2025 مارس 11 - تم تعديله في [التاريخ]

هل تنقذ الأمطار الأخيرة الموسم الفلاحي بالمغرب؟

خبير في المناخ: رهان كبير على الزراعات الربيعية وضرورة رفع مستوى اليقظة لترشيد الموارد المائية


العلم - عبد الإلاه شهبون

خلفت التساقطات المطرية الأخيرة التي عمت مختلف مناطق المملكة، وتهاطلت بكميات كبيرة ارتياحا لدى المغاربة، وذلك نتيجة تأثيرها الإيجابي على المجال الفلاحي والفرشة المائية، ما بث نوعا من الأمل لدى الفلاحين في تحقيق موسم جيد.

وفي هذا السياق، أفاد رئيس مصلحة الشراكة والتواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد، أن عدة جهات بالمملكة سجلت تساقطات مطرية مهمة مؤخرا، واضعة بذلك حدا للنصف الأول من الشتاء الذي تميز بنقص في الأمطار.

وأضاف يوعابد، في تصريح صحفي، أن "هذه التساقطات المطرية همت كافة أرجاء البلاد، من الشمال إلى الأقاليم الجنوبية، بما في ذلك المناطق الداخلية والوسط وشرق المملكة"، مشيرا إلى أنه خلال الساعات الـ48 الماضية "سجلنا أكثر من 82 ملم من الأمطار بطنجة، و66 ملم في الرباط، و42 ملم في الدار البيضاء. كما شملت مرتفعات الأطلس وجهات سوس"، مشددا على أهمية هذه الأمطار، رغم تأخرها، والتي تظل مفيدة للفلاحة وموارد المياه في البلاد، مؤكدا أنها ستساهم في إنعاش الفرشة المائية الجوفية، كما ستعود بالنفع على المحاصيل الربيعية.

بدوره، قال محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، إن التساقطات المطرية التي تشهدها مختلف مناطق المغرب ستغير الخريطة المائية بامتياز للمملكة، مضيفا في تصريح لـ"العلم" أنه في 48 ساعة تمت ملاحظة كيف تغيرت الوضعية المائية لمجموعة من الأحواض والسدود التي انتعشت في ظرف وجيز بما يفوق مليون إلى مليوني متر مكعب.

وأوضح بنعبو، أن هذه الوفرة في المياه ستعطي نوعا من الأمل والأمن للفلاحين في تحقيق موسم جيد، مشيرا إلى أن المغرب يراهن دائما على برنامج الزراعات الربيعية كبديل لنظيرتها الشتوية أو الخريفية.

وشدد المتحدث ذاته، على أن هذه الأمطار ستنقذ الموسم الفلاحي، قائلا:" كما يعلم الجميع كان هناك تأخر في الأمطار على مستوى مجموعة من الأحواض المائية والعديد من المناطق عانت من الإجهاد المائي طيلة السنوات الماضية، لكن هذه التساقطات التي تعرفها المملكة سيكون لها وقع إيجابي على السدود والفرشة المائية كما ستساعد على توفير مساحات شاسعة من الكلأ للماشية بعد تراجعها بشكل كبير في السنوات الماضية، مما يشكل دفعة قوية للمجال الفلاحي".

وواصل: "نحن الآن في مارس وغالبا ما يكون هذا الشهر حاسما في الموارد المائية، وسنة 2023 خير دليل على ذلك، حيث كانت نسبة الملء 35 بالمائة، وبفضل الأمطار التي تشهدها المملكة سيتكرر نفس السيناريو هذا العام".

وبخصوص تأثير هذه الأمطار على تحسين جودة التربة ورفع مردودية الأراضي الزراعية، أكد الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أنه مع توالي سنوات الجفاف والإجهاد المائي غالبا ما تفقد التربة خصوبتها ومجموعة من مميزاتها، ولكن التساقطات الأخيرة ستساهم في استرجاع التربة لنسبة كبيرة من نجاعتها وقوتها وسنرى تأثيرها الإيجابي على برنامج الزراعات الربيعية في المغرب، مذكرا، بأنه عندما يتم نشر الأمل في صفوف الفلاحين يساعد ذلك في الرفع من الإنتاجية، وبالتالي يشجع ذلك المستثمرين على الاستثمار في المجال الفلاحي ببلادنا.

كما اعتبر محمد بنعبو، أن التساقطات المطرية التي تعرفها جميع مناطق المغرب خصوصا في شهر مارس سيكون لها تأثير إيجابي على الأشجار المثمرة، وبالتالي تساهم في الرفع من المردودية.

وقال الخبير في المناخ، إن الطلب على الماء يتزايد سنة بعد أخرى بالنسبة لمياه الشرب أو القطاعات الحيوية الأخرى، كما أن الأمطار الأخيرة لا يجب أن تنسينا أن بلادنا لم تتجاوز بعد مشكلة أن المغاربة يعيشون على إيقاع إجهاد مائي، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في اتخاذ الحيطة والحذر مع رفع مستوى اليقظة بشأن استعمال الموارد المائية.



في نفس الركن