2024 ماي 6 - تم تعديله في [التاريخ]

هل كانت مواقف خان من غزة وتصدير السلاح إلى إسرائيل عاملاً بفوزه؟


 

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريراً حول إعادة انتخاب عمدة لندن صادق خان لفترة ثالثة، في انتصار واضح على مرشحة حزب المحافظين سوزان هول، التي جاءت متأخرة عن خان بشكل واسع.


وجاء انتصاره خلافاً للتيار الذي طبع التصويت لحزب “العمال” في المناطق المسلمة التي عاقب فيها الناخبون حزب “العمال” بسبب موقفه من الحرب في غزة.


وجاء في التقرير، الذي أعدّه جيمس تابر، أن خان ( 53 عاماً) فازَ لفترة ثالثة بدون أن يخسر، على ما يبدو، أصوات المسلمين في العاصمة. في وقت شهدت الانتخابات المحلية في مناطق أخرى من إنكلترا خسائر واضحة في أصوات المسلمين.

 ففي ويست ميدلاندز، فاز المرشح العمالي ريتشارد باركر في انتخابات رئيس البلدية بعد تفوّقه بهامش صغير على مرشح المحافظين أندي ستريت. وكان من السهل عليه الفوز بدون عناء لو منح الناخبون أصواتهم له بدلاً من دعم مرشح مستقل ركز في حملته الانتخابية على غزة. وجاء المرشح المستقل أحمد يعقوب، محامي الدفاع، في المرتبة الثالثة، وبـ 42,923 صوتاً في بيرمنغهام، حيث لاحظ باركر تراجعاً في دعم “العمال”، ومنذ عام 2021.


وفي خطاب إعلان النتائج، قال خان: “لقد واجهنا حملة لم تتوقف من السلبية، ولن أكون فخوراً أكثر من ردّنا على ناشري الخوف بالحقائق، وردّنا على الكراهية بالأمل ومحاولات التقسيم بمحاولات التوحيد”.


وشكر عائلته قائلاً إن “بعض الأشياء التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي والاحتجاجات أمام بيتنا والتهديدات كانت مثيرة للغضب والخوف وغير صحيحة، وأنا آسف لتعريضي لكم لهذا”.

 
وخشي أنصار “العمال” من خسارة ضواحي لندن لصالح معارضي توسيع محور خفض الانبعاثات، لكن استطلاع يوغوف تكهّن، في الأسبوع الماضي، بفوز خان بنسبة 47% مقابل 25% لهول.


وبعد عد الأصوات بدا أن مسألة توسيع محور خفض الانبعاثات لم تترك أي أثر على النتيجة. وفاز خان بأصوات منطقتين تعيش فيهما أعداد كبيرة من المسلمين. ففي مناطق شمال- شرق لندن، بما فيها وولثام فوريست، حصل خان على 127,455 صوتاً، مقارنة مع 111,359 صوتاً في 2021. وفي داخل المدينة وشرقها، والتي تضم تاور هامليت ونيوهامم، انخفضت الأصوات بـ 30,000، لكن خان حصل على 10,000 صوت إضافي كخيار أول، وأكثر من عام 2021.


وجاء انتصار خان الباهر خلافاً لتوقعات “بي بي سي” وغيرها من وسائل الإعلام بأن السباق على رئاسة بلدية العاصمة سيكون قريباً جداً.


 وكتب تورستين بيل، المدير التنفيذي لمركز “ريزيليوشن فاونديشن” على منصة إكس يوم السبت: “الساعة الواحدة ولا تزال بي بي سي تقول: الأدلة تقول إن السباق قريب أكثر من المتوقع، رغم غياب الأدلة، وبعد 24 ساعة”.


وكان خان من أول المسؤولين في حزب “العمال” الذين دعوا لوقف إطلاق النار في غزة، مقارنة مع زعيم الحزب كير ستارمر الذي واجه سلسلة من الانشقاقات، بعد حديثه في أكتوبر عن “حق” إسرائيل بمنع الماء والكهرباء عن غزة.


وظلّ الغضبُ يغلي على جانب اليسار بسبب موقفه، وظلّ واضحاً في التظاهرات المتضامنة مع فلسطين، في الشهر الماضي، حيث ظهرت لافتات تحمل صورة لستارمر، ونائبته أنغيلا رينر، وكتب تحت صورة ستارمر “إبادة”. أما رينر فكتب تحت صورتها “موت”.


وقال علي ميلاني، رئيس شبكة العمال المسلمين، وعضو المجلس العمالي المحلي، وتنافسَ مع بوريس جونسون في منطقة أوكسبريدج، عام 2021، إن الكثير من المسلمين شعروا بالخيانة من موقف الحزب تجاه غزة.


وقال: “هذا أمرٌ أحذّر منه، ولعدة أشهر، وهو أمر لا يتعلق بالاستطلاعات، أو التكهنات ولكن بالتصويت الحقيقي”. و”سواء كانت أولدهام، بيرمنغهام أو إليسويك في نيوكاسل، فلا مجال للشك بأن هناك مشكلة خطيرة”.

 

وقال إن “صادق غيّر المسار، وهناك سبب لهذا، لأنه كان من أول الداعين لوقف إطلاق النار، وهو يدعم تعليق تصدير السلاح طالما يخرق القانون الدولي، ولهذا فعل ما يجب عمله، وحصل على الجائزة الانتخابية لهذا”.


وقال: “للأسف، وهذا يؤلمني، يعتقد المسلمون أن حزب “العمال” لا يقدر بشكل عام حياة الفلسطينيين والمسلمين وأنها مساوية لحياة الآخرين. ولا شيء يجسد هذا من الرسالة التي تلقيناها من مناطق البلاد ومن المقاعد والأخرى والمناطق وعمديات المدن”.


وبحسب تقدير البرفسور ويل جيننغز، من جامعة ساوثمتون، فقد خسر “العمال” دعماً بنسبة 17.9% في المناطق التي عرف فيها خمس السكان أنفسهم بأنهم مسلمون. ومع أن حزب “العمال” استعاد السيطرة على ثمانية مجالس خسرها سابقاً، إلا أنه خسر أولدهام في مانشستر الكبرى، وفشل في تحقيق تقدم في أوكسفورد وداروين في بلاكبيرن وبرادفورد. فيما نجح حزب “العمل” الذي أنشأه جورج غالاوي بهزيمة نائب رئيس المجلس في مانشستر لطف الرحمن. وقال متحدث باسم نقابة عمال مومينتوم إن الهزيمة يجب أن تكون “صيحة تحذير لقيادة العمال”، وإن على ستارمر الدعوة لتعليق صادرات السلاح إلى إسرائيل. وقالت النقابة: “أي حزب يتعامل مع دعمه الرئيس كأمر واقع يواجه كارثة، عاجلاً أم آجلاً، وعندما يصبح الأمر صعباً، فحزب “العمال” بحاجة لتعبئة قاعدته، إلا أن ستارمر لم يبد اهتماما بالمناخ، ولا بغزة”.


العلم الإلكترونية – صحيفة “أوبزيرفر”




في نفس الركن