬إسرائيلياً،‭ ‬وأراد‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬يضفي‭ ‬عليه‭ ‬طابعاً‭ ‬أمريكياً‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬تبني‭ ‬إدارته‭ ‬له،‭ ‬فلماذا‭ ‬صرح‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتينياهو،‭ ‬تعليقاً‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬‮ ‬يتعارض‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تضمنه؟‭. ‬‮ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ (‬إن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬إلا‭ ‬بتحقيق‭ ‬كل‭ ‬أهدافها،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬عودة‭ ‬جميع‭ ‬الرهائن‭ ‬وتدمير‭ ‬حماس‭).‬‮ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬المعلقون‭ ‬والمحللون‭ ‬الاستراتيجيون،‭ ‬تناقضاً‭ ‬صارخاً‭ ‬يستدعي‭ ‬شرحاً‭ ‬وتوضيحاً،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬قد‭ ‬صرحت‭ ‬بأنها‭ (‬تنظر‭ ‬بإيجابية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬خطاب‭ ‬بايدن،‭ ‬مبديةً‭ ‬استعدادها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬مقترح‭ ‬يتضمن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الدائم‭ ‬والانسحاب‭ ‬الكامل‭ ‬للقوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬وإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬القطاع‭ ‬وعودة‭ ‬النازحين‭ ‬وتبادل‭ ‬جدي‭ ‬للأسرى‭ ‬والرهائن‭).‬
 
‮ ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬‮ ‬بعد‭ ‬قراءة‭ ‬التصريح‭ ‬الذي‭ ‬أدلت‭ ‬به‭ ‬حماس‭ ‬لوكالة‭ ‬رويترز،‭ ‬هو‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬النظر‭ ‬بإيجابية‭ ‬إلى‭ ‬خطاب‭ ‬بايدن،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬حول‭ ‬بناء‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬بدون‭ ‬حماس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكد‭ ‬عليه‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬و‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بعبارات‭ ‬مختلفة‭ ‬شكلاً‭ ‬لا‭ ‬موضوعاً‭.‬
 
‮ ‬الجانب‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬تأكيده‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬و‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الرهائن‭ ‬والأسرى‭ ‬و‭ ‬ضمان‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬مما‭ ‬ينتهي‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭. ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬أكدت‭ ‬عليه‭ ‬الخطب‭ ‬الملكية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬المؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬الساحة‭ ‬غداة‭ ‬‮ ‬اندلاع‭ ‬الأزمة‭ ‬‮ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الإسلامي‭ ‬أو‭ ‬الأفريقي،‭ ‬والتي‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬إزاء‭ ‬النزاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بكل‭ ‬تفصيلاته‭.‬
 
ومما‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الارتياح‭ ‬‮ ‬وبصيص‭ ‬من‭ ‬الأمل،‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬قدم‭ ‬مقترحاً‭ ‬مفصلاً‭ ‬بشأن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬إسرائيلي‭ ‬أم‭ ‬أمريكي،‭ ‬يفتح‭ ‬المجال‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‮ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬دون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬المفرغة‭ ‬التي‭ ‬يعبر‭ ‬عنها‭ ‬باليوم‭ ‬التالي‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬‮ ‬ما‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بمستقبل‭ ‬غزة،‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭ ‬تعرض‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ .‬
 
إن‭ ‬العالم‭ ‬يتطلع‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬انطلاق‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬عرضه‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬‮ ‬وهي‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬مشحونة‭ ‬بالقلق‭ ‬‮ ‬والترقب‭ ‬لما‭ ‬سيحدث‭ ‬‮ ‬خلال‭ ‬سريان‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬وما‭ ‬بعده‭.‬



في نفس الركن