2023 نونبر 19 - تم تعديله في [التاريخ]

هل يتعمد النظام الجزائري استعمال المهاجرين غير النظاميين حطبا في حربه ضد المغرب ولافتعال أزمة بين الرباط ومدريد؟

آلاف المهاجرين غير النظاميين حاولوا اقتحام أسلاك سبتة المحتلة ومواجهات خلفت مصابين ومعتقلين...


إصابة خمسين عنصرا من قوات الأمن المغربية بإصابات متفاوتة الخطورة

*العلم الإلكترونية*

عاشت المناطق المجاورة لمدينة سبتة المحتلة لحظات عصيبة جدا خلال اليومين الماضيين، إذ وبصفة جد مفاجئة ظهرت مجموعات من المهاجرين غير النظاميين، خصوصا المنحدرين من دول جنوب الصحراء في أفريقيا، بشكل منظم، حيث انطلقت سيرا على الأقدام لمسافات طويلة جدا تجاوزت العديد من الكيلومترات، وفي هذا الصدد لاحظ مستعملو الطرق المنتشرة في إقليمي المضيق والفنيدق عشرات المئات من المهاجرين غير النظاميين، وهم يسيرون على الأقدام في الهضاب والجبال وحتى على الطرق الرئيسية في اتجاه مدينة الفنيدق في اتجاه الحدود المصطنعة مع مدينة سبتة المحتلة لاختراق الأسلاك الشائكة التي نصبتها السلطات الإسبانية.

وطيلة حوالي يومين كاملين عملت السلطات الأمنية المغربية ما في وسعها لمنع أعداد كبيرة من هؤلاء من الوصول إلى المنطقة المجاورة لمدينة سبتة المحتلة، وطاردتهم في التضاريس الوعرة هناك. وبدا واضحا أن هذه السلطات حاولت تجنب استعمال العنف ضدهم، إلا أن التطورات التي استجدت أمس السبت زاغت عن المأمول، حيث التجأ المهاجرون غير النظاميين إلى استعمال العنف، بالقاء الحجارة على قوات الأمن المغربية، كما لوحظ أن عددا مهما منهم كان يحمل أسلحة بيضاء، وتصدت قوات الأمن لهم حينما اقتربوا بشكل كبير من ضواحي مدينة سبتة، حيث وقعت اشتباكات عنيفة تسببت في إصابة خمسين عنصرا من قوات الأمن المغربية بإصابات متفاوتة الخطورة، كما أصيب ثلاثين شخصا من المهاجرين غير النظاميين، هم أيضا بجروح متفاوتة الخطورة، كما تم اعتقال العشرات منهم، وكشفت بعض المصادر  أن عدد المعتقلين تجاوز خمسمائة شخص. وإلى حدود صباح يومه الأحد 19 نونبر، كانت الأوضاع غير مستقرة، اذ واصلت قوات الأمن مطاردة المتسللين في مساحات شاسعة هناك .

ومن الصعب تفسير ما حدث فجأة، لأن السلطات الأمنية المغربية كانت متحكمة في الأوضاع هناك ، لكن ظهور هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين غير النظاميين من الراغبين في الدخول إلى سبتة عبر اختراق سور الأسلاك العالي، طرح علامات استفهام كثيرة. والواضح أن الغالبية الساحقة من هؤلاء المهاجرين غير النظاميين تسللوا إلى التراب المغربي عبر الحدود الشرقية للمملكة، وافدين اليها من الجزائر.

ولا تستبعد مصادر عليمة بأن تكون السلطات الجزائرية سهلت لهم عملية العبور نحو المغرب للهجرة نحو سبتة ومليلية بهدف إحراج المغرب مع الجارة الإسبانية تزامنا مع إعادة تكليف رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز بتشكيل حكومة جديدة، مما يتعارض تماما مع رغبة النظام الجزائري الذي كان يمني النفس بفشل سانشيز في الحصول على ثقة البرلمان الإسباني، على خلفية مواقفه المساندة للحقوق المغربية المشروعة في وحدته الترابية. وهي بذلك تحاول من خلال فسح المجال لأعداد كبيرة جدا من المهاجرين  غير النظاميين للعبور من ترابها نحو شرق المغرب، افتعال أزمة في العلاقات المغربية الإسبانية التي تعيش أزهى مراحلها بسبب التقارب الكبير بين مدريد والرباط تجاه القضايا الكبرى.



في نفس الركن